CGTN العربية/
قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إنه يتعين على الأمم المتحدة أن تقف بحزم مع العدالة، وتدعم سيادة القانون، وتعزز التعاون، وتركز على العمل الحقيقي في حقبة ما بعد كوفيد-19.
وفي كلمة ألقاها عبر رابط فيديو في اجتماع رفيع المستوى للاحتفال بالذكرى الـ75 لتأسيس الأمم المتحدة، أكد الرئيس شي مجددا التزام الصين بالتعددية وإصلاح نظام الحوكمة العالمية وتطويره، وتعهد بتعزيز مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.
وأشاد خبراء أجانب بخطاب الرئيس شي وسلطوا الضوء على أهمية قيام المجتمع الدولي بجهد جماعي قوي لمواجهة التهديدات والتحديات العالمية.
فأكد مدير موقع “الصين بعيون عربية” الإعلامي محمود ريا، أن القيادة الصينية تسير مع المسار الطبيعي للتاريخ في خطوات هادفة إلى بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، وذلك في مواجهة موجات التفتيت والتعصب وقطع أواصر التواصل في مختلف المجالات بين الشعوب والأمم.
قالت نورهان الشيخ، أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إنها تتفق مع رؤية الصين لتحسين الحوكمة العالمية.
وأضافت أن “الصين تسعى إلى بناء نمط جديد من العلاقات الدولية يتميز بالاحترام المتبادل والتعاون العادل والمربح للجميع”، مما سيساعد في بناء عالم “مفتوح وشامل ونظيف”.
وقال وليام جونز، رئيس مكتب واشنطن لنشرة مراجعة الاستخبارات التنفيذية الأمريكية، إن الرئيس شي “اختار طريق العمل متعدد الأطراف، والعمل مع الدول الأخرى، والتعامل مع كل دولة على قدم المساواة، وهو ما يشكل أساسا لعمل الأمم المتحدة”.
وقال نبيل شعث، مستشار العلاقات الدولية للرئيس الفلسطيني محمود عباس “بلا شك أن الصين دائما تدعم التعددية وتحمي التوجه الصحيح للتنمية البشرية”.
وأضاف شعث أن الصين، بصفتها أكبر دولة نامية في العالم وعضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تدعم بقوة قضية الأمم المتحدة وتلتزم دائمًا بالحفاظ على النظام الدولي وتحديدا وجود الأمم المتحدة.
وقال المسؤول الفلسطيني إن الآليات والمبادرات الجديدة التي اقترحتها الصين، التي تركز على المصالح المشتركة للبشرية تعمل كمكمل ومحسن للنظام الدولي الحالي، وتهدف إلى تحقيق تعاون مفيد للجميع وتنمية مشتركة.
قال صائب الرواشدة، محرر الأخبار السياسية والعالمية في المؤسسة الصحفية الأردنية، إن دعوة الرئيس شي لاتباع تنمية مبتكرة ومنسقة وخضراء ومفتوحة ومشتركة للجميع ستساعد في توفير الحلول للتحديات العالمية مثل الجائحة وتغير المناخ وتعزيز الانتعاش الأخضر للاقتصاد العالمي في حقبة ما بعد كوفيد-19.
فقد قال المحلل والخبير السوري غسان يوسف إن التعاون بين الدول وهو أساس لتأسيس الأمم المتحدة، والتعاون يكون من خلال حل المشاكل الداخلية ولمواجهة التحديات المشتركة للبشرية.
ومن جانبه، ذكر المحلل السياسي الباكستاني محمد عقيل نديم أن الصين، في مواجهة جائحة كوفيد-19، تحملت المسؤولية كدولة كبيرة مسؤولة، وقدمت المساعدة للعديد من البلدان والمنظمات الدولية، ولعبت دورا حيويا في مكافحة الجائحة العالمية، وهو دليل حي على رؤية الصين المتمثلة في مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.
أما دونالد روشامبوا الباحث في مركز البحوث الصيني الإفريقي للتبادلات الاقتصادية والثقافية، فقال إنه يتفق تماما مع فكرة مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.
وأشار روشامبوا إلى أنه فقط عندما تقف الدول في جميع أنحاء العالم معا وتساعد بعضها البعض وتكافح الجائحة بشكل مشترك، يمكن للجنس البشري تحقيق النصر النهائي في مكافحة الفيروس، مضيفا أن الصين لعبت دورا يحتذى به في هذا الصدد.
كما لفت روشامبوا إلى أن الصين مدت يد العون بشكل نشط للمجتمع الدولي، وتبرعت بإمدادات طبية للعديد من الدول النامية، وتبادلت الخبرات في التصدي للجائحة، وقدمت إسهامات لا تمحى في المكافحة العالمية للجائحة.
وقال أنطونيو فيتورينو، مدير عام المنظمة الدولية للهجرة، إن تأكيد الرئيس شي على التزام الصين بالنظام متعدد الأطراف على الساحة الدولية هو “دعم واضح للدور المركزي لمنظومة الأمم المتحدة في التلاقي ودعم الدول الأعضاء” في هذا الوقت من الجائحة.
وذكر سيرغي لوكونين، رئيس قطاع اقتصاد وسياسة الصين في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية بالأكاديمية الروسية للعلوم، إن الصين ملتزمة بنظام عالمي عادل وتسعى إلى توزيع أكثر إنصافا للفرص.
وأضاف لوكونين أن الصين دافعت بنشاط عن مفهوم التعددية، وهو إجراء حظي بتأييد واسع النطاق.
ومن جانبه، قال بي آر ديباك، رئيس مركز الدراسات الصينية وجنوب شرق آسيا بجامعة جواهر لال نهرو في نيودلهي، إنه نظرا لعدم اليقين الناجم عن كوفيد-19 والانكماش الاقتصادي العالمي، فإن “هناك حاجة ماسة للاصطفاف معا والبحث عن حلول عالمية للقضايا المستعرة، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال تعزيز التعددية”.
وأضاف ديباك أنه فقط من خلال تعزيز التعددية، يمكن إقامة نظام عالمي عادل وشفاف وخاضع للمساءلة، مشيرا إلى أن فكرة الصين المتمثلة في بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، فضلا عن إنشاء البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وبنك التنمية الجديد، يمكن أن تكون الحل لمواجهة التحديات العالمية.
وبدوره، قال كافينس أديري، وهو باحث في العلاقات الدولية مقيم في نيروبي، إن الصين أبدت رغبتها والتزامها بتعزيز التعددية والتعاون العالمي كلاعب نشط في الشؤون الدولية.
وأضاف الباحث أن أزمة كوفيد-19 الصحية كشفت أن مستقبل البشرية ومصيرها مرتبطان بشدة، داعيا العالم إلى تعزيز التضامن والتعاون مع التطلعات متعددة الأطراف لتقديم حلول مستدامة للتحديات السائدة.
وأشاد تشارلز أونونايجو، مدير مركز الدراسات الصينية في نيجيريا، بمشاركة الصين في النظام متعدد الأطراف لتعزيز العلاقات الدولية من خلال مهام مثل عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وقال أونونايجو إن “الصين قدمت خارطة طريق عملية للمشاركة وإعطاء تعبير عملي لمجتمع المستقبل المشترك باستخدام مبادرة الحزام والطريق كمنصة حقيقية” للدفع نحو إطار دولي للحوكمة العالمية يكون مفتوحا وشفافا وشاملا.