CGTN العربية/

تستعد الصين لإحياء ذكرى الانتصار في حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني، وفي هذا الإطار قامت مراسلتنا بزيارة إلى المتحف التذكاري لحرب المقاومة في حي فنغتاي ببكين للتعرف على جزء هام من تاريخ الشعب الصيني. 

كانت حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني حرب مقاومة وطنية شاملة أعلنتها الصين على الغزو الياباني. يعد هذا المتحف التذكاري المتحف الوحيد والشامل من نوعه والذي يعكس بشكل كامل تاريخ حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني، حيث يعرض كمية كبيرة من صور وتحف تحمل قيمة تاريخية لفترة استمرت لأربعة عشر عاما. وهي في الفترة من “حادثة 18 سبتمبر” عام 1931 وحتى انتصار “حرب المقاومة ضد الغزاة اليابانيين” في عام 1945. 

قال دونغ لي شين، نائب رئيس المتحف التذكاري لحرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني: “يقع المتحف التذكاري لحرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني في مدينة وانبينغ التراثية الواقعة بمنطقة فنغتاي ببكين. وقد تم بناؤه وافتتاحه في السابع من يوليو عام 1987. ينظم المتحف بعض الأنشطة المتعلقة بالنصر في حرب المقاومة ضد الغزو الياباني هذا العام. النشاط الأول هو تقديم باقات الزهور لشهداء حرب المقاومة.

أما النشاط الثاني فهو إقامة معارض خاصة حول إنشاء وتطوير القاعدة المناهضة للعدوان الياباني. إنّ حرب المقاومة ضد العدوان الياباني هي بمثابة حرب بين الدولة الضعيفة والدولة القوية، وقد كانت نموذجا لانتصار الدول الضعيفة على الدول القوية. ننظم أيضا أنشطة مقالية، حيث يمكن أن يعبر من خلالها المهتمون في الوقت الحديث عن مشاعرهم تجاه حرب المقاومة بالشعر والأغاني لتخليد ذكرى الأبطال والشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل الانتصار في حرب المقاومة الشعبية ضد العدوان الياباني. نقيم حفلات موسيقية أيضا، وفي الوقت نفسه، ننسق مع متاحف تذكارية أخرى للمقاومة في العالم لإطلاق أنشطة المقاومة ضد العدوان الياباني. وكذلك من خلال بعض المعارض والأنشطة الأخرى كالتذكير بهذا التاريخ، وتخليد ذكرى الأبطال والشهداء الذي قضوا في الحرب. ويدعو متحفنا التذكاري أيضا الجميع إلى الاعتزاز بالسلام، وعلى الرغم من أنّ المتحف التذكاري هو تخليد لذكرى الماضي، فإنّ الهدف منه هو خلق المستقبل وتوجيه الناس إلى بناء بلدنا بشكل أفضل.”  

تجسد معظم الآثار والوثائق هنا الأحداث والشخصيات التاريخية الهامة في حرب المقاومة، ويحمل الكثير منها أهمية عالمية. تجمع القاعة التذكارية الآلاف من الوثائق المهمة والكتب والملفات والبيانات التي تتحدث عن فترة حرب المقاومة ضد الغزاة اليابانيين. وتعكس التماثيل المنحوتة في المتحف الروح العظيمة للأبطال الذي شاركوا في حرب المقاومة.

وقالت شي لي جيوان، المرشدة السياحية في المتحف التذكاري لحرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني: “إنّ ما يؤثر فيّ كثيرا هو الروح الوطنية البطولية التي لا تتزعزع للشهداء الثوريين.

خلال عملية تعريفي بالمتحف ومقتنياته للزائرين، أحكي للجميع عن قصة البطلة تشاو يي مان، والتي أصيبت بجروح خطيرة خلال الحرب وأخذها الغزاة كأسيرة، وتعرضت لعمليات تعذيب قاسية، لكنها لم تخبر العدو عن أية معلومات. هناك أيضا العديد من هؤلاء الأبطال في حرب المقاومة ضد الغزو الياباني، وآمل أن يخلد التاريخ شهداءنا، وأن نعتز بالسلام لخلق مستقبل أجمل.”