إذاعة الصين الدولية أونلاين*
تزامناً مع إطلاق بعض الساسة الأمريكيين اسم “الفيروس الصيني” أو “فيروس ووهان” على فيروس كورونا الجديد، يروج بعض الغربيين، الآن، شائعات مفادها أن المنتجات المصنوعة في الصين “مسممة” وتحمل فيروس كورونا الجديد، محرضين على مقاطعتها.وهذه الشائعات المضحكة، مثلها مثل التصرفات العنصرية وتسييس حالة الوباء، تهدف إلى توجيه الاتهامات إلى الصين ومحاولة إلحاق وصمة عار بسمعتها الدولية، وإثارة الخلافات بينها وبين الدول الأخرى، سعياً وراء مصالح شخصية.
إن منظمة الصحة العالمية أكدت بوضوح على موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت، منذ وقت طويل، أن فيروس كورونا الجديد لا ينتقل عبر المنتجات المصنوعة في الصين أو في الدول المتأثرة بالوباء، وقال الخبراء إن أي مادة سواء كانت بلاستيكية أو صلبة لن تكون وسيلة لتفشي الفيروس، إذا طبقت تدابير الوقاية والتطهير الضرورية. لقد تفشى الفيروس في أكثر من 180 دولة أو منطقة في العالم حالياً، ووفقاً لمنطق هذه الشائعات المزعومة، فإن كل المنتجات ليست بمعزل عن مهاجمة الفيروس، فكيف يجري إذن تقديم المساعدات ومكافحة الوباء؟ والكل يعرف أن الصين عانت نقصاً هائلاً في الإمدادات واللوازم الدوائية والطبية وقت تفشى الفيروس فيها، رغم أنها أكبر دولة منتجة للبدلات الطبية الواقية الطبية والكمامات في العالم، وبعد تحسن أعمال مكافحة الوباء، استأنفت الصناعات المعنية إنتاجها بصورة شاملة، فوفرت للأسواق كميات كبيرة من مستلزمات الوقاية، وهي تستطيع، على سبيل المثال، إنتاج 116 مليون كمامة وقناع يومياً، في الوقت الحالي، بزيادة 12 ضعفاً عما كان عليه الحال قبل تفشي الوباء.
وعلى أساس فكرة مجتمع المصير المشترك للبشرية وتحمل مسؤوليتها كدولة كبيرة، تعمل الصين على تقديم مساعدات العلاج الطبي إلى الخارج بقدر الإمكان، بشرط سد الحاجات المحلية لمنع انتشار الوباء والسيطرة عليه أولاً. ووفقا للإحصائيات، قدمت الصين أو تقدم الآن مواد العلاج الطبي إلى عشرات الدول والمنظمات الإقليمية المحتاجة، بما فيها باكستان وإيران وجمهورية كوريا واليابان وإيطاليا والاتحاد الإفريقي وغيرها. وإذا روج البعض الشائعات حول تسمم المنتجات الصينية، فيجب عليهم- كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية مؤخرا- “ألا يلبسوا الأقنعة والبدلات الواقية المصنوعة في الصين، وألا يستخدموا أجهزة التنفس المصدرة من الصين، لتجنب الإصابة بالفيروس”.
لقد قال أندرو كومو حاكم ولاية نيويورك الأمريكية “المنطقة المتضررة بشدة”، مؤخرًا، إن الولاية قد تحتاج إلى 30.000 جهاز تنفس صناعي، مشيراً إلى توفر خمسة أو ستة آلاف فقط، مضيفاً أن هناك ترتيبات لشراء الأجهزة من الصين، لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحًا. وكتب ستيفن س. روتش، وهو باحث أول في جامعة ييل الأمريكية، مؤخرًا، إذا تضافرت جهود الصين والولايات المتحدة في محاربة الوباء، فيمكن للولايات المتحدة شراء الإمدادات الطبية التي تحتاجها بشدة من الصين، ويمكنها بالتالي إنقاذ حياة العديد من الأمريكيين في الوقت المناسب.
لكن السؤال هو، هل ينصت بعض السياسيين الأمريكيين إلى هذه النصيحة؟ فمن وزير التجارة الأمريكي، الذي أدلى بتصريحات سخيفة في نهاية شهر يناير، قال فيها إن الفيروس سيساعد على تسريع تدفق الوظائف في أمريكا الشمالية، إلى مدير لجنة التجارة الوطنية بالبيت الأبيض، الذي أوحى إلى الإدارة الأمريكية باستخدام الأوامر الإدارية لنقل سلاسل الإمدادات الطبية من الصين ودول أخرى إلى الولايات المتحدة، يخطط بعض السياسيين الأمريكيين لاستخدام الوباء في تشجيع “الفصل” بين الدول وتعزيز سياساتهم الأحادية والمعادية للعولمة، بالإضافة إلى هدف آخر، يتمثل في خلق نزاع بين الصين والعالم الخارجي، وكبح وتيرة التعاون المشترك بينهما. في السنوات الأخيرة، واصلت الصين تعميق الإصلاح والانفتاح، وخلق فرص تنموية ضخمة للعديد من البلدان، وأكد الرئيس شي جين بينغ، في محادثاته مع الزعماء والقادة الأجانب، أن بلاده مستعدة لتبادل خبراتها في مجال الوقاية والسيطرة والعلاج مع منظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي دون أي تحفظات.
إن التعاون هو الخيار الوحيد للبشرية في مواجهة هذا العدو المشترك، والذين يرون العالم من خلال نظرة “فيروسية” لا يدركون في الواقع أنهم “مسمومون”، وأن الشائعات السخيفة التي اختلقوها أصبحت أضحوكة دولية .