شبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية/
خطة صينية لتحقيق نهضة تنموية جديدة وكُبرى
محمد هائل السامعي*
*تعريف عن الكاتب: عضو في هيئة الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين في اليمن، وعضو في قيادة شباب الحزب الاشتراكي اليمني – محافظة تعز؛ ناقد سياسي وكاتب إقتصادي معروف؛ وعضو في إتحاد الكتّاب اليمنيين، والتخصص العلمي “إقتصاد سياسي.”
ـ ملاحظة: في حال إعادة نشر هذه المادة يُرجى الإشارة إلى المصدر “شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية”، احتراماً لحقوق الملكية الفكرية المُقرّة دولياً.
مَكّن التخطيط الإقتصادي والإجتماعي في جمهورية الصين الشعبية من النهوض السريع للدولة، والانتقال إلى الريادة، بعد أن كانت هذه البلاد ترزح تحت نير الاستعمار الذي عمل على محاصرة شعبها في مختلف المجالات ووأد تطلعاته نحو الحرية والابداع المتعدد الأوجه.
أُعلنت الجمهورية في الصين من خلال ثورة عظيمة، تلاها نضال دؤوب، وبارادة شعب عظيم وصبور استطاعت الصين؛ منذ عام 1978، الانتقال إلى دولة تتطور بخطى سريعة وتحقيق نقلات كبرى في كل الفضاءات.
فمن اقتصاد إشتراكي يقوم على التخطيط الموجّه وتسيطر عليه الدولة، إلى اقتصاد إشتراكي متطور ويَستوعب السوق بكل تفاصيلها، ويتّسم بتخطيط مركزي – تأشيري، وأفضى هذا المزج إلى تحقيق حُلم بمستقبل أجمل للأمة الصينية. لقد كان هذا المسار العلمي المُبدع أحد الأسباب التي أوصلت إلى النهوض الصيني العالي إلى ما نشهده اليوم من إزدهار.
واليوم، أفضى النجاح الصيني إلى إقرار (اللجنة المركزية) للحزب الشيوعي الصيني للصياغة الأخيرة للخطة الخمسية الـ14 (2021-2025) للتنمية الإقتصادية والإجتماعية الوطنية، ووافقت (اللجنة) كذلك على الأهداف بعيدة المدى حتى عام 2035، والتي كانت قد وافقت عليها الجلسة الكاملة الخامسة للجنة المركزية الـ19 للحزب .
الرئيس الصيني الرفيق شي جين بينغ، أدلى مؤخراً خطاباً أوضح فيه الكثير من المقترحات والإستراتجيات التي تتطلع الصين لتحقيقها من أجل تعزيز التنمية طويلة الأمد – التنمية عالية الجودة – التي ستمكّن الدولة من الثبات أمام أية تغيرات مستقبلاً، وللتغلب على أية معوقات.
اللافت للانتباه هو، أن المجموعة الخاصة بصياغة المقترحات وإعداد الخطة، استقبلت العديد من التعليقات والإقتراحات من مختلف القطاعات والمناطق، وكما أوضح الرئيس (شي) في خطابه الشفاف، فإن هذه الخطوة تؤكد حرص القيادة على استمرار انتهاج الديمقراطية في السياسة الصينية على مستوى الحزب والسلطة، فالقيادة الحكيمة تستوعب كل وجهات النظر، وإشراك الجميع من أبناء الشعب في اتخاذ القرار وبناء مستقبله.
كذلك، ترى القيادة الصينية أن أحد الخيارات الإستراتيجية لرفع مستوى التنمية الاقتصادية، يكمن إنشاء نمط إنمائي جديد، تتمكن فيه السوقين المحلية والخارجية من تعزيز بعضها البعض، بحيث تكون السوق المحلية الدعامة الأساسية لهذا النمط، ويُعبّر هذا عن التحولات التي تشهدها الصين في اعتمادها بدرجة أكبر على السوق المحلية، بغية تحقيق النمو الاقتصادي الأوسع، والذي يواكب النمو السكاني المتواصل، لمزيد من تعزيز مكانة الإقتصاد الصيني دولياً، وليتجنّب أية أزمة إقتصادية عالمية قد تحدث.
إن ما تقوم به القيادة الصينية هو التزام أخلاقي ومسؤولية وطنية إتجاه شعبها والعالم أجمع، فهي تمنح التخطيط والدارسات العلمية والبحثية أهمية كبرى في صناعة تجربة تاريخية جديدة وبناء مجتمع رغيد ينعم بحياة كريمة في ظل (دولة الشعب) العادلة، والمُحارِبة لكل المظاهر التي قد تكون موروثة تاريخياً.
وفي ها الاتجاه، تستفيد الصين بشكل أمثل من الموارد المتاحة والفرص الاستثمارية، في العمل الجاد لإنجاح المشاريع التنموية والخدمية التي تحقق مزيداً من العدالة الإجتماعية والإقتصادية والإستقرار الأمني الذي ينأى عن الفوضى والكوارث بقوة مثاله، لإفساح المجال للوصول إلى المجد المنشود.
عظيم يا رفيق محمد