خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
بقلم / وو فو قوي / عبد الكريم
الكاتب: مستشرق وعضو مجمع الكتاب الثقافي الصيني الدولي.
عضو معهد العلوم والتقاليد الصينية للثقافية الدولية.
كاتب من الصين/ واحد من أهم الخبراء في شؤون الشرق الأوسط الصيني.
كبير مستشاري الشؤون الثقافية في مركز الشرق الأوسط للدراسات و التنمية.
كبير مستشاري الشؤون الشرق الأوسط في دار نشر إنتركوننتننتال الصينية.
دولة الكويت بلد صغير يقع في الشمالي الغربي من الخليج العربي، بالاقتصاد المتطور والقدرة المالية رغم أرضها المحدودة، كدولة مستثمرة مشهورة على مستوى العالم، تنتشر استثماراتها في 106 دول من كل القارات.
اسمحوا لي أن أقدم تعريفاً موجزاً عن المؤسسة العربية للتنمية الاقتصادية في الكويت، ثم لمحة عامة عن مشاريع استثمارية كويتية في الصين.
في يوم 31 ديسمبر عام 1961، بعد أقل من نصف عام من استقلال دولة الكويت، أعلن أمير دولة الكويت عن تأسيس المؤسسة العربية للتنمية الاقتصادية.
المؤسسة العربية للتنمية الاقتصادية هي الهيئة الرسمية التي تقوم بإدارة القروض من الحكومة الكويتية، وتقدم قروضاً ميسرة ومساعدة تقنية للدول النامية نيابة عن الحكومة الكويتية لتمويل تطوير وبناء مشاريع البنية التحتية (وبعض المشاريع الصناعية) في الدول النامية. في عام 1982، بدأت المؤسسة بتقديم قروض حكومية بشروط ميسرة إلى الصين. منذ 38 سنة مضت، انتشرت المشاريع الاستثمارية للمؤسسة في أنحاء الصين وتركت بصمات رائعة في المدن الصينية.
الكويت هي أكثر دولة عربية تقدم للصين القروض التفضيلية الحكومية. حتى نهاية أكتوبر عام 2019، قدمت المؤسسة العربية للتنمية الاقتصادية ما مجموعه 293 مليون دينار كويتي (حوالي 996 مليون دولار أمريكي) من القروض التفضيلية إلى 39 مشروعًا كبيرًا في الصين، والتي تشمل بشكل رئيسي التجارة والطاقة والنقل والصناعة، والزراعة والاتصالات والطرق والمطارات والسكك الحديدية والمستشفيات والتعليم والتنمية الاجتماعية وحماية البيئة، مما دعم بقوة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمناطق الوسطى والغربية بالصين.
تتخذ الكويت الصين كمقصد استثماري مثالي، وتهتم بالاستثمار في السوق الصينية بشكل خاص، ذلك يرجع أساسًا إلى البيئة السياسية والاقتصادية المستقرة والسوق الاستهلاكية الضخمة ذات الإمكانات التنموية الكبيرة في الصين.
في عام 1982، قدمت مؤسسة التنمية الاقتصادية العربية الكويتية أول قرض لمشاريع البناء مثل مصنع نينغقو للإسمنت في مقاطعة آنهوي. وفي عام 1985 بدأت هيئة الاستثمار الكويتية بالاستثمار غير المباشر من خلال صندوق الاستثمار الصيني JE ، كما استثمرت في الشركات الصينية من خلال مؤسسات الاستثمار في هونغ كونغ في شكل أسهم قابلة للتداول. وفي نفس العام، اشتركت الصين والكويت وتونس في تأسيس الشركة الصين العربية للأسمدة المحدودة في تشينهوانغداو بإجمالي استثمارات 58 مليون دولار أمريكي، في حين شكلت كل من الكويت وتونس والصين 30٪ و 30٪ و 40٪ من الأسهم على التوالي. اكتمل المشروع وبدأ الإنتاج عام 1991. هذا هو أول مشروع كيميائي حديث ضخم في مجال التعاون الاقتصادي والتكنولوجي بين الصين والدول العربية، واكتسب أهمية سياسية واقتصادية على حدّ سواء. وقد أثبت للعالم أنَّ الصين منفتحة بشكل شامل وبدون قيود لأي دولة، للبلدان المتقدمة والنامية على السواء. وقد أشاد السيد دنغ شياو بينغ بالشركة بأنها “نموذج للتعاون بين الجنوب والجنوب”.
منذ التسعينات، زادت دول الخليج استثماراتها في الصين. مثلاً، في عام 1992، قامت الشركة الصينية للنفط البحري (CNOOC) وشركة أركو الأمريكية (ARCO) وشركة البترول الوطنية الكويتية (KPC) بتطوير حقل غاز 13-1 بمنطقة ياتشينغ ببحر الصين الجنوبي، وكانت شركة هاينان التابعة لمجموعة (CNOOC) تتولى أعمال التسويق له. وكان أول مشروع ضخم للنفط والغاز على البحر في إطار التعاون الدولي منذ تطبيق الصين سياسة الإصلاح والانفتاح في الصين، وهذا المشروع يوفر 500 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا لمقاطعة هاينان.
في عام 1998 ، توصلت الجهة الكويتية و المجموعة الصينية للنفط و الغاز الطبيعي (س ان بي سي) CNPC إلى اتفاقية لإعادة بناء مصفاة نفطية مشتركة في مقاطعة شاندونغ بالصين، مما رفع طاقة التكرير للمصنع من 120 ألف برميل إلى 280 ألف برميل يومياً. في هذا المشروع، وفرت الجهة الكويتية الدعم المالي والتقني اللازم وتجميع النفط الخام للمرشح. كان هذا أول استثمار من قبل الجهة الكويتية في صناعة الكيماويات الصينية.
في السنوات الأخيرة، شاركت الكويت في مشروع الري بنقل مياه النهر الأصفر في منطقة نينغشيا الذاتية الحكم بقومية هوي، ومشروع بناء مطار دونهوانغ بمقاطعة قانسو من خلال المؤسسة العربية للتنمية الاقتصادية. في عام 2006 قام بنك الصين (BOC) والبنك الصناعي والتجاري الصيني (ICBC) بتقديم عروض عامة أولية، حيث قامت الهيئة العامة للاستثمار الكويتية بشراء 720 مليون دولار أمريكي من أسهم بنك ICBC، لتصبح أكبر مستثمر لإطلاق البنك في بورصة الأسهم. في عام 2008 شاركت شركة النفط الكويتية في مشروع المصفاة المشتركة التابع لمجموعة سينوبك في جنوبي قوانغدونغ. بالإضافة إلى ذلك، تنشط الكويت في تعزيز التعاون مع الصين في قطاع العقارات.
ستتولى الهيئة العامة للاستثمار الكويتية بإدارة الرأسمال النفطي الكويتي. منذ عام 2000 بلغ إجمالي استثماراتها في الصين (بما في ذلك هونغ كونغ) 8 مليارات دولار أمريكي.
في الـ10 من أكتوبر عام 2011، تمّ الإعلان عن نشأة مكتب التمثيل للهيئة العامة للاستثمار الكويتية في بكين رسميًا، حيث حضر الافتتاحية السيد مصطفى شمالي وزير المالية والسيد بدر سعد المدير التنفيذي للهيئة العامة. قال فهد شيت مدير مكتب التمثيل ببكين، إنَّ استراتيجية الهيئة العامة للاستثمار الكويتية هي استثمار طويل الأجل، والصين تتمتع بالاقتصاد المستقر والتنمية المستدامة وفرص الاستثمار الوافرة، تتفق هذه الظروف السوقية الصينية تماما مع استراتيجية الاستثمار الكويتية.
للتعاون بين الكويت ومنطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي يتميز بتاريخ طويل. لقد تبرعت الجمعية الخيرية الاجتماعية الكويتية ورجال الرعاية بأكثر من 200 مليون يوان لنينغشيا. في أوائل الثمانينيات، قدمت الكويت قروضًا لبناء مشروع مياه الشرب في حي هونغسيباو، مما حلَّ مشكلة مياه الشرب للسكان المحليين. في السنوات الأخيرة، تبرعت الكويت لمشاريع مثل دار الأيتام المسلمين بمدينة ينتشوان، ومدرسة المهارات المهنية للمسلمين بمنطقة نينغشيا، وقد تمَّ إنشاء مستشفى الشعب بمنطقة نينغشيا، وبدأ تشغيله وهو كان مدعومًا ماليًّا بمؤسسة التنمية العربية الكويتية
في يوم 5 يوليو عام 2014، تمَّ تسليم التبرع الكويتي بمبلغ 804،864 دولار أمريكي (حوالي 5 ملايين يوان) إلى المدرسة الدولية للغات بنينغشيا إلى مدير المدرسة يو تشي يي من قبل السيد محمد صالح الذويخ السفير الكويتي لدى بكين، هذا التبرع لبناء “مبنى الكويت” في المدرسة لدعم تعليم المدرسة.
أسماء المشاريع الكويتية في الصين:
1- مصنع أسمنت ننقو – أنهوي
2- مصنع ألواح الأخشاب في مقاطعة هونان
3- مطار شيأمن الدولي
4—مصنع البتروكيماويات في أورومتشي
5—شاشيكو الكهرومائي في فوجيان
6- مصنع العربات الصغيرة في تيانجين
7—مصنع المنسوجات الحريرية في بكين
8—مصنع تشيلو لبلاط السيراميك
9- مصنع البولي بروبلين في لويانغ
10- مشروع ميناء جينتشو – لياونينغ
11- مطار ياوتشيانغ في جينان
12—مصنع أنابيب الحديد المطاوع في بيتاي
13- مطار شنتشن
14- مصنع تشنغدو لدرفلة شرائح الالمنيوم
15- مشروع أقطاب الجرافيت بكايقونغ
16- تطوير مطار شيأمن الدولي
17- مطار قانتشو في بلدة جينغده
18- طريق شيان – باوجي السريع
19- مصنع شنتو الجديد لإنتاج حبيبات الكوبوليستر
20- مطار تشنغتشو – خنان
21- ميناء هوي تشو
22- مشروع نينغشيا للتنمية الريفية ( المرحلة الأولي )
23- مشروع نينغشيا للتنمية الريفية ( المرحلة الثاني )
24- توسعة مطار شيأمن الدولي
25- خط سكة حديد في منغوليا الداخلية ذات الحكم الذاتي
26- مشروع توسعة ميناء جينتشو
27- تشييد مكتبة جامعة قويتشو العادية ومبنى المعلومات وصالة الألعاب الرياضية ومشاريع أخرى
28- مشروع مستشفى نينغشيا الشعبي ، مشروع نينغشيا للتخفيف من وطأة الفقر والري الأصفر
(المرحلة الأولى والمرحلة الثانية )
29- مشروع المرحلة الثانية لميناء تشين تشو في مقاطعة قانسو
30- نحت ذكرى الصداقة بين شعب الصين
31- منطقة قوانغشي ذاتية الحكم لقومية تشوانغ ميناء بينهاي السريع ميناء تشينزو إلى مشروع وحيد القرن
32- بناء شنشى يولين على طريق صحراء جينغبيان
33- مشروع مركز التعليم المهني في جوانجشي ووتشو
34- حقل ياكسينغ للغاز الطبيعي ، مقاطعة هاينان ، الصين
35- مشروع حماية ومعالجة مياه بحيرة شينجيانغ بوستن
36- مشروع تشييد سكة حديد هوهوت – زونغير في منطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم
37- طريق سيتشوان يي (بن) السريع (نينغ) السريع
38- الشركة الصينية العربية للأسمدة الكيماوية المحدودة
39- مشروع مدينة تشوتشو البيئي في مقاطعة انهوي.
عدد قليل من القراء والناس من غير المتخصصين هم مَن يعرفون المعلومات الواردة في هذه المقالة.. لذلك، فإن الدكتور “وو” أجاد بعرض هذه المعلومات التي تؤكد عِظم التعاون الكويتي – والعربي الصيني، بالاتجاهين العربي والصيني، في مجالات كثيرة لها مستقبل واعد، سينعكس على شعوبنا جميعا بالخير والبركة والمكاسب الايجابية..