وقال السيد سانشيز في تصريح للصحافة عقب استقباله من طرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون: “أشكر الرئيس تبون على الاستقبال، وذلك على الرغم من القيود التي يفرضها وباء كوفيد-19، غير أنها مناسبة لتعميق التعاون بيننا لمواجهة هذه الجائحة”، مضيفا أن الجزائر “شريك استراتيجي مهم جدا لإسبانيا ولأوروبا ونحن حريصون على تعميق هذه العلاقات المميزة التي تربط بلدينا“.
واعتبر رئيس الحكومة الإسباني أن الجزائر “تضطلع بدور هام جدا وأساسي بخصوص استقرار المنطقة وتحديدا منطقة المغرب العربي والساحل، وسنعمل على تعزيز التعاون في هذا الإطار”.
وأضاف أن حكومة بلاده لمست بخصوص الأزمات في المنقطة وتحديدا بليبيا والساحل، “تجديد الجزائر لالتزامها بإيجاد تسوية لهذه الأزمات وكذا إيجاد حلول للأزمات المجمدة منذ عدة سنوات والتي تعاني من أضرارها شعوب المنطقة”.
وأوضح المسؤول الإسباني أن زيارته الى الجزائر كانت مناسبة لحكومتي البلدين للتعبير عن “رغبتهما العميقة من أجل عقد اللقاء رفيع المستوى بين البلدين سنة 2021 وذلك تعبيرا على جودة العلاقات الثنائية”، مشيرا إلى أن زيارته هذه تعد “الخطوة الأولى التي ستتواصل من خلال اللقاء رفيع المستوى الذي سيعقد بإسبانيا والذي سنعمل من خلاله على تجديد إرادة التعاون بيننا لمصلحة البلدين”.
إقرأ أيضا: الجزائر-أسبانيا: توقيع مذكرة تعاون في مجال البيئة والتنمية المستدامة
ولفت إلى وجود “عدد كبير من المجالات التي يمكن التعاون فيها، ليس فقط مجال الطاقة والمجال التجاري، ولكن أيضا مجال الأمن والداخلية وبشكل خاص التعاون في مكافحة تدفقات الهجرة”.
وفي هذا الصدد، أكد السيد سانشيز أن الحكومتين “مصممتان على مواجهة مشكل الهجرة الذي يمثل تحديا لكلا الجانبين، ليس فقط للبلدان المستقبلة، بل لبلدان العبور أيضا”، مستطردا بالقول: “نحن نعمل من خلال عدة مقاربات لمواجهة هذا المشكل، ليس فقط بالمقاربة الأمنية، بل بمساعدة وتشجيع بلدان المصدر من خلال التنمية الاقتصادية ودعم الشباب حتى تكون لهم فرص عمل ويمتنعون عن الهجرة”.
وأضاف أن هذه الإجراءات تدخل في إطار التعاون بين البلدين و”نراهن عليها حتى نتفادى تسجيل أعداد أخرى من الأموات في البحر الأبيض المتوسط”.
وفي سياق متصل، أبرز رئيس الحكومة الإسباني “أهمية” مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين البلدين والتي تعنى بالبيئة ودعم التنمية في الأرياف، مشيرا إلى أن “تغير المناخ ومواجهته سيكون أيضا مجالا للتعاون بيننا”.
كما تطرق إلى اللقاء الذي جمع صباح اليوم الخميس بين رجال الأعمال من الجانبين، وهي فرصة –مثلما قال– “سمحت بإبراز المشاريع التي نعمل عليها، من بينها كابل الألياف البصرية الذي تم مده بين البلدين قبل سنة ومشاريع الاستثمار في حوض الحمراء”.
وأكد أن حكومته “تركز بشكل جدي على مجالات جديدة كالطاقات المتجددة والصناعات الغذائية ودعم وتشجيع الشركات الناشئة”، مبرزا أن الجزائر “شريك مهم جدا لإسبانيا، بدليل وجود 550 شركة إسبانية تعمل بالشراكة مع نظيراتها الجزائرية بما يعود بالمنفعة على البلدين من خلال خلق الثروة وفرص العمل”.
=مناخ الأعمال في الجزائر “مشجع”=
ولدى تطرقه إلى مناخ الأعمال في الجزائر، اعتبر السيد سانشيز بأنه “إيجابي جدا ومشجع”، لافتا إلى حجم وعدد الشركات الإسبانية التي رافقته في الوفد، مضيفا أن الشركات الاسبانية “مهتمة جدا بالاستثمار في الجزائر وبعضها موجود منذ 50 سنة وجنت ثمارا عادت بالنفع على البلدين”.
إقرأ أيضا: رئيس الجمهورية يستقبل رئيس الحكومة الإسباني
وفي ذات السياق، يرى رئيس الحكومة الإسباني أن تعديل القاعدة 51/49 سيعمل على تشجيع الاستثمارات الأجنبية في الجزائر، مبرزا وجود فرص لتنويع الاستثمارات، خاصة في قطاعات الطاقات المتجددة والصناعة الغذائية ومكاتب الاستشارات.
وبشأن وباء كورونا الذي كان له الأثر السلبي على الاقتصاد الاسباني، يرى السيد سانشيز أن هذه الجائحة قد تمثل “فرصة لتعزيز التعاون الدولي ومواجهة التحديات المترتبة عن هذا الوباء وتعزيز العلاقات بين البلدين”.