اختتمت قمة مجموعة السبع المنعقدة في المملكة المتحدة يوم الأحد، حيث أطلق قادة المجموعة خطة لمساعدة البلدان الفقيرة في بناء البنى التحتية لتوفير ما يسمى بـ “شراكات قائمة على القيمة وعالية المستوى وشفافة”. كما أصدر الموقع الرسمي للبيت الأبيض بيانا يوم السبت، قال فيه إن الخطة المسماة “إعادة بناء عالم أفضل B3W))، تهدف إلى المساعدة في تضييق الفجوة في احتياجات البنى التحتية لأكثر من 40 تريليون دولار أمريكي في البلدان النامية.

يعتقد المحللون أن الخطة تهدف إلى مواجهة مبادرة “الحزام والطريق” الصينية. لكن ما يثير التفكير هو أن السبب الأساسي وراء هذه الخطة المهمة يبدو أنه يهدف إلى تحدي الإطار الجيوسياسي الراسخ، بدلا من بذل جهد عفوي لتضييق الفجوة في متطلبات البنية التحتية الحالية.

بالإضافة إلى ذلك، لا تزال البنية التحتية المحلية في الولايات المتحدة قديمة، حيث اضطرت خطة جو بايدن للبنى التحتية المحلية البالغة 2.3 تريليون دولار إلى الانكماش، ويواجه أعضاء مجموعة السبع عموما عجزا شديدا في الديون. في هذا الصدد، لم تظهر خطة “إعادة بناء عالم أفضل” إخلاصا حقيقيا في مساعدة البلدان النامية على تحسين بنيتها التحتية واقتصادها، بدلا أنها تشبه بخطة إستراتيجية تحاول كسب النفوذ السياسي في جميع أنحاء العالم.

من الملاحظة أن النهج المختلف تماما الذي أظهرته مبادرة الحزام والطريق وخطة “إعادة بناء عالم أفضل” في تنفيذ مهامهما المعلنة. في حين أن مبادرة الحزام والطريق هي مشروع تنموي جيد التصميم يعتمد على إستراتيجية طويلة الأجل، أما خطة “إعادة بناء عالم أفضل”، فيبدو أنه لا يستند إلى إستراتيجية اقتصادية متماسكة.

صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية سابقا أن نية الصين في الدعوة إلى مبادرة “الحزام والطريق” هو التعاون مع الدول على طول الطريق على أساس مبادئ الاحترام المتبادل والمساواة والمنفعة المتبادلة لمساعدتها على تطوير اقتصاداتها والتخلص من الفقر. اعتبارا من يوليو 2019، وقعت 18 دولة عربية على وثائق تعاون مع الصين لبناء “الحزام والطريق” بشكل مشترك. وتجري المشروعات في إطار “الحزام والطريق” على قدم وساق في الدول العربية.

في موقع مشروع منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة لمصر، جذبت “المعجزة المعمارية التي أنشأتها مصر والصين” أنظار العالم في الصحراء. في دبي، قد دخل مجمع حصيان للطاقة بتقنية الفحم النظيف رسميا مرحلة التشغيل التجاري، وفي قطر، تم الانتهاء بنجاح من تركيب الحائط الساتر للملعب الرئيسي لإستاد كأس العالم 2022، كما أن منتجات الدول العربية مثل البرتقال المصري ومنتجات الورد السوري وزيت الزيتون التونسي والنخيل السعودي أصبحت أكثر شيوعا بين المستهلكين الصينيين ويستمر الطلب في الازدياد.

قال جيود مور، الوزير العام السابق لليبريا، في كلمة ألقاها في مؤسسة بولسون بالولايات المتحدة في عام 2019 حول خلافات الاستثمار بين الصين والولايات المتحدة في إفريقيا، إن السياسة الأمريكية بشأن إفريقيا مدفوعة بضرورة استجابة الولايات المتحدة لما تفعله الصين في إفريقيا وليس بناء على ما تحتاجه إفريقيا.كما قال وزير المالية اليوناني السابق يانيس فاروفاكيس في محاضرة في ولاية ماساتشوستس الأمريكية إن استثمار الصين في البلدان النامية هو أكثر إنسانية بكثير من السلوك الاستعماري للدول الغربية قبل 100 عاما.

يمكن القول إن مبادرة “الحزام والطريق” هي وسيلة تعاون للجميع للمضي قدما جنبا إلى جنب، أما الخطة الاستثمارية التي تقودها مجموعة السبعة فليست سوى أداة لاحتواء الصين.