CGTN العربية/
قال خبراء أجانب إن التصريحات الهامة بشأن العولمة الاقتصادية التي اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ في كلمته خلال المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2017، أعطت أملا للعالم وسبلا نحو تعافي الاقتصاد على خلفية انتشار جائحة “كوفيد-19” والتغيرات الكبيرة التي لم يسبق لها مثيل منذ قرن من الزمن.
وكان شي قد شدد في كلمته بمناسبة افتتاح الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي 2017، على تقدم العولمة الاقتصادية، مقترحا الإصرار على التنسيق والتفاعل لتشكيل نمط تعاون منفتح قائم على الفوز المشترك. واقترح شي أيضا التمسك بالعدالة والشمولية لتشكيل نموذج تنمية متوازنة وعادلة وشاملة.
وقال: “ليس هناك أي صعوبة، مهما بلغت مشقاتها، يمكنها أن تمنع البشرية من التقدم. وعند مواجهة الصعاب، لا ينبغي أن نشكو من أنفسنا، أو نلقي اللوم على الآخرين، أو نفقد الثقة، أو نهرب من المسؤوليات، بل لا بد لنا من التكاتف للتغلب على الصعاب سويا”.
حددت كلمة شي اتجاها للعولمة في اللحظات الحرجة. فعلى الرغم من العوائق التي تسبب فيها الوباء، إلا أن الاتجاه نحو الانفتاح والتعاون لم يتغير.
وفي سياق متصل، قال أو كو كو هلينغ، رئيس المركز الميانماري للدراسات الإستراتيجية والدولية: “يجسد مشروع خط أنابيب النفط والغاز بين الصين وميانمار بشكل كامل مفهوم التنسيق والعدالة والشمولية والتشارك الذي اقترحه الرئيس شي. فلا يوفر هذا المشروع الطاقة للصين فحسب، بل يفيد تنمية ميانمار أيضا”.
من جهته، أشار بورج براندي، رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، إلى أن كلمة شي يمكنها أن تدفع العولمة إلى التقدم في الاتجاه الصحيح، وأن تساعد في حل مشاكل التنمية.
وأوضح براندي قائلا: “كانت كلمة الرئيس شي في دافوس خلال الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي عام 2017 كلمة هامة للغاية، حيث أكد على أهمية التعاون العالمي والتعددية، وإننا في عالم قائم على الفوز المشترك، وليس في عالم قائم على المحصلة الصفرية. ولذلك عندما نقوم بالتجارة مع بعضنا البعض، فإن ذلك سيخلق فرص عمل أيضا، وكذلك نموا إضافيا. وشدد الرئيس أيضا على المزيد من التحديات الهيكلية، ولسوء الحظ، ما زلنا نكافح العديد منها. ونواجه الآن جائحة عالمية، والصين هي الاقتصاد الرئيسي الوحيد في العالم على الأرجح، الذي نما اقتصاديا العام الماضي، كما أن مسار الصين إلى الأمام سيكون له تأثير كبير على بقية العالم”.
في الوقت الذي تستفيد فيه الصين من العولمة الاقتصادية، تعد الصين بمثابة مساهِم فيها أيضا. وستعمل الصين بثبات على توسيع الانفتاح رفيع المستوى وستتخذ إجراءات ملموسة لتعزيز بناء اقتصاد عالمي منفتح. وخلال السنوات الأربع الماضية، ارتفع عدد مناطق التجارة الحرة التجريبية في الصين إلى 21، وأقامت البلاد معرض الصين الدولي للاستيراد لثلاث دورات متتالية، كما سارعت في بناء نمط تنمية جديد، الأمر الذي لم يخلق مساحة للتنمية الاقتصادية الصينية فحسب، لكنه أضاف أيضا قوة دافعة في تعافي الاقتصاد العالمي ونموه.
وفي ظل تفشي الوباء، تم تشغيل ما مجموعه 12400 قطار شحن بين الصين وأوروبا في عام 2020، مما بنى “قناة حياة” للتعاون في مكافحة الوباء. وانطلق أول قطار شحن بين الصين وأوروبا لهذا العام من مدينة تشنغدو جنوب غرب الصين، ليقوم بتوصيل البضائع إلى مركز ترانزيت بأوروبا الشرقية في مدينة لودز البولندية يوم الجمعة الماضي.
وحول ذلك، قال جرزيغورز كولودكو، نائب رئيس الوزراء البولندي السابق: “أشار الرئيس شي في المنتدى إلى أنه لا رجعة عن العولمة، لكنه شدد أيضا على ضرورة إعادة توازن العولمة لتغيير مسارها لجعلها أكثر شمولا. وفي الاقتصاد العالمي الآن، ما زلنا نفتقر إلى تنسيق مناسب وكاف ومواكب لتحديات الاقتصاد العالمي. ومن هذا المنظور، تقدم الصين بعض الأفكار والمقترحات الجديدة”.
ومن جهته ذكر بيتر ميدجيسي، رئيس الوزراء المجري الأسبق: “إني مقتنع بأن العولمة تمضي قدما ولا مفر منها. وهكذا فإنه مثال جيد جدا على أن مبادرة الحزام والطريق جزء من العولمة، وإنها طريقة جديدة للعولمة. وهذا مكسب للجميع بالنسبة للصين وشركائها”.
كل ذلك يظهر نظرة شي العميقة حول الاقتصاد العالمي وتطور العولمة، وأهمية مفهوم مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية بشأن إصلاح الحوكمة العالمية والبناء العالمي وتقدم البشرية وتنميتها.
وأكد خورخي نونو خيمينيز، المدير العام لمركز المكسيك للدراسات الاقتصادية والاجتماعية في العالم الثالث: “أشارت كلمة الرئيس شي إلى عمل المجتمع الدولي، حيث يجب علينا أن نفتح حدودنا وندعو جميع الدول إلى العمل معا والتعلم من بعضها البعض والتطور سويا. واليوم نواجه وباء لا يمكن لأي دولة تجاوزه بمفردها، بل يجب أن يتعاون العالم كله لمكافحته”.
وذكر مايكل شومان، رئيس الجمعية الفيدرالية الألمانية للتنمية الاقتصادية والتجارة الخارجية: “إن أكثر ما أتذكره من كلمة الرئيس شي هو تصريحاته بأنه من واجبنا جميعا خلق مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، وقال شي في كلمته إن التاريخ خُلق من قبل الشجعان، وقد كان على حق في ذلك الوقت. ويجب علينا أن نواجه إعادة بناء الاقتصاد العالمي وتحسين النظام الدولي للحوكمة بعد جائحة كورونا، بشجاعة وقوة وعزيمة حتى نتمكن من تقديم إجابات مناسبة على الأسئلة الأكثر إلحاحا في عصرنا. ويجب ألا نتراجع عن هذا التحدي. ويمكن للصين أن تكون مصدر إلهام لنا ومثالا لنا في هذا الجانب”.