شبكة طريق الحرير الإخبارية/
خطاب الرئيس الصينى وبناء دولة اشتراكية حديثة قوية
بقلم: دكتورة كريمة الحفناوى
عضو الاتحاد الدولى للإعلاميين والصحفيين والكتاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين.
فى هذه الفترة الصعبة والعصيبة التى يمر بها العالم وسط تحديات الحروب والصراعات وتداعياتها الافتصادية من التضخم والركود ونقص الغذاء وزيادة المجاعات، هذا بجانب تفشى الفيروسات، والتغيرات المناخية القاسية التى تجتاح العالم، جاء خطاب الرئيس الصينى شى جين بينج فى افتتاح المؤتمر الوطنى العشرين للحزب الشيوعى الصينى، فى 16 أكتوبر 2022، يحمل رسائلا محددة ذات دلالة حول الصين وسياساتها الداخلية والخارجية وفى مقدمتها رسالة إلى الدول المهيمنة الكبرى حيث قال “إن بلاده تعارض عقلية الحرب الباردة فى الدبلوماسية الدولية”، وأكد على أن الصين تعارض بحزم كل أشكال الهيمنة والسياسات القائمة على القوة، وتعارض التدخل فى شئون الدول الأخرى الداخلية كما تعارض ازدواجية المعايير.
وفى كلمته أمام أكثر من 2300 مندوب من جميع أنحاء البلاد يمثلون الحزب الشيوعى الصينى (96 مليون عضو وعضوة) قال الرئيس الصينى “إن الحزب يدافع عن العدالة والنزاهة فى العلاقات الدولية، ويدافع عن التعددية الحقيقية ويتخذ موقفا واضحا ضد الهيمنة وسياسة القوة”.
وفى إطار قضية تايوان وجه الرئيس الصينى رسالة إلى من يحاولون زعزعة وحدة وأمن الصين، مفادها الرد بقوة على التدخل الذى تقوم به قوى خارجية، وعدد من أنصار استقلال تايوان، وأوضح أن حل قضية تايوان أمر يخص الشعب الصينى وأمر يقرره الشعب الصينى. وتابع الرئيس الصينى قائلا ” نُصِّر على الكفاح من أجل إعادة التوحيد السلمى بأكبر قدر من الإخلاص وأفضل الجهود، ولكننا لن نعِد أبدا بالتخلى عن استخدام القوة ونحتفظ بهذا الخيار لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة”.
وبالنسبة للداخل أشار شى جين بينج إلى أن جهود الدولة متواصلة للقضاء على كوفيد 19 لتوفير أعلى درجات الحماية لسلامة وصحة الصينيين، وأشار إلى أن الحزب انتصر فى أكبر معركة ضد الفقر فى تاريخ البشرية ويواصل انتصاراته فى حملة القضاء على الفساد.
تضمن خطاب الرئيس الصينى ماوصلت إليه الصين فى هذه الفترة من تقدم فى جميع المجالات سياسيا واقتصاديا وعسكريا بجانب البناء الثقافى والاجتماعى والإيكولوجى، وبناء الدفاع الوطنى والجيش والتمسك بمبدأ دولة واحدة ونظامان ودفع إعادة توحيد الوطن الأم.
كما تضمن الخطاب تمسك الصين بالمكانة المحورية للإبتكار فى الوضع العام والتحديثات فى البلاد وتكثيف جهودها لتحقيق مستوى عالٍ من الاعتماد على الذات فى الأبحاث العلمية والتكنولوجية، بجانب تسريع بناء الصين لتصبح دولة قوية تجاريا، وتعزيز التنمية العالمية الجودة للبناء المشترك “الحزام والطريق”، والحفاظ على العلاقات الاقتصادية والتجارية الدولية المستقرة والمتعددة الجوانب.
وأشار الرئيس الصينى فى كلمته إلى خطة استراتيجية ذات خطوتين الأولى 2022 – 2035 للتحديث الاشتراكى، والثانية 2035 – 2050 لبناء الصين لتصبح دولة اشتراكية حديثة قوية ومزدهرة وديمقراطية ومتحضرة.
وإننى أعتقد أن هذا الخطاب يضع الصين بقوة كأحد الأقطاب العالمية المؤثرة الآن، فمنذ بدايات القرن الواحد والعشرين انتقلت الصين من الاقتصاد السابع فى العالم عام 2000، إلى الاقتصاد الثانى عالميا عام 2010، ومنذ عام 2017 قفزت الصين إلى الدولة الاقتصادية الأولى وفقا لتعادل القوى الشرائية فى كل من الصين والولايات المتحدة الأمريكية كما صعدت على المستوى الاستراتيجى العسكرى.