CGTN العربية/
الأكاديمي مروان سوداح – رئيس الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين/ الأردن*
بغض النظر عن انشغال جمهورية الصين الشعبية، حزبا ودولة وشعبا، بالخطوات النهائية لإعلان النصر النهائي على فيروس كورونا الجديد، وتحضيرها ضربة قاضية وقاصمة له، إلا أنها – ومع كل ذلك – إرتأت ضرورة افتتاح الدورة السنوية الثالثة للمجلس الوطني الـ13 لـ (المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني)، أعلى هيئة استشارية سياسية في البلاد، في بكين يوم الـ21 مايو الحالي؛ بينما سيعقد (المجلس الوطني الـ13 لنواب الشعب الصيني) دورته السنوية الثالثة في العاصمة بكين أيضا، في الـ22 من الشهر نفسه.
وفي هذا السياق، لا بد من التأكيد هنا على وجه الخصوص، أن الاهتمام الأول والرئيسي والمفصلي للجميع خلال الدورتين السنويتين لهذا العام، سيكون تلك التوجيهات والمخططات والأهداف التي سيقدمها الرئيس الصيني شي جين بينغ للمؤتمرين وللشعب الصيني.
المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني هو أعلى هيئة استشارية سياسية في جمهورية الصين الشعبية الصديقة. وفي ظل الوضع الكفاحي الحالي ضد كوفيد-19، تبرز في الصين أربع نقاط أمام المؤتمرين في الدورتين، جاذبة ولافتة لأنظار الشعب الصيني وأصدقاء وحلفاء الصين حول العالم.
ـ النقطة الأولى؛ تشتمل على طرائق عقد جلسات الدورتين السنويتين في ظل مكافحة تفشي الوباء. وفي هذا الصدد، تشير الصحافة الصينية، إلى أنه ومع تأجيل الموعد المحدد العادي من شهر مارس، إلى شهر مايو/ أيار، فمن المرجح أن تخترق الدورتين السنويتين لهذا العام فتراتهما التقليدية على مدة عشرة أيام تقريبا.
ـ النقطة الثانية؛ سيتم ضمن هذه النقطة عرض للمنجزات المحققة طوال العام الماضي، استنادا إلى المحفزات الوطنية الكبرى لدى الشعب، والعمل في سبيل وضع خطة جديدة لمواصلة تنمية الصين تنمية أضخم مما شهده العالم سابقا على الأرض الصينية، لتعمل – برأيي وتقديري الشخصي – على إغلاق الفجوة التي تسبب بها فيروس كوفيد19، ومحو آثاره الاقتصادية والإجتماعية بشكل تام.
الصين قادرة على وضع خطة شاملة لاجتياز المِحن وتذليل العقبات، ليس لكونها دولة كبرى بكل المقاييس فحسب، بل والأساس هو لأن حاضرها كما هو ماضيها عظيم، ويسير بخط ثابت ومستقيم إلى الأمام؛ ولوجود قرار رئاسي وحزبي لتحقيق هذا الهدف الحيوي الذي يتطلع العالم بأجمعه وبشغفٍ إلى تفعيل الصين له؛ والرافعة الأخرى في هذا المجال، تتلخص في تعظيم مهام السلطات المركزية ونتائجها النهائية، باستنادها إلى الانضباطية الشعبية الشاملة والمركزية الثابتة ضمن القرار الرئاسي، والتي أثبتت قدرتها الخارقة في كل الأحقاب الصينية، وبخاصة في ما يسمى بـ “الحقبة الكورونية”، إن جاز التعبير.
ـ النقطة الثالثة؛ وتتلخص في أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية، للعام 2020، في ظل تفشي الوباء الجديد، الذي “مارس” تأثيرا كبيرا على الاقتصاد الصيني، إذ أفضى إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة6.8% على أساس سنوي، في الربع الأول من هذا العام 2020. ويهتم الناس بصورة استثنائية بكيفية تحديد أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية لهذا العام في الدورتين السنويتين.
هذا الانخفاض الحاصل أثار قلق الصينيين وأمم العالم في وقت واحد، إذ يتطلع ناس الكرة الأرضية إلى استمرار التقدم الاقتصادي الصيني بوتائر أسرع وبخطوات أوسع من السابق، وكذلك لمضاعفتها بكل ما في هذه التطلعات من معنى ومغزى أممي عميق، لكونها قضية حقيقية تشغل عقول غالبية البشرية. فمن شأن تسريع التقدم الصيني وتوسيع قفزاته إقتصاديا وإجتماعيا، استمرار تشغيل الأيدي العاملة الأجنبية في بلدانها وداخل الصين على حد سواء وزيادة أعدادها؛ ومضاعفة رؤوس الأموال الصينية وغير الصينية وتفعيلاتها على الأرض، وتقليص عديد المتعطلين غير الصينيين، وارتفاع نسبة عمليات البيع والشراء، وغيرها الكثير من الأنشطة والأعمال في مجتمعات عشرات البلدان التي تراجعت مدخولاتها المالية ومشاريعها الاقتصادية والمدنية عموما بسبب جائحة كورونا منذ تفشيها في الصين ودول العالم.
ـ النقطة الرابعة؛ تشتمل على التعظيم المتواصل لجهود مكافحة فيروس كورونا بعدما تم وقف تفشيه.
ينتظر الشعب الصيني وحلفاء الصين عموما، وعلى على مِثال (الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين)، وقيادته المركزية في عمان – المملكة الاردنية الهاشمية؛ أن تناقش جموع النواب والمستشارين الصينيين مسائل رئيسية ضمنها:
1، قيمة الأمة الصينية؛
2، ميزة النظام الاجتماعي الصيني للدولة الصينية والكشف عن “الفضاءات الضعيفة” التي اعترت مواجهة الجائحة؛
3، سبل تحديث نظام الإدارة والحوكمة وقدرات الإدارة.
كما قبل كورونا، كذلك سيكون بعدها، بقاء أمر الصين واحدا في تحقيق أهدافها الإستراتيجية، لإسعاد شعبها ولإسعاد البشرية بمجتمع المصير الواحد للشعوب. و ها هو الشعب الصيني يقف اليوم كرجل واحد وراء قرار واحد لتكريس زخم ومنجزات انطلاقة تاريخية جديدة، سعيا وراء تحقيق أهداف الكفاح عند حلول “الذكرى الأولى والذكرى الثانية المئويتين” وهو ما يعني إنجاز بناء “مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل” عند الاحتفال بالذكرى المؤية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني العظيم، في عام 2021؛ وإنجاز بناء “الصين دولة إشتراكية حديثة، قوية، مزدهرة وديمقراطية ومتحضرة ومتناغمة وجميلة”، عند حلول تاريخ الاحتفائية الشاملة بالذكرى المؤية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، في عام 2049. وأمل أن أعيش إلى تلك العهود الجديدة والمتألقة للصين، لأرى فيها بأم عيني عظمة الدولة الصينية، وصلابة وصلادة قواها، وتاج المجد الذي ستفوز به بتأييد عالم الإنسان الحر بعقيدته وتوجهاته وحرية اختياره لمصيره وأفكاره وسبيله.
نتطلع، ومعنا شرفاء العالم وأصدقاء وحلفاء الصين، إلى نجاح باهر للدورتين، وإنجاز قرارت تاريخية أهم وحاسمة، إعلاء متجددا لمكانة الشعب الصيني ومكانة الصين المتميزة على وجه البسيطة الأن وإلى المستقبل الواسع.