قامت الولايات المتحدة بطرد الهنود الأمريكيين واستبعادهم واستيعابهم بشكل منهجي لفترة طويلة منذ تأسيسها. ولم تكن للهنود حقوق المواطن، فقد أجبروا على ترك منازلهم حتى تعرضوا للقتل. كما تعرضت ثقافتهم العرقية لضربات مدمرة لفترة طويلة. تسببت “سياسة التطهير العرقي” وتأثيرها المستمر في إلحاق ضرر طويل الأمد بالهنود الأمريكيين.

منازل “سامة”

أمة نافاجو هي أكبر مجموعة من السكان الأصليين الهنود الباقية على قيد الحياة في أمريكا الشمالية، ويعيش أبناؤها في أكبر محمية هندية في الولايات المتحدة في الوقت الراهن، ومع ذلك، هذا وطن “سام”.

والسبب هو أنه بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية، تم اكتشاف عدد كبير من مناجم اليورانيوم في جبال نافاجو. في ذلك الوقت، قامت شركات التعدين الخاصة التي استأجرتها الحكومة الأمريكية بتوظيف الآلاف من أفراد نافاجو لتعدين اليورانيوم. ومع ذلك، لم يتلقوا أي معدات وقائية تقريبا، ولم تكن توجد مرافق تهوية في منطقة التعدين، كما لم يقل أحد إن اليورانيوم ضار بصحتهم. في الستينيات، كان لدى أمة نافاجو أول حالة إصابة بسرطان الرئة. حتى الوقت الحاضر، لا يزال هناك المئات من مناجم اليورانيوم المهجورة في منطقة قبيلة نافاجو. لم تتخلص شركات التعدين بشكل صحيح من أكوام النفايات المشعة. هناك علاقة مباشرة بين مناجم اليورانيوم هذه والنسبة المرتفعة نسبيا من الإصابة بالسرطان بين أبناء نافاجو في العقود الـ40 الماضية.

حتى الوقت الراهن، تم احتلال منازل الهنود الأمريكيين وتدميرها بشكل تدريجي.

بالإضافة إلى الأضرار التي لحقت بالبيئة، يشعر الهنود الأمريكيون بالقلق من أن العدد الكبير من الأجانب الذين جلبتهم المشاريع ذات الصلة سيؤثر على الوضع الأمني المحلي. وفقا لتقرير صادر عن إحدى المنظمات الهندية لحقوق الإنسان، زاد معدل الجريمة في المحميات الهندية على طول الطريق بشكل كبير أثناء إنشاء خط أنابيب نفط عابر للحدود الوطنية، وتعرضت مئات النساء الهنديات للهجوم أو الفقد أو القتل.

حياة محفوفة بالمخاطر

في الوقت الحالي، لا تزال جائحة فيروس كورونا تنتشر في الولايات المتحدة، مما يجعل وضع المحميات الهندية المتخلفة أسوأ. كثير من الناس الذين يعيشون في المحميات لا تتوفر لديهم الطاقة الكهربائية أو المياه الجارية، ويصعب تطعيمهم أثناء الجائحة.

بالنسبة للموارد الطبية، يصعب على الهنود الأمريكيين الذين يعيشون في محمية نافاجو الحصول عليها. قال بول تشارلتون، الطبيب في المركز الطبي الهندي في جالوب بـ نيومكسيكو، إن معدل الإصابة بفيروس كورونا الجديد ومعدل الوفيات للفرد في محمية نافجو الهندية إن لم يكن الأعلى، فإنه من بين أعلى المعدلات. لم يتمكن العديد من المرضى من تلقي العلاج في الوقت المناسب، وبقي بعض المرضى في المنازل لفترة طويلة قبل أن يتخذوا قرارا أخيرا بزيارة المستشفى، لكن الأوان كان قد فات. “

كما واجه التعليم في المدارس المحلية مشاكل أثناء الجائحة. قال جودسيل، رئيس محمية نافاجو ويند روك  المشترك:” خاصة في شمال شرق ولاية أريزونا، وهي محمية نافاجو، لا تزال هناك مشاكل في البنية التحتية أو الإنترنت. إذا خرجت من المدينة على بعد 10 أميال (حوالي 16 كيلومترا)، أو حتى 5 أميال (حوالي 8 كيلومترات)، فلن تتمكن من الاتصال بالإنترنت.

ثقافة مكسورة بالقوة

كما أن التوارث الثقافي للهنود الأمريكيين الأصليين يواجه صعوبات كبيرة. في الوقت الراهن، لم يعد العديد من الهنود يعرفون لغة قبيلتهم.

أظهر استطلاع واسع النطاق أجرته منظمة هندية في الفترة من 2016 إلى 2018 أن عدم انعكاس الهنود في الثقافة الشعبية والإعلام والتعليم الأساسي هو أحد أهم أسباب تحيز الناس ضد هذه المجموعة العرقية.

أنشأت الولايات المتحدة “مدارس داخلية هندية”، لكن الهنود يرون أن هذا في الواقع انقراض ثقافي من خلال “تعليم الاستيعاب”. عانى الطلاب الذين تم إرسالهم إلى “المدرسة الداخلية الهندية” من سوء المعاملة القاسية على مر السنين.

قال دينيس إيتلر، معلق الشؤون الحالية:” التحيز ضد الهنود الأمريكيين منتشر في كل مكان، لا سيما على مستوى الإدارة الحكومية. الهنود الأمريكيون يعيشون في ظروف سيئة، مع أسوأ صحة وأدنى تعليم وأعلى مستوى من الفقر وأعلى معدل للانتحار، كما أن الموارد الطبية شحيحة للغاية، وقد أدت الجائحة إلى تفاقم كل هذا”.

*سي جي تي إن العربية.