CGTN العربية/

أظهرت أحدث الإحصاءات الصادرة عن جامعة جونز هوبكنز في الولايات المتحدة في الـ 24 من الشهر الجاري أن العدد التراكمي لحالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في البلاد قد تجاوز 25 مليون.

وأشار المحللون إلى أن وباء كوفيد- 19 يشبه مادة مظهرة تظهر المشاكل العميقة المتمثلة في عدم المساواة والعنصرية والتفرقة وتسييس النظام الطبي الأمريكي.

عدم المساواة والعنصرية العرقية

منذ بداية انتشار الوباء في الولايات المتحدة، أصبحت الأقليات العرقية هي المجموعات العرقية الأكثر تضرراً. حيث أظهرت الإحصاءات إن معدل وفيات الأمريكيين من أصول أفريقية والأصليين أعلى من معدل وفيات البيض.

ووفقًا للبيانات الصادرة عن مختبر أبحاث وسائل الإعلام العامة الأمريكية قبل أيام ، فإن الأمريكيين من أصول أفريقية والأصليين لديهم أعلى معدل وفيات تأثرا بالوباء، بمتوسط  شخص من بين كل 595 من الأصليين و735 من الأمريكيين من أصول أفريقية، وهو أعلى بكثير من متوسط معدل وفيات شخص من بين كل 1030 من البيض.

قالت السيناتور الأمريكية إليزابيث وارن من ولاية ماساتشوستس إن العنصرية البنيوية الطويلة المدى في الولايات المتحدة منعت العديد من الأسر السوداء والبنية من الحصول على خدمات طبية عالية الجودة، وقد أدى وباء فيروس كورونا الجديد إلى تفاقم هذه المشكلة.

“تخلخل” النظام الطبي

أطلقت الولايات المتحدة حملة تطعيم جديدة واسعة النطاق باللقاح المضاد لفيروس كورونا الجديد في ديسمبر من العام الماضي، لكن أعداد من تم تطعيمهم بالفعل متأخرة كثيرًا عن التوقعات. لا يزال الافتقار إلى التخطيط الوطني الشامل لتوزيع اللقاح والتوزيع غير العادل أمرا مثيرا للجدل، مما يسلط الضوء على تخلخل النظام الطبي الأمريكي.

قال بروفيسور جامعة هارفارد رفعت أتون إن ما تحتاج إليه الولايات المتحدة هو نظام مركزي للغاية وممول من الحكومة وتغطية شاملة وتسلسل قوي للقيادة للتغلب على الأزمة بشكل أفضل. “في الولايات المتحدة، لا يوجد ما يسمى بالنظام الصحي المتكامل، فقط نظام على مستوى كل ولاية، ولكل الولايات أنظمة فرعية مختلفة، لذلك من الصعب الحصول على استجابة حكيمة ومنسقة.”

بسبب عدم وجود خطة موحدة لتوزيع اللقاحات على الصعيد الوطني، قامت ولايات مختلفة في الولايات المتحدة بصياغة مئات البرامج المختلفة، مما تسبب في الكثير من الارتباك، كما أدى نقص الموارد الطبية إلى زيادة صعوبة توزيع اللقاحات. كانت الولايات المتحدة تخطط لإكمال 20 مليون جرعة بحلول نهاية ديسمبر 2020، لكن البيانات المنشورة على موقع المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها تُظهر أنه حتى الـ 5 من يناير من هذا العام، تم حقن حوالي 4.8 مليون جرعة فقط من اللقاح.

النفقات الطبية مرتفعة للغاية

أشار موقع صحيفة “ديلي ميرور” الألماني إلى أن حوالي 30 مليون شخص في الولايات المتحدة ليس لديهم تأمين صحي، ولا يزور العديد من الناس الطبيب بسبب ارتفاع النفقات الطبية.

تعتقد وسائل الإعلام الأمريكية أن عوامل متعددة مثل عدم وجود إشراف من الحكومة الأمريكية، واحتكار سوق الأدوية من قبل الشركات الكبرى، وضغط شركات التأمين التجارية أدى إلى الكفاءة المنخفضة للرعاية الطبية الأمريكية، وأن الفئات المحدودة الدخل في الولايات المتحدة لا تستطيع الحصول على علاج فعال في الوقت المناسب.

أشار المحللون إلى ضرورة إجراء إصلاحات جذرية لعلاج “الأمراض المزمنة” التي أصابت النظام الطبي الأمريكي. ومع ذلك، نظرًا لأن النظام السياسي الأمريكي يسمح لمجموعات المصالح الخاصة والشركات الكبيرة بتقديم مساهمات تمويلية سياسية، فلن يتمكن أي حزب سياسي من مس المصالح الأساسية لعمالقة القطاع الطبي وقطاع التأمين وهؤلاء هم أصحاب المساهمات التمويلية السياسية.