CGTN العربية/
كثيرا ما تتحدث الولايات المتحدة عن أن “كل البشر خلقوا متساوين” وتعلم الدول الأخرى كيفية التصرف. ومع ذلك، منذ تفشي فيروس كورونا الجديد، جعل الأداء الأمريكي في مكافحة الوباء المجتمع الدولي يرى أكثر وعيا نفاق المساواة الأمريكية.
“الموت من اللامساواة” يظهر أن حقوق الحياة للفئات الضعيفة في الولايات المتحدة ليست مضمونة بالتساوي
منذ تفشي فيروس كورونا الجديد، تكثف عدم المساواة في المجتمع الأمريكي، وتحول التفاوت في الوضع الاقتصادي والاجتماعي إلى عدم المساواة في حماية الحق في الحياة والصحة للفئات الضعيفة. أفاد موقع نيويورك تايمز في يوم الـ 11 من مايو أن 28100 شخص على الأقل وموظفين في مؤسسات الرعاية طويلة الأجل مثل دور التمريض في الولايات المتحدة قد ماتوا بسبب إصابة بفيروس كورونا الجديد، وهو ما يمثل حوالي ثلث حالات الوفيات في الولايات المتحدة.
كما أفاد موقع “واشنطن بوست” في يوم الـ 9 من مايو أن الإجراءات الأمريكية لمكافحة الوباء “ضحت عمدا المسنين والعمال والأشخاص المنحدرين من أصل أفريقي واللاتينيين”. ووفقا للبيانات الصادرة عن المنظمة الأمريكية “ProPublica” (منظمة أمريكية غير ربحية مقرها في مدينة نيويورك)، في مدينة ميلووكي بولاية ويسكونسن، فإن 81% من حالات الوفيات بفيروس كورونا الجديد هم الأمريكيين من أصول أفريقية، وتمثل هذه المجموعة 26% فقط من سكان المدينة.
وعظ بعض السياسيين “بأن المسنين على استعداد للتضحية بأنفسهم لإنقاذ البلاد”، مما سمح للوباء بتدمير المرضى المسنين والضعفاء بشكل طبيعي. أشارت الإحصاءات المتعددة إلى أن المسنين والأقليات والفقراء في الولايات المتحدة يشكلون المجموعة الأكثر تضررا في هذا الوباء بسبب التخلي الانتقائي عن العلاج. تدعو الولايات المتحدة إلى أن “كل البشر خلقوا متساوين”، لكنها تسمح للفئات الضعيفة “بالموت من عدم المساواة”، هذه تناقض كبير.
عبارة “لا أستطيع التنفس” تظهر أن العنصرية الهيكلية في الولايات المتحدة ما زالت متأصلة بعمق
أدى تطبيق القانون بعنف من طرف أربعة رجال شرطة بمدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا الأمريكية يوم الـ25 من مايو إلى مقتل رجل أسود يدعى جورج فلويد، وهذا الحادث هو مجرد صورة مصغرة للعنصرية المؤسسية والنظامية والهيكلية التي طال أمدها في الولايات المتحدة. أشارت الإحصاءات إلى أن الشباب الأمريكيين من أصول أفريقية يقتلون كل عام على أيدي الشرطة بسبب تطبيق القانون بعنف، وخطر وفاة الشباب من أصول أفريقية الذين قتلوا من قبل الشرطة أعلى بـ21 مرة مما هو لدى البيض.
ذكر التقرير الصادر عن مركز بيو للدراسات في يوم الـ 9 من أبريل عام 2019 أن التمييز العنصري في الولايات المتحدة ينعكس بشكل منهجي في جميع الجوانب مثل معدلات الفقر والسكن والتعليم ومعدلات الجريمة والرعاية الصحية. إن “سيادة البيض” الذي حدده العرق ولون البشرة ينتهك بشكل أساسي مبدأ المساواة وعالمية حقوق الإنسان، ويخرق بشكل مباشر الوجه الزائف للمفهوم الأمريكي لحقوق الإنسان والمساواة.
“أمريكا أولا” تكشف عن الهيمنة حيث تتجاوز المصالح الأمريكية المصير البشري
حتى يوم الـ1 من يوليو، بلغ عدد الحالات المؤكدة أكثر من 10 ملايين في جميع أنحاء العالم، وانتشر الوباء إلى أكثر من 200 دولة ومنطقة. تفشي فيروس كورونا الجديد يجعل الناس أكثر وعيا بأن الإنسانية هي مجتمع ذي مصير مشترك.
ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة تسير على طريق الأحادية. ربطت إدارة ترامب أولا الفيروس بمناطق محددة ومجموعات عرقية محددة وألقت العديد من خطابات التمييز العنصري؛ ثم صرخت بشكل أعمى بـ”نظرية المسؤولية الصينية” وطالبت بإجراء تحقيق في الصين لمحاولة التنصل من المسؤولية عن ضعف الوقاية والسيطرة على الوباء وإلقاء التهمة على الصين؛ بالإضافة إلى ذلك، اتهمت منظمة الصحة العالمية بأنها غير فعالة وتنحاز إلى الصين، وهددت منظمة الصحة العالمية بإجراء إصلاحات وفق ما تراه الولايات المتحدة، وإلا ستوقف تمويلها للمنظمة. في يوم الـ 29 من مايو، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة ستنهي علاقتها مع منظمة الصحة العالمية وتتوقف عن توفير الأموال لها. لم ترفض إدارة ترامب التعاون الدولي لمكافحة الوباء فحسب، بل لم تنس أيضا الانخراط في الهيمنة “الأمريكية أولا”، مما يضع المصالح الأمريكية فوق المصير البشري.
هنا، لا يمكننا أن نرى دعم الولايات المتحدة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان “متساويا في الكرامة والحقوق”، لكن ما نراه هو الهيمنة التي تضع المصالح الأمريكية فوق مصير البشرية؛ ولا يمكننا أن نرى التعاون الدولي للولايات المتحدة في حماية الحق في الحياة والصحة، ما نراه هو أن الولايات المتحدة تقوض التضامن الدولي في مكافحة الوباء.