CGTN العربية/

قررت المحكمة الجزئية الأمريكية لمنطقة كولومبيا في ال27 من الشهر الجاري وقف الحظر مؤقتا الذي فرضته الحكومة الأمريكية على تطبيق “تيك توك”، الأمر الذي يعد حكما موضوعيا نسبيا يصدر عن المحكمة الجزئية الأمريكية. وهو حكم لا يستطيع التغيير من واقع القمع التعسفي الذي مارسته الحكومة الأمركية، كما أنه لا يساعد على تجميل تصرفات الهيمنة الأمركية في القيام بالاستيلاء التعسفي على ما يملكه الغير.

وقبل أيام، أعلنت بعض الشركات الأمريكية أنها قد توصلت إلى “اتفاقية التعاون” مع منصة تيك توك التابعة لشركة بايت دانس الصينية. ولكن ما هي الدوافع والأهداف خلف ما يسمى باتفاقية “المساواة والتعاون التجاري”؟ لنتابع فيما يلي آراء الخبراء في مجال شبكة الانترنت والعلاقات الدولية.

قال لو تشوان ينغ، الأمين العام لمركز الحوكمة الدولية للفضاء الإلكتروني التابع لمعهد العلاقات الدولية في مدينة شانغهاي: قد كشفت التفاصيل الحالية أن الإجراءات والترتيبات الأمريكية هدفها هو جعل” تيك توك” خارج السيطرة الصينية لتصير شركة أمريكية تماما. وإن ما يسمى باتفاقية التعاون بين تيك توك والشركة الأمريكية جوهرها هو استيلاء تعسفي على شركات الانترنت الصينية عبر السياسات الإدارية، وهو أيضا يدوس على القوانين الدولية لأغراض سياسية أمريكية داخلية.

وقال تيان تشي هونغ، رئيس معهد التقنية المتقدمة للفضاء الإلكتروني التابع لجامعة قوانغتشو: ” تسعى جميع الإجراءات الأمريكية إلى احتكار السوق وبناء السوق العالمية تحت السيطرة الأمريكية والحصول على المصالح الأمريكية الكبرى. سبق للولايات المتحدة أن فتحت أبواب الدول الأخرى بشعار التنافس الحر، ولكنها الآن لا تدخر جهودا لعرقلة تنافس وتنمية شركات الدول الأخرى في بلادها، الأمر الذي يعكس بشكل واضح عقلية السرقة الأمريكية: إذا كانت الولايات المتحدة رائدة ومتقدمة، فستكون الإجراءات حرة وآمنة. وإذا لم يكن كذلك، فتسعى مباشرة إلى الاستيلاء بالقوة على ممتلكات الآخرين عشوائيا.

وحسب ما قال بعض الخبراء، إنها ليست المرة الأولى التي تشهد فيها شركات تقنية لدول أخرى الهيمنة الأمريكية؛ فلقد أشارت الحقائق والتفاصيل إلى أن الولايات المتحدة قد استفادت بطريقتها في وقت سابق، فلا بد أن ستستمر في إساءة إلى المزيد من مصالح الدول والشركات عبر هذه الوسيلة القبيحة.

وفي الوقت نفسه، قال خه يانزي، مدير مركز الأمن المعلوماتي التابع لمعهد أبحاث التقنية الإلكترونية الصينية: إذا تم التوصل إلى ما يسمى باتفاقية التعاون، فستكون نموذج التعامل الأمريكي مع الشركات الصينية، مما يشكل تحديات كبيرة لتنمية الشركات التكنولوجية الصينية في المستقبل. فعلى حكومتنا تقييم مخاطر الاختلاس بجدية والتي قد تواجه التقنية الصينية الذاتية، وذلك لتوسيع نطاق التعاون والتنمية في الخارج على أساس آمن.

وأخيرا، يري العديد من الخبراء أنه على الحكومة الصينية تعزيز معرفتها تجاه البيئة الدولية، والحفاظ على المصالح الذاتية باستخدام الأسلحة القانونية، بالإضافة إلى جمع وتوحيد المتخصصين التجاريين على المستوى العالمي من أجل مقاومة الهيمنة الأمريكية والحفاظ على المساواة والعدالة في القطاع التجاري.