CGTN العربية/
ذكر مركز علوم وهندسة النظم بجامعة جونز هوبكنز أن إجمالي الإصابات بمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في الولايات المتحدة تخطى 8 ملايين حتى يوم الجمعة، مما يعنى أن واحدا من كل 41 أمريكيا مصاب بمرض “كوفيد-19”. يمثل سكان الولايات المتحدة حوالي 4% من إجمالي سكان العالم، لكن العدد التراكمي للحالات المؤكدة يمثل أكثر من 20% من إجمالي الحالات التراكمية في العالم. فحذر العديد من الخبراء الأمريكيين مؤخرا بشكل متكرر من أن الولايات المتحدة قد دخلت شتاءا أكثر برودة بالمستوى الحالي لجائحة فيروس كورونا الجديد، وأن “آفاقها ليست مبشرة”.
مستشار الرئيس الأمريكي يعبر عن ندمه وفيروس كورونا الجديد يغزو ويحتل البيت الأبيض بالكامل
أعرب حاكم ولاية نيو جيرسي السابق، كريس كريستي، يوم الخميس بالتوقيت المحلي عن أسفه لعدم ارتداء الكمامة في الأماكن العامة، واعترف علنا بأنه كان “مخطئا”. كما أعرب عن أمله في أن يتبع الأمريكيون إرشادات الوقاية من الوباء الخاصة بمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكية، مع ارتداء كمامات بنشاط والحفاظ على التباعد الاجتماعي.
قبل ذلك، قضى كريستي سبعة أيام في العناية المركزة بسبب إصابته بكوفيد-19.
تدل الحالات المأساوية والبيانات الصادمة على أن التصرفات الجاهلة لكبار المسؤولين الأمريكيين لتجاهل “الكمامات” قد هزمت في مواجهة الواقع القاسي.
وكان كريستي، وهو جمهوري، شغل منصب حاكم ولاية نيو جيرسي من عام 2010 إلى عام 2018. بعد تنحيه عن منصبه كحاكم في عام 2018، بدأ يصبح جزءا من الفريق الذي ساعد دونالد ترامب على تحضير الوثائق المعنية لأول مناظرة رئاسية بصفته مستشارا لترامب.
ووفقا للتقارير، فإن كريستي كان مهموما بسبب وزنه الزائد طوال الوقت بجانب معاناته من الربو الحاد. وقد تسبب هذا في تطوره سريعا إلى مريض شديد بعد إصابته أيضا. كان هناك فعالية أقيمت في حديقة الورود بالبيت الأبيض في 26 سبتمبر وأعلن فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ترشيح القاضية إيمي كوني باريت لعضوية المحكمة العليا، المناسبة التي أدت إلى إصابة كريستي بمرض “كوفيد-19”. كما ثبتت إصابة الرئيس الأمريكي ترامب بمرض “كوفيد-19” بعد ذلك الحدث. وبحسب إحصائيات “نيويورك تايمز”، فإن 31 من الأشخاص الذين شاركوا في هذه الفعالية ثبتت إصابتهم بعد انتهائها، وكان منهم 8 من كبار المسؤولين الحكوميين.
ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن كريستي قال إنه كان مخاطئا وكان عليه اتباع إرشادات السلطات الصحية وارتداء الكمامة أثناء رحلاته إلى البيت الأبيض.
في وقت سابق، انتقد أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في الإدارة الأمريكية ومدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، هذا الحادث بشدة، ووصف الحدث بأنه “حدث فائق في نقل العدوى”، وقال: “البيانات تتحدث عن نفسه، حيث إن عواقب تجمع الناس معا وعدم ارتداء الكمامات تكون قاتلة”.
كبار المسؤولين الحكوميين يتهاجلون العلم والإجراءات الوقائية لفيروس “كوفيد-19”
على الرغم من أن حدث الترشيح الذي أقيم في حديقة الورود بالبيت الأبيض أدى إلى إصابة ما لا يقل عن 31 شخصا بمرض “كوفيد-19″، وكثير منهم من الشخصيات الرفيعة المستوى، لكن كريستي كان الشخص الأول والوحيد داخل البيت الأبيض الذي أصدر بيان اعترافه بخطئه.
في تناقض حاد مع الرئيس الأمريكي ترامب نفسه: بعد ثلاثة أيام فقط من تلقيه العلاج في المستشفى، خرج ترامب “بسرعة” من المستشفى، حتى أنه قال في تجمع انتخابي بولاية فلوريدا يوم الاثنين الماضي أنه “لم أشعر أبدا بالقوة إلى هذه الدرجة” حتى أنه قال “أريد أن أمنح الجميع قبلة كبيرة”.
لطالما كان المسؤولون الأمريكيون الرفيعو المستوى غير مبالين بسلسلة إجراءات الوقاية من الوباء التي يدعمها العلم، لكنهم يعلقون آمالهم على “المعجزة”. لم يؤيد ترامب بعض “الأدوية الفعالية” غير الموثوقة عدة مرات فحسب، لكنه أصر على أن اللقاح المضاد لـ”كوفيد-19″ سيتم تمريره قبل الانتخابات أيضا. ومع ذلك، بما أن شركة إيلي ليلي وشركاه وشركة جونسون آند جونسون وشركة أسترازينيكا وغيرها من الشركات الأخرى قد أعلنت تعليق التجارب السريرية لعلاج مرض”كوفيد-19″ على التوالي، حيث إنه من بين الشركات الأربع في الولايات المتحدة التي تتوقع أن تقوم بتطوير اللقاح المضاد لـ”كوفيد-19″، هناك شركة واحدة فقط تواصل اختباره في الوقت الراهن. يرى الرأي العام أن هذه ضربة كبيرة لتطوير اللقاح في الولايات المتحدة.
لا تستطيع الولايات المتحدة السيطرة على الفيروس
قال خبراء الأمراض المعدية الأمريكيون إن جائحة كورونا الجديدة في الغرب الأوسط خطيرة للغاية في الوقت الحاضر. غالبا ما يكون السكان قليلا في المناطق الوسطى والغربية وتفتقر نسبيا إلى الموارد الطبية، مما يجعل من الصعب على المرضى تلقي العلاج الفعال. على سبيل المثال ولاية ويسكونسن، وهي واحدة من أكثر المناطق تضررا في مواجهة جائحة كورونا الجديدة، قد أصبحت المستشفيات تعمل فوق طاقتها وحتى أجنحة العناية المركزة ممتلئة ومثقلة للغاية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن وعي الجمهور بالوقاية من الوباء في المناطق الوسطى والغربية أضعف أيضا. وأشارت مجلة “نيوزويك” في تقريرها المنشور عن الوباء في ولاية أوكلاهوما إلى أن ارتداء الكمامات في المناطق الريفية أمر مثير للسخرية.
وراء تفاقم جائحة كورونا الجديدة في الولايات المتحدة هو اللامبالاة من وعي الجمهور بالحماية؛ وخلف ذلك، يجسد كبار المسؤولين الأمريكيين الرفيعي المستوى مثال سيئ لتجاهل العلم. من أجل إعادة تشغيل الاقتصاد الأمريكي في أقرب وقت ممكن، لم يهتم المسؤولون الأمريكيون الرفيعو المستوى بمواجهة خطر جائحة كورونا الجديد ولم يعززوا تدابير الوقاية من الوباء والسيطرة عليه، حتى أنكروا المعلومات العامة الأساسية لارتداء الكمامات، لاتخاذ الوقاية من الوباء والسيطرة عليه وعانوا منه في نهاية المطاف.