شبكة طريق الحرير الإخبارية/
باسم فضل الشعبي
ـ كاتب وصحفي يمني معروف ومعتمد للنشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية، وعضو الاتحاد الدولي للصحفيين الإعلاميين والكتَّاب العرب أصدقاء وحلفاء حُلفاء الصين.
تبدو روسيا الاتحادية قاب قوسين او ادنى من تحقيق انتصار حاسم في اوكرانيا واستعادة نفوذها هناك، وابعاد اية اخطار قد تتهددها مستقبلا، فقد اوشكت الخطط العسكرية الروسية المنفذة بدهاء كبير على احكام السيطرة على البلد الاوروبي الاكبر، واعادة تشكيله من جديد ليكون اقرب لروسيا منه للغرب الذي كان يخطط من خلال اوكرانيا للاضرار بروسيا وامنها القومي.
ان تحالف روسيا والصين هو تحالف الضرورة للحفاظ على نفوذهما الاقتصادي والعسكري والسياسي في العالم الذي بدات معالمه تشير الي ميلاد قطب عالمي جديد اكثر قربا من الشعوب وتطلعاتها في مقابل زوال وخفوت القطب الغربي بقيادة امريكا الذي وقف طيلة عقود عديدة الي جانب الانظمة الديكتاتورية المستبدة، ناهيك عن التشجيع على الحروب ودعمها لاسيما في منطقتنا العربية التي عانت شعوبها طويلا ومازالت تعاني من اثار خطط امريكا والغرب ونفوذهما المدمرة في منطقتنا.
لقد تعاطف الملايين من العرب مع روسيا وهي تخوض حربها الضرورية مع الغرب في اوكرانيا حينما اتضحت لهم المؤامرة الكبيرة التي تقودها امريكا واوربا لضرب روسيا وتدميرها من خلال السيطرة على اوكرانيا عبر حلف الناتو الذي صمم من اجل اضعاف روسيا وتهديد امنها القومي واخماد تقدمها على المسرح العسكري والسياسي العالمي.
فقد كشفت الحرب في اوكرانيا الكثير من نوايا امريكا والغرب تجاه روسيا والصين والكثير من تعاملها المستفز والخاطئ مع العرب والمسلمين، لتضع خطوط عريضة لميلاد تحالف دولي كبير ضد الصلف الامريكي والغربي وهيمنتهم على العالم والتي قاربت الآن على النفاذ والتلاشي.
لن تتضرر روسيا بالعقوبات الاقتصادية الغربية الي الدرجة التي يتوقعها البعض، فبوجود الصين سوف يتم تطويق تلك العقوبات وافشالها، ناهيك عن استعداد روسيا للمعركة من وقت طويل وتوقعاتها لما سيحدث وهو الأمر الذي يجعل تحركات امريكا والغرب غير ذات جدوى، بل يجعل العقوبات تنقلب عليهم، ولنا ان نشاهد الصراخ في امريكا واوروبا اليوم بسبب ضعف امدادات الطاقة وازمة الغذاء الوشيكة التي ستعود عليهم نتيجة العقوبات المفروضة على روسيا.
لقد رفضت السعودية والامارات وفنزويلا وقطر الاستجابة للمطالب الامريكية بتعويض النقص في النفط والغاز العالمي الذي يهدد بازمة كبيرة في امريكا واوروبا نتيجة وقف الاستيراد من روسيا، بل ان الامر وصل الى عدم الرد على الاتصالات الواردة من قبل الرئيس الامريكي لزعماء الدول النفطية والغازية المذكورة، فضلا عن عدم استقبال زعماء امريكا واروبا في تلك الدول، وقد رأينا الاستقبال الباهت لرئيس الوزراء البريطاني جونسون في كل من الامارات والسعودية خلال الأيام الماضية.
ستخرج روسيا قوية من الحرب الدائرة حاليا في اوكرانيا وسيفشل خصومها من تركيعها، وربما يتحقق ما قاله الرئيس الروسي بوتين من ان روسيا ستستعيد حلفاءها القدامى في الشرق والغرب، وهذا ما يفزع امريكا لاسيما وان تحالف روسيا والصين الذي بدأ خلال الازمة الحالية لوحده كافي لجعل امريكا واوروبا تصاب بانتكاسه وهزيمة لن تتوقف الا بانحسارهما واوفولهما عن المسرح العالمي.