بعد انتهائه من الحوار الاستراتيجي مع الأمريكان في ألاسكا والمباحثات مع نظيره الروسي لافروف بمدينة قوي لين، توجه وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى الشرق الأوسط في جولة تشمل 4 دول خليجية وهي السعودية والإمارات والبحرين وعمان.” يمكن القول إن الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط تحظى بمكانة أبرز في الخارطة الدبلوماسية الصينية.
تذكرني هذه الزيارة القرار الذي مررته اجتماعات الدورة العادية 155 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري مارس الماضي بشأن تعميق التعاون مع الصين في شتى المجالات والترحيب باستضافة السعودية أول قمة عربية صينية. من الواضح من أن للجانبين الصيني والعربي عزيمة ثابتة مستمرة في تعزيز الصداقة التقليدية والشراكة الاستراتيجية بينهما.
ذات مرة، سئل وزير الخارجية وانغ يي من قبل صحافي عربي: هل ستملأ الفراغ الذي تركه الغرب في الشرق الأوسط؟
فقال:
لم ولن يكون الشرق الأوسط فارغا حتى ولو غادره الغرب، لأن شعوب المنطقة تعيش في بلدانها.
فاجأت هذه الإجابة الصحافي كثيرا، وفي نفس الوقت، عكست مفهوما جوهريا للدبلوماسية الصينية في المنطقة مفادها: يجب احترام إرادة شعوب المنطقة، وليس وجودها بفارغ. وهذا يختلف تماما عن الغرب.
من المعروف أن الصين مستهلك رئيسي للطاقة وهي تحتاج إلى النفط العربي وغيره. لذا سيأتي شرق أوسط ينعم بالأمن والاستقرار بالفوائد للصين ودول العالم أيضا. لكن الصين لا تأخذ موارد المنطقة فقط، بل تعطي وتجلب الفرص لها أيضا، مثل مشروع الحزام والطريق الذي ساهم في تقوية البنية التحتية وخلق الوظائف وتنويع الاقتصاد في الدول العربية، أضف إلى التبرع بلقاح كورونا من أجل تعافي الاقتصاد.
إذا هدف التعاون الصيني العربي الفوز المشترك.
أعتقد أن القمة الصينية العربية التي يجري تحضيرها على قدم وساق سترفع علاقات الصداقة والتعاون بين الجانبي إلى مستوى أعلى، لأنها ستكون فعالة أكثر من الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي في بلورة التوافق بين القادة.
ومع زيادة تأثير الصين دوليا، ستكون الصين أكثر انخراطا في شؤون الشرق الأوسط بهدف انتشالها من الصراعات والفوضى وتحسين معيشة الشعوب وإعادة الأمل في المنطقة.