وما فتئت ايطاليا التي تعد اول زبون للجزائر التي تضمن ثلث تمويناتها الغازية, و التي قام رئيسها سارجيو ماتاريلا بزيارة الجزائر في مطلع شهر نوفمبر الاخير, تعبر عن هذه الارادة في تعزيز التعاون الثنائي, مجددة التاكيد عن ثقتها بخصوص مصداقية الجزائر كشريك.
وكان الرئيس ماتاريلا قد اكد عقب لقائه برئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون خلال زيارته الى الجزائر ان “العلاقات الجزائرية الايطالية متينة وعريقة واستراتيجية ونحن نعمل على تعزيزها وتقويتها اكثر”.
اما سفير ايطاليا بالجزائر, جيوفاني بوغلييس, فقد اشار الى ان “ثلث الغاز المستعمل في ايطاليا ياتي من الجزائر وان اكثر من 200 شركة ايطالية قامت بأشغال انجاز منشئات بالجزائر ونحن متواجدون في قطاع الصناعات الغذائية, انها علاقة متكاملة بمستوى 360 درجة” معتبرا ان زيارة الرئيس ماتاريلا الى الجزائر كانت “نجاحا كبيرا وكانت لها رؤية واضحة”.
وبلغ الحجم الاجمالي للمبادلات التجارية بين الجزائر وايطاليا سنة 2020 حوالي 6 مليار دولار منها 3.5 مليار دولار صادرات جزائرية نحو ايطاليا (سيما المحروقات) و 2.42 مليار دولار واردات من هذا البلد (خاصة التجهيزات).
تعاون طاقوي استراتيجي ومستدام
لقد شكلت إيطاليا، خلال الثلاثي الأول من سنة 2021 ، الوجهة الأولى لصادرات الغاز الجزائري بحجم إجمالي قدره 6.4 مليار متر مكعب (م 3)، اي بزيادة قدرها 109 بالمائة مقارنة بسنة 2020.
ويحتل قطاع المحروقات مكانة هامة في العلاقات الاقتصادية الجزائرية الإيطالية، خاصة بفضل الشراكة بين مجمع سوناطراك والمجمع الطاقوي الإيطالي “إيني” (ENI)، المتواجد في الجزائر منذ سنة 1981. ويسيُر المجمعان انبوب الغاز العابر للمتوسط “ترانسميد”، المسمى أيضا انبوب الغاز إنريكو ماتي، الذي يربط الجزائر بإيطاليا عبر تونس، بطاقة تصدير تصل إلى 32 مليار متر مكعب من الغاز/ سنويا.
و قد تم تجديد عقد بيع الغاز بين البلدين في مايو 2019 لتزويد السوق الإيطالية لمدة ثماني (8) سنوات حتى سنة 2027، بالإضافة إلى سنتين اختياريتين إضافيتين.
وأعلنت سوناطراك وإيني في 20 مارس الفارط عن اكتشاف مهم للنفط الخام في محيط أبحاث زملة العربي بحوض بركين ، بعد أن نجحتا في حفر أول بئر للتنقيب في هذا المحيط.
في نهاية 2021، وقع الشريكان في الجزائر العاصمة، على عقد في مجال المحروقات، يتعلق باستثمار 1.4 مليار دولار، وإنتاج 45 ألف برميل/يوميا، وعلى اتفاق استراتيجي في مجال الطاقات المتجددة.
ويعمل الطرفان حاليا على نحو اثني عشر مشروعا في التنقيب وانتاج المحروقات.
وكان وزير الشؤون الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو قد أكد خلال زيارة له مؤخرا الى الجزائر عقب الاستقبال الذي حظي به من طرف الرئيس تبون أن بلده “يتطلع الى رفع امداداته بالطاقة, لاسيما الغاز لدى شركائها الدوليين من بينهم الجزائر التي تعتبر +ممونا موثوقا+”, معتبرا ان هذا “يؤكد القيمة الاستراتيجية للشراكة بين البلدين”.