CGTN العربية/
الكثير من الكوارث تحدث في حياتنا دون معرفة أو إنذار مسبق. في الـ26 من ديسمبر من العام الماضي، استقبلت الطبيبة تشانغ جي شيان (54 عاما) زوجين مسنين تظهر عليهم أعراض الحمى والسعال. أظهرت نتيجة تشخيص الزوجين أن الأعراض التي كانا يعانيان منها مختلفة تماما عن أعراض الالتهابات الرئوية الفيروسية الأخرى، وبعد عدة أيام، ظهرت عدة حالات أعراض مماثلة. هذا ما جعل الطبيبة تشانغ، والتي كانت واحدة من الأطباء الذين شاركوا في أعمال العلاج لمكافحة الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس سارس(SARS) بسنة 2003، يقظة للغاية. ليدرك الجميع فيما بعد أن الطبيبة تشانغ هي أول طبيبة تنبه السلطات الطبية على ظهور فيروس كورونا الجديد.
منذ ظهور وباء كورونا الجديد، بدأت الصين بتطبيق تدابير المكافحة والوقاية بشكل أشمل وأكثر صرامة. في الـ20 من يناير الماضي وأثناء جولة تفقدية له في مقاطعة يوننان بجنوب الصين، طرح الرئيس شي جين بينغ توجيهات “الكشف المبكر والإبلاغ الفوري والحجر المبكر والعلاج الفوري” حول المكافحة والوقاية من الوباء، وكل تلك كانت وسائل مهمة لمحاربة الوباء. في الـ23 من يناير الماضي، قامت الصين “بإغلاق مدينة” ووهان التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 10 ملايين نسمة، وكل مخارجها وتعليق وسائل النقل العامة المؤدية إلى خارج المدينة، فكان هذا الإجراء غير مسبوق في تاريخها. ولكن، تم تطبيق تدابير الوقاية في مراحلة مبكرة، وذلك من أجل السيطرة على الوباء مبكرا.
بالنسبة لنظام الصحة العامة، كان هناك أولوية قصوى وهي تحسين قدرته على الرصد والإنذار المبكر في مرحلة مبكرة. وهي تجربة هامة للصين ساعدت في تحسين نظام التعامل مع الطوارئ الصحية. وفي السنوات الأخيرة، عملت الصين على تحسين قدرتها على منع تفشي الأوبئة، وأيضا القدرة على الاكتشاف والإنذار المبكر في مرحلة مبكرة. في عام 2015، بنت الصين أكبر منظومة للإبلاغ عبر الإنترنت عن تفشي الأوبئة وطوارئ الصحة العامة في العالم، مما يقصر المدة المتوسطة للإبلاغ إلى 4 ساعات.
إن تقوية بناء نظام الصحة العامة هو جزء مهم من أعمال ضمان وتحسين معيشة الشعب. وأشار تقرير أعمال الحكومة للعام الجاري إلى أن الصين تحتاج إلى إصلاحات منظومة الوقاية والسيطرة على الأمراض، وتعزيز القدرة على الوقاية من الأوبئة، وتحسين نظام الإبلاغ والإنذار منها… في الوقت الراهن، لم تتم السيطرة على كوفيد-19 بشكل كامل، وستبذل الصين أقصى جهودها للتغلب على الآثار السلبية التي جلبها فيروس كورونا الجديد وستواجه التحديات المنتظرة بكل شجاعة والتغلب عليها.