إذاعة الصين الدولية أونلاين*
واصل القادة الأمريكيون مرارًا وتكرارًا تسمية فيروس كورونا الجديد بـ”فيروس الصين” خلال إدلائهم بتصريحات حول مواجهة وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا (كوفيد-19) لأيام عديدة متتالية، ما تعرض لانتقادات واسعة من قبل الرأي العام المحلي الأمريكي والمجتمع الدولي نظرا لعنصرية المصطلح. وتماشيا مع ظهور مزيد من الثغرات في الوقاية من المرض المعدي والسيطرة عليه داخل الأراضي الأمريكية، وجد الناس أن السياسيين الأمريكيين لم يفعلوا أي شيء مفيد في الحد من تفشي الفيروس.
وشهد وضع انتشار الوباء في الولايات المتحدة تصعيدا حادا في 11 مارس الجاري، وعلى هذه الخلفية، قال القادة الأمريكيون إنهم سيتخذون “أكثر الإجراءات نشاطًا وشمولًا ضد الفيروسات الأجنبية في التاريخ الحديث”. وعندما سُئل عن كيفية التقييم الذاتي لأدائه في مواجهة وباء الالتهاب الرئوي في الـ16 من هذا الشهر، أعطى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب 10 نقاط من الدرجة المثالية لنفسه دون تردد.
لكن الوضع ما زال يشهد تطورا في الاتجاه المعاكس لما قال الساسة البارزين، وظهر مرضى الالتهاب الرئوي الناتج عن فيروس كورونا الجديد في جميع الولايات الخمسين والعاصمة واشنطن… وعلى الرغم من التخفيضات المستمرة في أسعار الفائدة واعتماد سياسات التخفيف الكمي، فمن الواضح أن المستثمرين ليسوا لديهم ثقة كافية بشأن تدابير الحكومة الأمريكية للاستجابة ضد الوباء، وانخفضت الأسهم الأمريكية بشكل حاد حتى توقف تداول الأسهم لأربع مرات متتالية في غضون ثمانية أيام، ما أثار قلقا حقا لدى الرئيس الأمريكي الذي اعتبر دائمًا أداء سوق الأسهم بمثابة إنجازاته السياسية الرئيسية، لأن ذلك مرتبط مباشرة بالأصوات في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وهذا يبرهن على منطق قاس للمبادئ الأمريكية في الوقاية من الوباء والسيطرة عليهوالمتمثلةفي أن رأس المال أهم من الحياة!
ومن أجل التستر على قدرات الاستجابة الضعيفة لتفشي الفيروس، وطمس اهتمام الناس، وتحويل ضغط الرأي العام إلى الآخرين، لجأت الولايات المتحدة إلى اختراق الحد الأدنى الأخلاقي وتعزيز جهودها لتشويه سمعة الصين.
إن التنصل من المسؤولية للآخرين والتفاخر بنفسه ليسا وصفة طبية صحيحة للولايات المتحدة في مكافحة تفشي الوباء، ولا تسهم الكلمات العنصرية وكراهية الأجانب في التعامل مع أزمات الصحة العامة للمجتمع الدولي. وأمام كوفيد-19 باعتباره عدوا مشتركا للبشرية جمعاء، حان الوقت للسياسيين الأمريكيين للقيام بشيء مفيد لصالح حماية صحة الناس.