شبكة طريق الحرير الإخبارية/
*مصدر: (شينخوا)
أكد عبد العزيز الشعباني، الباحث بمركز الرياض للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن التعاون بين الصين والسعودية فى إطار مبادرة الحزام والطريق حقق نتائج مثمرة، مبديا ثقته بمستقبل هذا التعاون.
وذكر الشعباني في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا أن مبادرة الحزام والطريق تأتي في جل اهتمامات الصين والمملكة العربية السعودية خصوصا أن السعودية تعد الشريك التجاري الأكبر للصين في منطقة الشرق الأوسط.
وتظهر البيانات أنه منذ عام 2001، ظلت السعودية أكبر شريك تجاري للصين في منطقة الشرق الأوسط. ومنذ عام 2013، أصبحت الصين أكبر شريك تجاري للسعودية. وفي عام 2022، بلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين أكثر من 116 مليار دولار أمريكي، بزيادة سنوية قدرها 33.1 في المائة.
واستشهد الشعباني بشركة ((ينبع أرامكو سينوبك)) للتكرير (ياسرف)، في ينبع بالسعودية كمثال على التعاون المثمر بين البلدين، قائلا إن التعاون بين البلدين زاد بشكل ملحوظ كما وكيفا.
وأشار إلى أن التطور في علاقة البلدين لا يقف عند حد التعاون الاقتصادي فحسب، بل يتجاوز إلى مختلف المجالات ولاسيما الثقافة.
وأدرجت المملكة العربية السعودية مؤخرا تدريس اللغة الصينية في جميع المدارس الثانوية، الحكومية والخاصة، وهي خطوة سباقة للدولة العربية الرائدة في الشرق الأوسط.
وفي تعليقه على تلك الخطوة، قال الشعباني إن إدراج تعليم اللغة الصينية ضمن المناهج التعليمية السعودية سيكون له “شأن كبير” على صعيد تعزيز التبادلات الثقافية بين البلدين.
وأضاف “من الجيد أن يكون لدى الأجيال القادمة معرفة ولو بسيطة باللغة الصينية. هذا سيأتي مع الوقت بنتائج إيجابية مع تطور التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق التي تهتم أيضا بنشر الثقافة الصينية”.
وأردف “في المقابل، نجد في الصين أيضا دارسين للغة العربية بأعداد كبيرة ومستويات متميزة. وهناك ترويج كبير ومنتشر أيضا بين الصينيين للسياحة في السعودية. كل هذه الروابط الثقافية لاشك ستعزز أواصر الصداقة بين الجانبين في ظل المبادرة الحزام والطريق”.
وعبر الشعباني عن ثقته بتطور التعاون أكثر بين البلدين في ظل المبادرة الطموحة التي أطلقتها الصين عام 2013. وقال “هناك مشاريع ضخمة وعملاقة في إطار مبادرة الحزام والطريق سيكون لها شأن كبير وواضح في المستقبل”.
وأضاف “لا تزال العلاقات السعودية الصينية ثقافيا واجتماعيا في خطواتها الأولى، وإن ازدادت خلال السنوات الماضية أكثر من ذي قبل، كل ذلك يعود للانفتاح السعودي والانفتاح الصيني وتلاقيهما على الطريق”.
وتابع “مبادرة الحزام والطريق الصينية عززت كثيرا من هذا الانفتاح، ومع الوقت أرى أن هناك انسجاما بين الطرفين، فكلاهما لديه تاريخ وعادات وتقاليد، وكثير من أجزائهما تلتقي أو تتشابه، لذلك الطريق ممهد للتقدم في العلاقات ثقافيا واجتماعيا”.
وواصل الشعباني حديثه عن مستقبل هذا التعاون، قائلا “أعتقد إننا سنراها (نتائج المبادرة) بتتالي عبر السنين القادمة وبعضها سيكون في المستقبل القريب وبعضها سيكون له امتداد بعيد في نتائجه المؤكدة، وهذا في نفس الوقت سيكون له تأثير على توطيد العلاقات بين السعودية والصين بشكل أكبر من جميع النواحي سوى كانت السياسية الاقتصادية او الثقافية والاجتماعية والسياحية”.