شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
أكدت نتائج دراسة لمدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور محمد فايز فرحات أن مبادرة الحزام والطريق فرصة مهمة جدا لتعزيز الشراكة الشاملة بين مصر والصين، بما يؤسس لعلاقات أكثر تنوعا بين البلدين.
وأعد فرحات دراسة بعنوان “الحزام والطريق.. إطار لبناء شراكة استراتيجية مصرية – صينية مستدامة”.
وجاءت الدراسة ضمن مشروع بحثي لمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية حول العلاقات الصينية المصرية، يهدف إلى دراسة المشتركات الحضارية والثقافية بين مصر والصين والقيم المشتركة الأساسية التي قامت عليها الحضارتان.
وأوضح فرحات في تصريحات خاصة لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن الدراسة التي أعدها حول الحزام والطريق تستهدف تحديد أسس الشراكة المصرية الصينية، وأحد هذه الأسس هو الحزام والطريق لأسباب كثيرة تتعلق بالفلسفة القائم عليها مبادرة الحزام والطريق التي تتضمن مقومات إيجابية وتؤسس لمكاسب مشتركة ومنافع متبادلة بين القاهرة وبكين.
وأضاف رئيس مركز الأهرام أن “هناك اتفاق شراكة شاملة بين مصر والصين، والسؤال الرئيسي للدراسة هو كيف يمكن لمبادرة الحزام والطريق أن تعمق هذه الشراكة وتحولها إلى واقع إيجابي وفعلي على الأرض”.
وتابع أن “العالم عرف مبادرات كثيرة تنموية وتجارية.. لكن مبادرة الحزام والطريق تملك مميزات كثيرة تضمن لها نوعا من التفوق على المبادرات الأخرى”.
ومن هذه المميزات أن “المبادرة تتضمن أذرع مالية مهمة وقوية مثل البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية كبنك متعدد الأطراف وصندوق طريق الحرير والبنوك الصينية التي تحولت في الفترة الأخيرة إلى مصدر للتمويل بالإضافة إلى أن المبادرة تستفيد في نفس الوقت من البنوك الدولية مثل البنك الدولي الذى ساهم في تمويل بعض مشروعات البنية التحتية المرتبطة بالحزام والطريق، وهذا يعطي المبادرة فرصة كبيرة للنجاح”.
ومن مميزات المبادرة أيضا أنها “قائمة على الدمج بين التنمية والتجارة، وهذا واضح في تركيز المبادرة على تنمية البنية التحتية بالإضافة إلى الإجراءات الخاصة بتسهيل التجارة وخلق ترابط بين الأقاليم من خلال السكك الحديدية والطرق البرية والبحرية، وهذا سيؤدى إلى تخفيض تكاليف التجارة بشكل كبير ويعطي فرصة للدول الواقعة على مسار المبادرة أن تستفيد من هذه الطرق لخلق تجارة جديدة بينها وبين العالم، وذلك عكس مبادرات كثيرة كانت تركيزها الأساسي على تحرير التجارة بين أقاليم معينة دون وجود اهتمام كاف بالتنمية”.
وتشمل المميزات كذلك “تفاعل الشعوب مباشرة مع مبادرة الحزام والطريق، وهذا يفتح مجال للاستفادة وتعزيز قطاعات مثل السياحة والتبادل الثقافي وغيره من الأدوات المتعلقة بتفاعل الشعوب”.
ومن المميزات أيضا أن “مبادرة الحزام والطريق بعيدة عن البيروقراطية وتتسم بدرجة كبيرة من المرونة وتسمح لكل دولة بأن تحدد حجم ارتباطها وتعاونها مع المبادرة، وهذه المرونة مهمة جدا”.
وأوضح فرحات أن “المبادرة قائمة على الانفتاح بمعنى أنها ليست تكتلا له طابع أمني أو سياسي لكنها منفتحة على كل الدول الراغبة في التفاعل مع المبادرة، وهذه ميزة مهمة لأنها لا تعطي للمبادرة أبعادا سياسية أو أمنية”.
ورأى أن العلاقات بين مصر والصين شهدت تطورا كبيرا جدا ونقلة مهمة خلال السنوات الأخيرة، ومبادرة الحزام والطريق مدخل لتنمية هذه العلاقات بل أنها تؤسس لعلاقات أكثر تنوعا بين البلدين.
ووفقا للباحث المصري، توفر المبادرة فرصة كبيرة جدا للتعاون بين البلدين في المجال البحري، لأن قناة السويس جزء من المكون البحري في المبادرة، كما أن مصر لها امتدادات مع المحيط الهندي والبحر المتوسط ومسطحات مائية كبيرة.
وفيما يتعلق بالتصنيع، فقد ساهم الحضور الصيني في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في تحويلها إلى منطقة صناعية، ومصر تراهن على الصين في لعب دور كبير في نقل التكنولوجيا والخبرات إليها.
وأردف فرحات أن المبادرة أعطت كذلك أهمية كبيرة لمسألة التفاعل بين الشعوب، وجوهرها السياحة، ومصر تتوقع زيادة حجم السياحة الصينية خلال الفترة القادمة بعد تجاوز أزمة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
وأكد أن “مصر تفاعلت مع المبادرة الصينية بشكل كبير جدا سواء من خلال حضور منتديات الحزام والطريق أو فتح المجال أمام الاستثمارات الصينية.. بل ان قرار إنشاء قناة السويس الجديدة أرى أنه كان نوعا من الاستعداد للتطور الكبير المتوقع في الملاحة الدولية والتجارة عبر المكون البحري في المبادرة”.
وشدد على أن “تفاعل مصر مع مبادرة الحزام والطريق كان إيجابيا، ومصر استفادت كثيرا من مؤسسات التمويل التي استحدثت مثل البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية الذي يساهم في تمويل مشروعات مهمة في مصر منها مشروع بنبان الضخم في أسوان لتوليد الطاقة الشمسية”.
وخلصت الدراسة إلى أن “مبادرة الحزام والطريق فرصة مهمة جدا في إطار مهم لتفعيل وتعزيز الشراكة الشاملة بين مصر والصين.. بحيث تكون قوية وقائمة على المكاسب المشتركة”.
*سي جي تي إن العربية.