و قد تميز هذا اللقاء الذي نظمته مؤسسة مفدي زكريا و قصر الثقافة الذي يحمل اسمه, تكريما لاسم بارز في ميدان الشعر الثوري, بمداخلات لجامعيين و شعراء و مع ابراز اعماله الشعرية.
في هذا الصدد, تطرق الجامعي, العمري بن قاسمية, في مداخلته الى شعر مفدي زكريا المستلهم من التراث الجزائري, مشيرا في مقاربة اكاديمية الى استعمال الفعل “الحاسم” و”المناسب” في العمل الشعري لمؤلف إليادة الجزائر و النشيد الوطني “قسما”.
من جانبه اوضح الاكاديمي, جلال الدين بن قاسمية, استاذ بجامعة البويرة, ان اشعار مفدي زكريا لازال لها تأثيرها من جيل الى جيل بفضل فعل “بليغ” و “قاطع”.
اما الشاعرين ابراهيم صديقي و صليحة خليفي, فقد تناولا في هذا اللقاء اعمالا تكريما لمفدي زكريا ايقونة الشعر الثوري الذي أسهم في عودة الوعي من أجل مكافحة الاستعمار.
للتذكير ان مفدي زكريا و اسمه الحقيقي الشيخ زكري, المولود ببني ايزغن, بغرداية, في سنة 1908, قد بدأ مشواره السياسي و الوطني في بداية سنوات 1930.
و كان للشاعر المناضل النشط في الحركة الوطنية, مسارا “حافلا” في عديد التشكيلات السياسية, سيما في حزب الشعب الجزائري وحركة انتصار الحريات الديمقراطية وجبهة التحرير الوطني.
و قد ترك مفدي زكريا, مؤلف اناشيد الثورة و النشيد الوطني “قسما”, اعمالا ادبية و شعرية كبيرة تعكس الواقع الجزائري و كفاحه من اجل الحرية و استعادة السيادة الوطنية.
توفي مفدي زكريا في 17 اغسطس 1977 بتونس, و دفن ببني ايزغن, مسقط راسه, و قد تم تخليد اسمه بإطلاق اسمه على عديد المؤسسات الثقافية و المباني العمومية, تخليدا لذكرى الشاعر و المجاهد الذي ترك بصمته في الحقل الادبي و السياسي الجزائري.