فادي زواد السمردلي*
في سعيها لتطبيق شعار “مجتمع رغيد الحياة باعتدال”، وشعار “تحقيق الرخاء للجميع”، يتم شمول المواطنين الصينيين، بغض النظر عن أديانهم وقومياتهم وتوجّهاتهم، ضمن الحُزم الحقوقية – القانونية، التي يكفلها الدستور الصيني لهم، والتي يتم تطبيقها يومياً كحقوق إنسان مضمونة ومتساوقة مع مقررات الأمم المتحدة والهيئات والمنظمات الدولية ذات الصلة.
وفي مواجهة للواقع الصيني الذي يتخطى الواقع الغربي في مسائل حقوق الإنسان ويتفوق عليها، يتم شن حملة دولية ضد الصين، من خلال تحريك واضح المَعَالم مِن جهات لا تريد للمِثال الصيني البروز، بل السعي لتدميره والتخلص منه لأنه يُشكّل قيمة كبرى للبشرية في سياق تطورها التاريخي وسعيها لكسب مِثال عالمي، يضمن لها طموحاتها الإنسانية، التي منها الروحية والمادية اليومية.
المثير للسخرية ليلاً ونهاراً، أن عشرات انتهاكات حقوق الإنسان تجري في الغرب، دون ان يتحدث عنها إنسان أو إعلام، وكأنه الموبقات تحدث فقط في الصين، وليس في غيرها، وهو ما يدعو إلى التساؤل ثم التساؤل والتساؤل، لأن وسائل الإعلام التي تحاول برمجة عقول العامة وغير المثقفين، وفبركة جنود للملهاة – المأساة الحربية للقتل بالجملة في بقاع العالم، لحضهم على الموت في سبيل غيرهم، لا تتورع عن تلفيق الأخبار ولي عنق الحقيقة دون وازع ديني أو عقلي أو إنساني أو لمجرد احترام الذات والقلم.
في خطابه خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني، تحدث الزعيم الصيني شي جين بينغ عن خططه لتوفير حياة أكثر رخاء وسعادة وأمنا وصحة لجميع المواطنين الصينيين، لكن مع مراعاة القوانين، وضمن مكافحة المصالح غير القانونية والمصالح الأنانية والشخصية. أما الرخاء المشترك للصينيين، فحدث ولا حرج لأنهم يتمتعون به على قدر المساواة، سوياً إلى جانب السعادة المشتركة، في إطار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وحقوق الإنسان الأساسية للجميع دون استثناءات.
في الصين دولة وقوانين ودستور، ولا تسمح الصين، كأي دولة أخرى تحترم نفسها، بتغلغل الإرهاب تحت أي وازع ديني أو قومي أو مهني أو تجاري، أو شخصي أو غيره، وفي حين يجلب بلاء الإرهاب والعنصرية المصاحبة له الفوضى والموت لكل نموذج لا يدخل ضمن مصالح أرباب الموت، تُوجَّه السفينة الصينية نحو الإنتاج والإبداع العلمي، وتسير إلى حقبة أكثر الدول أمنا وآمانا في العالم، وهذا بالذات لا يروق لدول كثيرة ومنظمات عديدة تعمل تحت جنح الظلام، فباتت هذه تجند وتفيرك العقول للهجوم على الصين، وتحضيراً لمهاجمتها بأيادٍ غير أياديها.. وبأجساد غير أجسادها.. لتموت هذه “الوسائل البشرية!”، ويبقى الأرباب على قيد الحياة، مع أموالهم الفلكية المليارية، يضحكون على الموتى الأغبياء وعائلاتهم الثكلى!
نجحت الصين في تحقيق التعايش السلمي بين أبناء قومياتها، وأديانها، وضمنت بالتالي حرية العقيدة، لا حرية الغوغاء والبربرية في الشوارع والساحات حيث يَقتل الإرهابيون الناس المسالمين والأطفال والشيوخ، ويعتدون حتى على رجال الدين المسلمين، أملاً في خلق الفوضى وخلخلة المجتمع، وهي مساعي إرهابية لا يمكن الوقوف إلى جانبها، بل محاربتها واجتثاثها، والعالم يؤيد تجفيفها.
النجاح الصيني الضخم وغير المتوقع غربياً، نقل البلاد إلى حالة الدولة ذات الترتيب الثاني في العالم اقتصادياً، والأولى من حيث الأمن والاستقرار والآمان الوظيفي، إضافة إلى كونها الأولى في تحقيق التعايش السلمي بين مختلف القوميات والديانات، وهذا يتبدّى في تزايد إعداد المسلمين بالصين، وأعداد أصحاب الديانات الأخرى ومنا المسيحية، ويَظهر كذلك في الزيادات الكبيرة في أعداد المؤمنين من مختلف العقائد الدينية من إجمالي عدد السكان، علماً بأن تقاليد مسلمي الصين صارت بالتدريج تقاليد شعبية عامة لدى الصينيين، يحترمونها ويجلّونها، كذلك الامر لمسيحيي وبوذيي الصين وغيرهم.
هنا لا بد لي من القول، أن معظم مَن يَشرعون بمهاجمة الصين لا يقرأون ولا يكتبون، وغير هؤلاء “أمُّيون” بمعنى انهم لا يبحثون عن الحقيقة، فهم يسلمون تماماً بما يسمعون من أفواه تديرهم عبر سماعات الراديو والتلفزيون، ويسكنهم هاجس واحد هو تلبية متطلبات الهجوم على الصين التي تزرعه فيهم جهات سوداء، لا يعرفون مَن هي، ولا يدركون أن من الضروري أن يبحثوا عنها ويعرفون نواياها وأهدافها.. هل يَعلم هؤلاء، على سبيل المِثال لا الحصر، أن الصين التي يهاجمونها دون زيارتهم إليها للاطلاع على حقائقها، بدأت ومنذ عدة سنوات، وبدءاً من العام 2013، بتطبيق معايير وشروط شهادة ((الأطعمة الحلال)) التي اعتمدتها حكومة منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة (التي هي ضمن الحكومة الصينية المركزية ومؤسساتها التشريعية والقانونية)، بالتعاون مع مقاطعات قانسو وتشينغهاي وشنشى ويوننان، بداية من الأول من مارس / آذار 2013، لتنهي بذلك فجوة معايير شهادة الأطعمة الحلال في الصين (التي يدعي الغُفلاء والأبالهة بأنها تدير للمسلمين الدوائر!!!)، وتبرز دورها الفعّال في صناعة منتجات غذائية حلال موحَّد في الصين كلها، لتتساعد شركات الأطعمة الحلال الصينية على فتح أسواق خارجية جديدة.
وطبقاً للأنباء، فإن الدورات الثلاث السابقة للمنتدى الاقتصادي التجاري الصيني – العربي التي أقيمت سابقاً بنجاح، ساهمت بشكل كبير في تعزيز التبادل والتعاون بين الصين والدول العربية، ونمو قطاع الأطعمة الحلال المتنامي في الصين والذي أصبح صناعة رائجة تحترم عادات وسُنن المسلمين، وتبيع لغيرهم أيضاً داخل وخارج الصين. وطبقاً، لتصريحات سابقة لمسؤول في وزارة التجارة الخارجية الإماراتية، فإنه رغم قلّة استثمارات الدول العربية في الصين، إلا أن ثقافة المسلمين والعناصر الدينية في منطقة نينغشيا وغيرها من المناطق، ستشجع هذه الاستثمارات في المستقبل.
واستناداً إلى جريدة (الشعب) الصينية الأوسع انتشاراً في الصين، و “شبكة الصين”، فإن هذا المنتدى عزّز الفِعل الاقتصادي التجاري الصيني – العربي، واقتصاد منطقة نينغشيا المسلمة المتعاونة مع منطقة شينجيانغ المسلمة، وجُلبت استثمارات خارجية ومشاريع لخلق فرص عمل جديدة، حيث بلغ نمو المنطقة الاقتصادي أرقاماً متقدمة ضمن الأرقام الصينية عامة. في الهجوم على الصين تجنّي واضح. ندعو كل من يقرأ ويسمع أن يتمعن فيما يُدس إليه، فالعقل زينة الإنسان، والحُكم الجائر مدعاة لعِقاب ودينونة خطيرة من الله لحامله ومُدبّره ومُشرِّعه وناشِره أيضاً.. فحِذاراً جَميعكم!
#فادي_زواد_السمردلي: ناشط إجتماعي وعضو في الاتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) #الصين.
جميل ما كتبت استاذ