توقعات بتعافي الاقتصاد الصيني في عام 2023
بقلم الصحفية الصينية وانغ مويي
تفشت جائحة كوفيد-19 منذ نهاية عام 2019، وحتى الآن مضي ثلاث سنوات، يظل تأثير الوباء على صحة الإنسان وأسلوب الحياة وحتى السياسة العالمية والاقتصاد العالمي، ويزيد حالة عدم اليقين من خلال بيئة معرضة بشكل متزايد للصراعات في العالم.. لكن العلاقات الصينية العربية لم تتأثر بالوباء في السنوات الأخيرة، بل تعززت هذه العلاقات باستمرار.. وخاصة عززتها زيارة الدولة للرئيس الصيني شي جين إلى المملكة العربية السعودية في أوائل ديسمبر الماضي، وانعقدت الدورة الأولي من قيمة القمة الصينية العربية بكل نجاح، الأمر الذي دفع العلاقات الصينية العربية إلى مستوى أعلى. فخلال ثلاث سنوات الماضية لم تتوقف من الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين الجانبين، بلغ حجم التجارة بين الصين والدول العربية 330 مليار دولار أميركي في عام 2021، وحصل هذا الرقم إلى أكثر من 319 مليار دولار أمريكي في الثلاثة أرباع الأولى من عام 2022، بزيادة 35.28% على أساس سنوي، ما يساوي قيمة حجم التجارة لعام 2021 بأكمله تقريبا.
تستمر الصين في تعديل سياستها للوقاية من الوباء وفقا للوضع المتغير للجائحة في نهج مخطط، وحسب آخر سياسة، ألغت الصين منذ أمس ٨ يناير الحجر الصحي واختبار الحمض النووي للقادمين من الخارج بعد وصولهم إلى الصين، وخففت القيود المفروضة على الرحلات الدولية، كما يستأنف المواطنون الصينيون الخروج إلى السفر تدريجيا، إن انفتاح الصين الأوسع إلى الخارج سيعزز تبادل الموظفين الصينيين والعرب بشكل متزايد..
باعتبار الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم وواحدة من أكبر الأسواق الاستهلاكية وشريكة تجارية رئيسية لجميع الاقتصادات تقريبا، فكلما اتسع انفتاح الصين على العالم بشكل أكبر، زادت استفادة الدول الأخرى منها من خلال التعاون الاقتصادي والتجاري، للصين سوق ضخمة جدا، وعدد كبير من سكان الطبقة المتوسطة مع قدرة شرائية عالية، فإن المزيد من الانفتاح للسوق والاقتصاد الصينيين سيعيد تنشيط سلاسل الصناعة والتوريد العالمية، وستستفيد الدول في جميع أنحاء العالم.
مع تعديل وتحسين لسياسات مكافحة كوفيد-19 في الصين منذ شهر ديسمبر، قد ظهرت في الصين موجة عدوى جديدة، لكن الوضع مثل معظم البلدان الأخرى، يتعافى الناس تدرجيا ويعود حياة الصينيين إلى طبيعتهم تدريجيا، ويبذل جميع المناطق في البلاد جهودا شاملة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي وتعزيز التنمية، حيث يعزز استئناف العمل والإنتاج لاستقبال السنة الجيدة. هناك الكثير من المسؤولين في الشركات من مقاطعات جيانغسو وتشجيانغ وسيتشوان وغيرها من المقاطعات والمدن الأخرى في جميع أنحاء البلاد يسافرون باستمرار إلى أوروبا وجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وأماكن أخرى للحصول على طلبيات. كما أدت الاستعادة التدريجية للإنتاج الطبيعي ولنظام الحياة العادي إلى زيادة ثقة الشركات في التنمية، واستعادت الصين حيويتها الديناميكية تدريجيا. وأظهرت إحصائيات شبكة السكك الحديدية وإدارة الطيران المدني ارتفاع عدد المسافرين في الصين بشكل كبير بمجرد الدخول في شهر ديسمبر.
فقد تؤثر تدابير الاستجابة الوبائية المحسنة للصين في النشاط الاقتصادي بشكل مؤقت على المدى القصير، لكن من المدى الطويل إنها ستدعم النمو لكامل العام.
يعتقد الخبراء الصينيون أن تشهد وتيرة التعافي الاقتصادي الصيني تسارعاً في النصف الأول من العام الجاري، وخاصة في الربع الثاني منه، عندما تعمل المزيد من المصانع على زيادة الإنتاج وإعادة فتح الشركات. من المتوقع أن يسجل نمو الناتج المحلي الإجمالي للصين للعام بأكمله أكثر من 5 في المائة على أساس سنوي. وستجدد الصين دعمها السياسي للنمو، والذي سيعمل بالتنسيق مع السياسات الحالية ويدفع نحو التعافي الاقتصادي الثابت.
بلا شك سيدفع الانتعاش الاقتصادي الصيني تعاونا وتبادلا بين الصين والدول العربية أيضا، في السنوات الثلاثة الماضية قد تعاونت الصين ودولة الإمارات في تطوير لقاح كوفيد-19 منذ تفشي الوباء، تعمل الصين والدول العربية أيضا على توسيع التعاون في مجال استكشاف الفضاء والطاقة الجديدة والبنية التحتية، وبادرت الدول العربية في السنوات الأخيرة تعميم واستخدام تكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات للشركات الصينية، وإجراء التعاون المعمق والواسع النطاق مع الصين في المجالات الناشئة مثل الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية. لدى الجانبين الصيني العربي رغبة مشتركة في تحقيق التنمية وتعزيز التعاون. في عام 2023 أعتقد هناك سيكون آفاق أوسع للتعاون بين الجانبين..