وتأتي الذكرى للمرة الثانية في سياق استمرار آلة القتل والدمار والتجويع الصهيونية بحق الفلسطينيين بقطاع غزة, وفي ظل تغول قطعان المستوطنين والتهامهم للمزيد من الأراضي بالضفة الغربية, بحماية وتشجيع من الجيش الصهيوني, وسكوت رهيب من المجتمع الدولي.
وفي هذا الإطار, أكد المختص في شؤون الاستيطان بالمركز الفلسطيني لأبحاث الأراضي, رائد موقدي, ل/واج أن هذا اليوم “يمثل عنوان الصمود الفلسطيني والثبات على الأرض ويعكس في نفس الوقت أهمية الحفاظ على الهوية الفلسطينية, في ظل التصاعد في وتيرة الاستيطان وسياسة التهويد المستمر للأراضي الفلسطينية للتخلص من كل ما هو فلسطيني”.
وأضاف أن الذكرى, التي تصادف ال30 مارس من كل عام, تحل أيضا هذه السنة في ظل “صمت دولي رهيب حول التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية والتهام المزيد من الأراضي فيها”, وهو ما أدى -حسبه- إلى “إعطاء الضوء الأخضر للكثير من العصابات المتطرفة لاستملاك ما تبقى من أراضي الضفة الغربية”.
واعتبر المختص في شؤون الاستيطان أن الأرض تمثل بالنسبة للفلسطينيين “العنوان والتاريخ, وهو ما يثبت حقهم في امتلاكها, و هذا ناتج عن إيمانهم العميق بعدالة القضية الفلسطينية وعدالة الوجود الفلسطيني في أرض فلسطين التاريخية”, مضيفا أن “الأرض تعني لهم كل شيء وتعني لهم أيضا عنوان الصمود” في مواجهة العدوان الصهيوني والتصدي للتطرف.
وأشار إلى أن الكيان الصهيوني في السنوات الأخيرة وضع العديد من الخطط التي تهدف إلى زعزعة الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية, حيث أقام العشرات من البؤر الرعوية الاستيطانية التي باتت تلتهم المئات والآلاف من الهكتارات الزراعية الفلسطينية, وعمل أيضا على خلق تجمعات استيطانية يفصل من خلالها التجمعات السكنية والقرى الفلسطينية.
ولفت إلى أنه رغم كل المحاولات الصهيونية الشرسة لزعزعة الوجود الفلسطيني وسلبه ما تبقى من أرضه, إلا أن الشعب الفلسطيني ثابت على ترابه ويخوض يوميا حروبا للتصدي لعمليات تجريف و التهام مساحات شاسعة من أراضيه من قبل الكيان الصهيوني.
وأوضح رائد موقدي أن الفلسطينيين “يؤمنون بعدالة قضيتهم وعدالة الحق في الأرض, ويؤمنون أيضا بأنهم هم أصحابها الحقيقيين و أنهم ولدوا هنا وعاشوا هنا وسوف يموتون هنا, وهذه العقيدة هي الراسخ الأساسي في نفوسهم, وهي الداعم الأساسي لهم في مواجهة المخططات (الصهيونية) التي تحاك ضدهم بوتيرة عالية”.
ودعا في ذات السياق, المجتمع الدولي وكل الدول المتضامنة مع القضية الفلسطينية العادلة إلى تطبيق قرارات الشرعية الدولية فيما يخص ملف الاستيطان, وإيقاف جميع عمليات المحتل الصهيونية الهادفة إلى الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين وممتلكاتهم.