كانت قرية كه سونغ التابعة لمنطقة ناي دونغ بمدينة شاننان في منطقة التبت ذاتية الحكم في جنوب غرب الصين أول قرية تنفذ الإصلاحات الديمقراطية في التبت. السيد داوا هو من أبناء إحدى الأسر التي كانت تخضع لنظام العبودية. يسلط هذا التقرير الضوء على حياة وقصة السيد داوا وعلى الإصلاحات الديمقراطية التي حدثت في التبت.
السيد داوا والبالغ من العمر 58 عاما ولد وتربى في قرية كه سونغ. في عام 1959 قامت منطقة التبت بإصلاحات ديمقراطية، وكانت قرية كه سونغ التي يسكنها السيد داوا أول قرية تطبق هذه الإصلاحات في منطقة التبت. قبل الإصلاحات كان والدا السيد داوا واللذان توفيا من زمن يخضعان لنظام العبودية، حيث كانا يعملان لحساب مالك الأرض وكان عليهما دفع الضريبة الكبيرة له بمجرد حصد المحصول، ولا يتبقى لهما منه سوى الفتات، وفي أوقات الحصاد القليل لا يتبقى لهما منه شيئا أبدا.
قال داو، قروي في قرية كه سونغ: “هذا هو والدي واسمه أييسي جياتسو، وهذه هي والدتي واسمها باسان. أنجباني بعد زواجهما في عام 1962. كانا يعيشان حياة قاسية جدا قبل الإصلاحات الديمقراطية. أنا أعيش الآن حياة سعيدة، ولم يتمكنا من أن يعيشا هذه الحياة، أشعر بالحزن والحسرة في قلبي عليهما.”
في عام 1959 وبعد الإصلاحات الديمقراطية في التبت عادت الأراضي في قرية كه سونغ للملكية العامة، ولم يعد والدا داوا يعملان لحساب مالك الأرض االإقطاعي، حيث بدأ القرويون حينها بالعمل معا في الحقول وجني ثمار عملهم واقتسامها معا، وتحسنت حياتهم كثيرا. في عام 1980 قامت أسرة داوا بإعادة بناء منزلها لأول مرة بما كسبته من مال خلال عملها.
في عام 1984 بدأت قرية كه سونغ بتنفيذ الإصلاح والانفتاح، فحصلت أسرة داوا على أرض خاصة بها. وفي ما بين عامي 1984 -1992 قام السيد داوا بشراء جرار زراعي وآلة زراعة وحصاد يستخدمها في أرضه، فازداد حصاده عاما بعد عام وتحسن دخله كثيرا.
وفي عام 2014 قام السيد داوا بإعادة صيانة منزل الأسرة حيث يبدو على صورته الحالية. للسيد داوا أبناء ثلاثة، وبعد عام 2014 بدأوا بالحصول على وظائف تباعا، أحدهم حصل على وظيفة حكومية، والثاني سائق سيارة أجرة، أما الثالث فقد أصبح طبيبا. تحسن دخل أسرة داوا كثيرا، حيث قام بعدها بشراء منزلين آخرين، أحدهما في مدينة لاسا والآخر في مدينة شاننان. كما اشترى داوا بعد ذلك سيارة خاصة، وأصبحت حياته أكثر سعادة عاما بعد عام.
قال داوا، قروي في قرية كه سونغ: “باعتباري مستفيدا من الإصلاحات الديمقراطية والإصلاح والانفتاح، فإن حياتي أكثر سعادة بكثير من حياة أبي وأمي. هنا أوجه شكري للإصلاحات الديمقراطية وللإصلاح والانفتاح الذي حدث في التبت.”
*المصدر: سيجي تي إن العربية.