خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
يلينا ريزونينكو*
#يلينا #ريزونينكو: كاتبة وأستاذة شعبة اللغة الروسية في الجامعة الاردنية، وعضو مُتخصّص في قيادة الفرع الاردني للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء #الصين، ومنتدى قراء مجلة “الصين اليوم” ومجلة “مرافئ الصداقة” لإذاعة الصين الدولية.
منذ نحو اسبوعين، أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ، محادثة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين. في حديثهما تعهد الرئيسان أن يدعم البلدان بعضهما بعضاً “بقوة” في حماية سيادتهما، بكل ما تعنيه مُفردة “سيادة” في قواميس السياسة والقوانين الدولية، والأخرى الخاصة بالدولتين الكبيرتين والصديقتين الصين وروسيا.
تحمل هذه المحادثة الهاتفية معنى عميق وعالمي، لا سيما أنها جاءت في ختام يونيو / حزيران الماضي (2020)، حين أقامت روسيا بنجاح استعراضاً عسكرياً في الميدان الأحمر للاحتفال بالذكرى الـ75 للنصر في الحرب الوطنية العظمى للشعب السوفييتي، لتبيّن للعالم عزمها الثابت على تذكّر التاريخ وحماية السلام الدولي.
قال الرئيس “شي” خلال المكالمة إن روسيا أجرت استفتاء بسلاسة حديثاً، وأقرت مجموعة من التعديلات الدستورية بتصويت بأغلبية كبيرة، مضيفاً أن هذا يعكس دعم الشعب الروسي للحكومة الروسية وموافقته على نظريتها في الحوكمة بشكل كامل. وأضاف شي أن الصين سوف تدعم كالمعتاد طريق التنمية الروسية الذي يتوافق مع ظروف روسيا الوطنية، وستدعم روسيا بقوة في تسريع تنميتها وتجديد شبابها.
وأشار الرئيس الصيني إلى أن الوضع الدولي يتغير سريعاً، مؤكداً أنه من الضروري جدا للصين وروسيا، كشريكتين إستراتيجيتين شاملتين في التنسيق، أن تعززا التواصل والتعاون على المستوى الإستراتيجي. ولهذا من الجدير بنا التركيز على كلمات الرئيس “سي”، الذي أكد – في سياق الوضع العالمي الراهن والدقيق –
أن الجانب الصيني مستعد لموصلة العمل مع الجانب الروسي في دعم بعضهما البعض طبحزم”، و “رفض التخريب والتدخل الخارجي والحفاظ على سيادة كل منهما وأمنه وحقوقه في التنمية، وحماية مصالحهما المشتركة على نحو جيد”.
اتسمت المكالمة بمناقشة قضايا آنية وغاية في الاهمية للدولتين في خضم الاحداث العالمية الحالية، بخاصة تسريع التطور والابتكار العلمي والتكنولوجي الصيني الروسي المشترك، رغبة منهما بتسريع مسار التعاون في مجال التكنولوجيا المتقدمة والبحث والتطوير للقاحات والأدوية إلى جانب الأمن البيولوجي، بهدف رفع العلاقات الصينية الروسية إلى مستويات أعلى بشكل متواصل، كما أشارا الى دعمهما للتنسيق المشترك في “الأمم المتحدة” والأطر الأخرى متعددة الأطراف، وحماية التعددية، و.. “معارضة الهيمنة والأحادية، والدفاع عن الإنصاف والعدالة الدوليين، وتقديم إسهامات أعظم لتحسين الحوكمة العالمية ودعم بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.”
من جانبه، شدّد بوتين على الاستقرار السياسي على المدى الطويل، والدفاع بشكل أفضل عن السيادة الوطنية، ومعارضة التدخل الأجنبي، وحماية سيادة كل من روسيا والصين، وأمنهما الوطنيين، ودعم كل منهما للآخر بقوة طوال الوقت لبعضهما البعض، ولفت بوتين إلى أن “العلاقات الروسية – الصينية في أفضل حالاتها في التاريخ”، وأن روسيا “تَعدُ علاقاتها مع الصين على رأس أولويات السياسة الخارجية”، كما وأكد أن موسكو “تدعم بقوة جهود بكين في حماية الأمن الوطني في منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة.. وتعارض جميع أنواع الأعمال الاستفزازية التي تنتهك سيادة الصين، مُعرباً عن إيمانه بأن الصين قادرة تماماً على ضمان الازدهار والاستقرار على المدى الطويل في هونغ كونغ”.
من الضروري والمهم جداً للمتخصّصين في “الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين”، دراسة هذه المكالمة الهاتفية بين الرئيسين، والتعمّق في مغازيها وأهدافها، للوصول الى ما بين السطور فيها، لاكتشاف تفاهمات “وحدة الحال” بين الدولتين في المجال الاستراتيجي – الثنائي والدولي، في وضع عالمي شديد الحساسية، ودقيق جداً، وخطر للغاية في تطوراته ونقلاته المفاجئة السياسية منها والميدانية – الحربية.
مقالة مهمة عن قطبين عالميين روسيا و الصين، في طريقهما سويا لتعبيد عالم جديد بلا رجعية في الفكر والممارسة على صعيد عالمي..
العلاقات الصينية الروسية ضرورة وطنية للطرفين لأنها تعزز من استقرار الأمن والسلم في المنطقة خاصة وأن الدولتين لها إمكانيات كبيرة كما وان تعزيز تعاونها التجاري يعزز من قوتهما على الصعيد العالمي ويمنع احتكارات بعض الدول التي تحاول الهيمنة على الدول واقتصادها .