/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/
من الحلم الى الواقع.. أكثر من 40% من سيارات الركاب الجديدة في الصين تجهز بأنظمة المساعدة في القيادة
مع التطور السريع للتكنولوجيات الجديدة خلال السنوات الأخيرة، على غرار الذكاء الاصطناعي والجيل الخامس من الاتصالات والبيانات الضخمة، شهدت تكنولوجيا القيادة الذاتية تطبيقا أكثر في مجال النقل في الصين. وكانت وزارة النقل الصينية قد أصدرت مؤخرًا “المبادئ التوجيهية لسلامة النقل بالمركبات المستقلة (الخطة التجريبية)”، والتي تعد أول وثيقة رسمية تتعلّق باستخدام المركبات الذكية في عمليات النقل. مما يمهد الطريق لتكنولوجيا القيادة الذاتية في الصين، ويسرّع دخولها نحو التطبيق التجاري.
وشهدت الصناعات المتعلقة بالقيادة الذاتية وحجم السوق في الصين نموا سريعا خلال السنوات الماضية. حيث تم بناء 17 منطقة اختبار تجريبية على المستوى الوطني و7 مناطق تجريبية لإنترنت المركبات متوزعة على جميع أنحاء البلاد، بإجمالي أكثر من 22000 كيلومتر من طرق الاختبار المفتوحة، ومسافة اختبار تراكمية تزيد عن 70 مليون كيلومتر.
وأدخلت عدة مدن صينية، على غرار بكين وشانغهاي وقوانغتشو وشنتشن سياسات للسماح للمركبات ذاتية القيادة بالمشاركة في العمليات التجريبية التجارية للحافلات الحضرية والترام وسيارات الأجرة، إلى جانب التوزيع اللوجستي في بعض المناطق المحدّدة، مع توسيع نطاق استعمالها تدريجيا.
في منطقة شونيي ببكين، تزايد عدد مركبات التوصيل ذاتية القيادة ذات اللون الأصفر الزاهي في الشوارع. وقال مسؤول المعني إن مركبات التوصيل ذاتية القيادة التابعة لشركة ميتوان تقوم بتوصيل آلاف طلبات التوصيل اليومية في منطقة شونيي.
وفي منطقة التنمية الاقتصادية والتكنولوجية في مدينة ووهان، يمكن طلب سيارة ذاتية القيادة من خلال تطبيق يدعى لوبوا كواي باو”، بعد تحديد نقطة البداية والوجهة المقصودة. وبعد صعود السيّارة ما على الراكب سوى الضغط على زرّ “التأكيد” في الشاشة الخلفية، ثم تنطلق السيارة على مسارها المحدد. ويمكن لكاميرا عين السمكة وجهاز استشعار الليزر المثبتين على السطح أن يساعدا السيارة على تجنب العوائق بدقة وضبط سرعة السيارة تلقائيًا وفقًا لظروف الطريق. ووفقا للتقارير، تم وضع 300 سيارة ذاتية القيادة قيد الاستخدام في ووهان منذ أغسطس 2022، لخدمة ما يزيد عن 4 ملايين ساكن.
وفي الوقت الحالي، تنشط في المدن الصينية أكثر من 200 حافلة ذاتية القيادة، إضافة إلى أكثر من 1500 سيارة أجرة ذاتية القيادة، وحوالي 1000 شاحنة ذاتية القيادة. وقد تجاوز إجمالي عدد الأميال التي قطعتها اختبارات القيادة الذاتية لشركة “بايدو أبولو” 78 مليون كيلومتر، تغطي خدمات السفر في 10 مدن.
وتمثل السلامة الرهان الأساسي لتكنولوجيا القيادة الذاتية، وهو ما يفسّر استخدام كلمة “السلامة” في كل مكان من تقرير المبادئ التوجيهية المذكور سلفا. حيث وضعت المبادئ التوجيهية نظام سلامة يتطرّق إلى 6 جوانب، شملت نظام سلامة الإنتاج، وضمان سلامة النقل، وإدارة معلومات وضع التشغيل، ومراقبة ديناميكية السيارة، وتحذيرات السلامة، والاستجابة للطوارئ.
وعلى عكس السيّارات التقليدية، فقد حددت المبادئ التوجيهية طبيعة السائق المرافق للسيارة ذاتية القيادة على أنه “مسؤول سلامة”. في هذا الصدد، قال لي بين، نائب مدير معهد أبحاث علوم الطرق السريعة التابع لوزارة النقل، إن “المبادئ التوجيهية” قد أخذت في الاعتبار بشكل كامل الأنواع المختلفة من وسائل النقل المستقلة. وأولت قدرا كبيرا من الاهتمام إلى ومهارات ومتطلبات التأهيل لمسؤولي السلامة المشاركين في أنشطة أعمال النقل المختلفة حسب الفئة.
من جهة أخرى، أوضحت “المبادئ التوجيهية” سيناريوهات تطبيق المركبات ذاتية القيادة لخدمات النقل البري. حيث يمكن للحافلات والترام في المناطق الحضرية، نقل الركاب على الخطوط الثابتة والمغلقة كلّيا أو نسبيا. وبالنسبة لسيارات الأجرة ذاتية القيادة، فيمكنها نقل الركاب في سيناريوهات يكون فيها الوضع المروري جيد والسلامة المرورية قابلة للتحكم. لكنها منعت استعمال المركبات ذاتية القيادة في عمليات النقل البري للبضائع الخطرة.
تستفيد تكنولوجيا القيادة الذاتية من تحسن البيئة الصناعية، لتوسيع استخدامها في خدمات النقل. وقال وانغ شيانجين، نائب مدير أكاديمية العلوم بوزارة النقل، إن إصدار “المبادئ التوجيهية” قد عزز من فرص تطبيق القيادة الذاتية، كما أن وضع سقف للسلامة قد ترك مجالًا واسعًا للتطبيقات المبتكرة للقيادة الذاتية، ما من شأنه أن يوسع تطبيق تكنولوجيا القيادة الذاتية في مجال النقل.