“الأفيون الروحي” و”المخدرات الإلكترونية”، هكذا وصفت صحيفة صينية ألعاب الفيديو. لوقت طويل، أصبح إدمان القاصرين للألعاب الإلكترونية مشكلة تؤرق الآباء والأمهات، ومن أجل حلها، أصدرت الصين مؤخرا تعليمات للشركات بخفض المدة المسموح للأطفال فيها باللعب عبر الإنترنت، حتى يدخل لعب المراهقين عبر الإنترنت عصر “ساعة واحدة” في البلاد.
قالت الإدارة الوطنية للصحافة والنشر في بيان لها إنه من الممنوع أن تقدم الشركات خدمات الألعاب الإلكترونية أيا كان شكلها للمستخدمين دون سن 18 عاما إلا لمدة ساعة واحدة فقط في اليوم، بين الساعة الثامنة والتاسعة مساء، وذلك في أيام الجمعة والسبت والأحد والعطلات الرسمية.
وفقا لما أفادت به صحيفة المعلومات الاقتصادية الصينية، فإن 62.5% من القاصرين عادة ما يمارسون ألعاب الفيديو عبر الإنترنت في الصين، و13.2% من الأطفال يلعبون بالهواتف المحمولة لمدة ساعتين في اليوم. وهناك تلاميذ يلعبون لعبة Honor of Kings (شرف الملوك) لمدة تصل إلى ثماني ساعات في اليوم.
تعد “شرف الملوك” لعبة أطلقتها شركة تينسينت الصينية العملاقة في عام 2015، وهي اللعبة الأكثر تنزيلا في الصين، شهيرة مثل لعبة بابجي في العالم العربي، وبلغ عدد المستخدمين النشطين لها يوميا 100 مليون لاعب في عام 2020.
حسب القرار الجديد، فإن شركات الألعاب الإلكترونية ستعتمد تقنية التعرف على الوجه لمنع الأطفال من اللعب في غير تلك التوقيتات، لأن الكثير منهم كانوا يستخدمون بطاقات الهوية الخاصة بآبائهم والبالغين الآخرين في الأسرة للتحايل على قواعد مكافحة الإدمان أو يشترون حسابات عبر منصات التسوق لتسجيل الدخول.
يؤثر الإدمان لألعاب الفيديو تأثيرا سلبيا على الصغار جسديا ونفسيا. في عام 2020، عانى أكثر من نصف الأطفال الصينيين من ضعف البصر، وأشار علماء النفس إلى أن الألعاب الإلكترونية تجعل الأطفال منغمسين في العالم الافتراضي ومبتعدين عن العالم الحقيقي، مما يؤدي إلى مخاطر الاغتراب الشخصي. هناك أطفال مدمنون للألعاب، إذا لم يسمح لهم باللعب، فسيهاجمون أقاربهم، حتى يختارون الانتحار.
على عكس التراجع الحاد في قوة البصر والأداء المدرسي للأطفال المدمين، شهدت عائدات قطاع ألعاب الفيديو ارتفاعا كبيرا. فحسب تقرير قطاع الألعاب في الصين عام 2020، فإن عائدات المبيعات لسوق الألعاب الإلكترونية في الصين بلغت نحو 43 مليار دولار، بزيادة سنوية قدرها 20.7%. لكن، هل نريد بالفعل تطوير قطاع ما على حساب تدمير جيل؟ هذه مسألة يستحق التفكير فيها.
الألعاب الإلكترونية سيف ذو حدين يمكن له أن يطور الذكاء ويجعل الإنسان مدمنا عليه. أظن أن إدمان المراهقين للألعاب الإلكترونية قد باتت مشكلة عالمية في عصرنا الحالي من الصعب حلها. لكن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة. علينا أن نتحرك الآن لمساعدة الأطفال.
*سي جي تي إن العربية.