CGTN العربية*
جرت يوم الاثنين (16 مارس) مكالمة هاتفية بين عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني مدير مكتب اللجنة المركزية للشؤون الخارجية يانغ جيه تشي، ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، حيث أشار يانغ إلى أن بعض الساسة الأمريكيين يواصلون تشويه سمعة الصين وجهودها للوقاية من فيروس كورونا المستجد والسيطرة عليه، الأمر الذي أثار استياء شديدا لدى الشعب الصيني، مؤكدا ضرورة أن يصحح الجانب الأمريكي خطأه ويوقف توجيه التهم الباطلة إلى الصين، مشددا على أن أي محاولة لتشويه سمعة الصين لن تنجح أبدا وأن أي عمل يضر بالمصالح الصينية سيقابل برد قوي من الجانب الصيني.
وقال متحدث باسم الخارجية الصينية اليوم الثلاثاء، في معرض رده على سؤال حول وصف الرئيس الأمريكي فيروس كورونا الجديد بـ”الفيروس الصيني”، إن هذه تسمية مسيئة إلى الصين، وتعبر الصين عن استيائها الشديد لها وتعارضها بحزم، مشيرا إلى أن منظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي يعارضان بوضوح ربط الفيروس بدولة أو منطقة بعينها، مؤكدا أنه يجب على الولايات المتحدة إتقان أمورها الخاصة أولا وأداء دور بناء في التعاون الدولي لمواجهة الوباء والحفاظ على الصحة العامة العالمية.
يعد هذا إنذارا نادرا وصارما من الجانب الصيني للجانب الأمريكي منذ اندلاع الوباء حيث أثار اهتمام المجتمع الدولي البالغ. ويمكن أن نفهم غضب الجانب الصيني حيث قدم الشعب الصيني تضحيات كبيرة خلال أكثر من شهر مضى وبنى خط الدفاع الأول لجهود العالم في الوقاية من الوباء والسيطرة عليه ونال الاعترف المشترك لدى المجتمع الدولي. ولكن لم يركز بعض الأمريكيين اهتماماتهم على أعمال الوقاية والسيطرة عليها ويأخذون أعمال مكافحة الوباء كأداة لتحريض التمييز العنصري والهجوم الجيوليوسياسي لمحاولة تحميل الصين مسؤولية تفشي الوباء ولإعاقة جهود العالم في مكافحة الوباء والتنمية والسلام في العالم.
وقد سمي وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مرات كثيرة فيروس كورونا الجديد بـ”فيروس ووهان” وقد استخدم الزعيم الأمريكي الأعلى منه مصطلح “الفيروس الصيني” في مواقع التواصل الاجتماعي بشكل معلن الأمر الذي أدهش العالم. وتخالف أعمالهم مبادئ العلم والعقلانية وتخالف مبدأ منظمة الصحة العالمية المتمثلة في عدم ربط أي دولة أو منطقة معينة بتسمية الفيروس وكل جهودهم تهدف إلقاء مسؤولية تفشي الوباء على الآخرين في ظل الرعب والقلق أمام الفيروس.
من ناحية، اتهمت الولايات المتحدة بعدم اتخاذ إجراءات الوقاية الكافية من الوباء ومكافحته، ومن ناحية أخرى، استمرت سوق الأسهم والاقتصاد التي تهتم به الولايات المتحدة في التراجع. وفي مواجهة الأزمة، أصبح التكهن بما يسمى “الفيروس الصيني” والرمى بالمسؤولية على الصين خيارا مذعورا لبعض السياسيين في الولايات المتحدة. ولكن هذه الخدعة الصغيرة اكتشفها المجتمع الدولي منذ فترة طويلة.
مع استمرار الكشف عن مشكلة الوقاية من الوباء والسيطرة عليه في الولايات المتحدة، فإن السياسيين الأمريكيين “يسكبون” المياه القذرة إلى الصين بشكل يائس، وربما يكون لديهم غرض أعمق، أي التستر على حقيقة مصدر الفيروس. تشير الدلائل المتزايدة في الأيام الأخيرة إلى أن أصل فيروس كورونا الجديد قد يكون في الولايات المتحدة. على وجه الخصوص، اعترف روبرت ريدفيلد، مدير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، مؤخرا أن بعض المرضى الذين ماتوا بسبب الإنفلونزا في الفترة الماضية ربما ماتوا بالفعل بسبب الإصابة بفيروس كورونا الجديد، وأكد كذلك التكهنات بأن الفيروس جاء من الولايات المتحدة.
في الوقت الحالي ما زال وضع الوقاية من الوباء والسيطرة عليه معقدا وحرجا، وقد تجاوز العدد المؤكد للمصابين بفيروس كورونا الجديد في الدول والمناطق الأخرى في العالم عددالحالات في الصين يوم الاثنين (16 مارس) خاصة أن الدول الأوروبية والأمريكية أصبحت منطقة خطيرة وأصبح تعاون مكافحة الوباء في المجتمع الدولي مهمة حرجة. وفي هذا الوقت المهم تصبح التصرفات غير المسؤولة وأنانية بعض السياسيين الأمريكان قوة مدمرة لتعاون مكافحة الفيروس في المجتمع الدولي تحول إلى فيروس سياسي يتعين القضاء عليه فورا.
وننصح بعض السياسيين الأمريكان على توضيح الوضع وقراءة التحذير الصارم من الجانب الصيني بجدية وعدم انتقاص عزم الجانب الصيني لحماية السمعة والمصالح الوطنية، ومن أين جاء الفيروس؟ وستجيبنا البحوث العلمية.