صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ البرتقال المصري الطازج، ومنتجات الورد السوري، وزيت الزيتون التونسي، والتمور السعودية … تزداد شعبية هذه المنتجات الخاصة من الدول العربية لدى المستهلكين الصينيين ويتزايد الطلب عليها يوما بعد يوم. وفي الوقت نفسه، يحظى الشاي والأرز والعسل والمنتجات الزراعية الصينية الأخرى بشعبية كبيرة في الدول العربية. وبحسب آخر الإحصاءات الصادرة عن وزارة التجارة الصينية، فقد زادت واردات الصين من المنتجات الزراعية من الشرق الأوسط في الربع الأول من العام الجاري بنسبة 12.9٪، وشكلت تجارة المنتجات الزراعية من الدول العربية نسبة متزايدة.
“سوق الصين الواسع يجلب لنا الفرص”
تشير الإحصائيات الأخيرة الصادرة عن إدارة الحجر الزراعي المصرية إلى تصدير حوالي 100 ألف طن من البرتقال الطازج إلى الصين هذا العام.
“سوق الصين الواسع يجلب لنا الفرص. في السنوات الأخيرة، تضاعفت صادرات البرتقال المصرية الى الصين، ومن المتوقع أن يستمر هذا الزخم.” قال محمود، رئيس شركة “سلسلة الفاكهة الطازجة “في مصر، إن البرتقال المصري لقي رواجا كبيرا من قبل المستهلكين الصينيين بعد وصوله الى الصين عام 2015، ويمكن شحن البرتقال المصري الحلو والعصير الى الصين من خلال النقل المبرد عن طريق البحر، في 22 يومًا فقط.
يحب المغاربة الشاي الأخضر بالنعناع، ومن أهم أنواع الشاي المستعمل، الشاي المستورد من الصين. ويعتبر المغرب أكبر مستورد للشاي الصيني، حيث يمثل حوالي 1/5 من إجمالي صادرات الشاي الصينية. واجتذب سوق استهلاك الشاي الضخم أيضًا بعض الشركات الصينية للاستثمار في المغرب بإنشاء مصانع وتطوير علامات تجارية خاصة بها وفي نفس الوقت خلق فرص عمل محلية. وقال السفير المغربي لدى الصين عزيز مكوار: “الشاي من السلع الأساسية المتداولة بين المغرب والصين، ويرمز إلى العلاقة القوية بين البلدين”.
وقال جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي بكلية الزراعة بجامعة القاهرة:” إن المنتجات الزراعية الفريدة والمتميزة لكلا الجانبين تتمتع بدرجة معينة من التكامل في التبادل التجاري والاقتصادي الزراعي، وعلى وجه الخصوص، يوفر السوق الصيني مساحة واسعة للصادرات الزراعية العربية لكسب النقد الأجنبي، كما يمكننا أيضًا الاعتماد على الصين لمواصلة استكشاف الأسواق في الدول الآسيوية الأخرى، والاستمرار في تعزيز القدرة التنافسية للمنتجات الزراعية العربية في جميع أنحاء العالم.”
“لقد استفدنا كثيرًا من تعميق التعاون في مجال التكنولوجيا الزراعية”
تغطي الصحراء 82% من مساحة أراضي موريتانيا، وخلال موسم الجفاف الطويل، لا تستطيع المراعي المتصحرة تلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية للماشية والأغنام والإبل وغيرها من المواشي. ومنذ عام 2017، وصل خبراء التكنولوجيا الزراعية الصينيون إلى موريتانيا وتم اكتشاف مجموعة من اللوائح الفنية للتحكم في المياه والأسمدة وإدارة الحقول في ظل ظروف التربة المتصحرة في المنطقة الساخنة، وتحقيق زراعة المحاصيل العلفية على نطاق واسع في الصحراء الكبرى. واليوم، تم تعزيز هذا الإنجاز وتطبيقه في العديد من المزارع في موريتانيا.
وفي نهاية العام الماضي، أصدر الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني، أمرا خاصا بإصدار شهادة لخبير المركز النموذجي للتقنية الزراعية الصيني رين شيويشان ومنحه “وسام المساهمة الوطنية”. ولا يزال المزيد والمزيد من المزارعين المحليين والرعاة وأصحاب الأعمال يزورون المركز ويتعلمون التجارب الصينية.
في السنوات الأخيرة، دخلت الكثير من التقنيات الزراعية الصينية الحديثة إلى البلدان العربية، مما ساهم في تعزيز التنمية الزراعية المحلية. على سبيل المثال، ترويج تقنية نقل أجنة الأبقار الحلوب في موريتانيا، وإجراء تجربة وعرض بذور نباتية في وادي نهر الأردن، وزراعة “أرز البحر” في صحراء الإمارات العربية المتحدة، وتعزيز تقنيات الري الذكي وتوفير المياه في مصر وعمان … وتتوافق تقنيات مكافحة التصحر والزراعة الخضراء وتربية الحيوانات الحديثة وغيرها من التكنولوجيا الصينية بشكل كبير مع احتياجات الدول العربية. وبناءً على الممارسات المحلية، لخص الخبراء الصينيون الأساليب العملية والفعالة، وعقدوا دورات تدريبية متنوعة في مجال التكنولوجيا الزراعية لتنمية المواهب المحلية.
“يتمتع الخبراء الصينيون بخبرة كبيرة في مكافحة الأمراض والآفات الحشرية وإزالة الأعشاب الضارة، وهي أفضل من التقنيات التي استخدمناها في الماضي. وفقًا للأساليب التي يدرسها الخبراء الصينيون، اختفت أمراض البطاطس وآفات الحشرات بشكل أساسي. ولقد أفادنا كثيرًا تعميق التعاون التكنولوجي الزراعي.” حسب خالد سليمان رئيس شركة خالد الأردنية.
وبنفس الشعور، قال محمد بنشين رئيس جمعية التعاون المغربي ـ الصيني، إن تكنولوجيا الآلات الزراعية في الصين متقدمة نسبيًا. ولدى المغرب والصين العديد من الفرص للتعاون في تحسين التربة، وتكنولوجيا توفير المياه، وإدخال تنوع المحاصيل، والزراعة العضوية، وتجارة الآلات الزراعية الصغيرة. “لدينا حماس وتطلعات كبيرة للتعاون الثنائي في مجال التكنولوجيا الزراعية “.
“تعزيز التعاون الزراعي بين الجانبين لتحقيق المزيد من النتائج”
“لقد تم تنفيذ إنجازاتنا التكنولوجية في مناطق جافة نموذجية مثل عمان والإمارات ومصر والكويت ، وتم تنفيذ وتطبيقات واسعة النطاق. بالإضافة إلى ذلك، استلمنا دعوات من العديد من الدول العربية “. قال صن تشاو جون، عميد كلية الموارد والبيئة، بجامعة نينغشيا في حديثه لمراسل صحيفة الشعب اليومية، إنه في السنوات الخمس الماضية، سافر هو وفريقه أكثر من 20 رحلة بين الصين والدول العربية، وسار إلى الحقول المحلية، وروج لتكنولوجيا الري التكميلية الموفرة للمياه بالطاقة الشمسية والرياح المتطورة في الصين، وحقق فوائد اقتصادية واجتماعية جيدة.
في السنوات الأخيرة، تعمق التعاون التكنولوجي الزراعي الصيني العربي بشكل مستمر. وتم إنشاء عدد من وكالات التعاون متعدد الأطراف بين الصين والدول العربية بما في ذلك المركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا والمركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا الزراعية، وتم إنشاء 8 مراكز ثنائية لنقل التكنولوجيا بما في ذلك جامعة الدول العربية والمملكة العربية السعودية والأردن وعمان ومصر واحدة تلو الأخرى. كما تم تنفيذ بسلاسة لمشاريع التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا الزراعية في مجالات إنترنت الأشياء الزراعية والتحكم الذكي الأخضر وتوفير المياه.
أنشأ المركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا الزراعية، الذي أُنشئ في نينغشيا في عام 2015 مراكز فرعية خارجية في الأردن وموريتانيا ودول أخرى لتعزيز التبادلات والتعاون في الإدارة والتكنولوجيا الزراعية. وفي فرع الأردن، دخلت بذور الخضروات من نينغشيا إلى 12 دولة ومنطقة في الشرق الأوسط وأفريقيا من خلال عرض وتعزيز زراعة بذور الخضروات.
وفي السودان، بفضل مساعدة التكنولوجيا الصينية، قفز محصول القطن لكل مو من 50 – 70 كيلوغرامًا إلى 200 – 300 كيلوغرام، مما أعطى المزارعين المحليين في السودان طعمًا للحلاوة.
وقال صن تشاو جون، إن الصين والدول العربية تتمتعا بمزايا تكميلية، وقد تم الاعتراف بتجربة الصين في التنمية الزراعية محليًا. ومع التقدم المستمر في البناء المشترك لـ “الحزام والطريق”، ستدخل المزيد من الشركات والتقنيات الزراعية الصينية الدول العربية، وستقوم الصين والدول العربية بتعاون متبادل المنفعة ومربح للجانبين في الزراعة.