يعد الأمن الغذائي ضمانا هاما للسلام والتنمية على مستوى العالم، وأساسا لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، لأنه يتعلق بالتنمية المستدامة ومصير المستقبل البشري.
في سبتمبر من العام الماضي، اقترح الرئيس شي جين بينغ رسميا مبادرة إنمائية عالمية أثناء حضوره اجتماعات الدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، ودعا إلى جعل الأمن الغذائي أحد مجالات التعاون الثمانية ذات الأولوية، هادفا إلى انقاذ المزيد من الشعوب من الجوع، ومساعدة المزيد من البلدان والمناطق على تحسين قدرة الإنتاج الزراعي المستدام وتحقيق الرخاء المشترك.
في ظل التأثيرات العالمية لوباء القرن والتغيرات الدولية الكبرى، يعاني الانتعاش الاقتصادي العالمي من وضع “غير المتوازن”، حيث ابتلع الوباء إنجازات الحد من الفقر العالمية والتي تم تحقيقها في السنوات العشر الماضية، وبلغ إجمالي عدد من يعانون في المجاعات 800 مليون شخص على مستوى العالم، يواجه الاقتصاد العالمي تحديات ناتجة عن نقص إنتاج الغذاء والنقل والأمن، مما جعل خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 تواجه تحديات خطيرة.
اقترح الرئيس شي جين بينغ مبادرة إنمائية عالمية تفكيرا في تلك المسؤوليات من منظور عالمي، حيث تركز المبادرة على القضايا الأكثر إلحاحا التي تواجه البلدان النامية حاليا، كما اعتبر الأمن الغذائي مجالا رئيسيا للتعاون في تنفيذ مبادرة التنمية العالمية، مما يظهر توجه الصين للتعاون مع الدول الأخرى في معالجة مشكلة الجوع في العالم، وما يمثل خطوة إيجابية في الحفاظ على الأمن الغذائي العالمي.
دفع التعاون فيما بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي
عكفت الصين خلال سنوات طويلة على ادخال استثمارات زراعية في البلدان والمناطق التي تفتقر إلى ذلك، ونقل تقنيات وخبرات إنتاج الحبوب والمعالجة والتخزين والخدمات اللوجستية والتجارة، خاصة في إطار البناء المشترك لمبادرة “الحزام والطريق”، التي شهدت تعاون الصين في مجال الغذاء مع الدول الواقعة على طول الحزام والطريق.