صحيفة الشعب اليومية أونلاين/
يتمثل جوهر النزاع الصيني ـ الأمريكي في رغبة الولايات المتحدة في احتواء الصين، ونية الأخيرة في إطلاق المزيد من حيوية المجتمع بأكمله، والمشاركة بنشاط أكبر في عملية العولمة. كما أن الاحتواء الأمريكي بالنسبة للصين يعني مخاطر أكبر للأمن القومي، وعليه، فإن تعزيز قيادة الحزب وتوطيد الوحدة السياسية هو أساس انتصار الصين وكسر الاحتواء، وبدون هذا لا يوجد أساس لجميع المواضيع. وفي الوقت نفسه، لا ينبغي على الصين أن تعتمد على القلق الاستباقي في حماية أمنها القومي، والذي قد يؤدي الى الإفراط في الوقاية والانكماش، وإنما ينبغي أن تؤمن بأن الاستمرار في الإصلاح والانفتاح لتقوية الصين هو أساس تحقيق أمنها وازدهارها.
الحقيقة الأساسية هي أن إدارة ترامب لا تمثل الولايات المتحدة بأكملها، والولايات المتحدة لا تمثل العالم بأكمله. وإن حشد واشنطن حلفائها لمناهضة الصين سيواجه حتمًا مقاومة لا نهاية لها، لأنها تنتهك مصالح الكثير من الناس والقوى والبلاد. وطالما أن سياسة الانفتاح في الصين تسير بشكل أفضل، فإن العوامل المذكورة أعلاه سوف تتلاقى تدريجياً وتشكل مقاومة لسياسة واشنطن الراديكالية المناهضة للصين.
كما أن الصين ليست دولة صغيرة أو متوسطة الحجم يمكن احتوائها بسهولة، وإنما دولة تتمتع بحجم السوق على قدم المساواة مع الولايات المتحدة، ولها جاذبية في العالم لا يمكن احتوائها. وطالما أن الصين تقيس بشكل صحيح ولا تقع في الفخ الذي صممته الولايات المتحدة، فإن نفوذ الصين من الانفتاح أكثر بكثير من احتواء أمريكا لها. وينبغي على الصين أن يكون لديها الثقة الكاملة في هذا، حيث أن الثقة كافية سوف يجعلها أكثر هدوءًا وتصميمًا في العمل.
إن توسيع الانفتاح على العالم الخارجي ليس مجرد إعلان سياسي، بل هو عمل حقيقي، وهذا له معنيين: ـ
أولا، توسيع الانفتاح على العالم الخارجي هو طلب الصين الداخلي للتقدم المستمر ومصدر هام لقوة الإصلاح. وطالما كان الاصلاح والانفتاح في الصين متشابك، ما أنتج عنه العديد من الضغوطات والتنوير في نفس الوقت. وإن الانفتاح على العالم الخارجي ينبغي أن يكون مدعومًا بالانفتاح الداخلي، وستصبح بعض أساليب الإدارة بطبيعة الحال هدف الإصلاح لأنه من الصعب التكيف مع الانفتاح.
ولتوسيع الانفتاح على العالم الخارجي، يحتاج المجتمع الصيني أيضًا إلى تشجيع التحرر المستمر للعقول، والحفاظ على ليونة المجتمع الشعبي، بحيث يمكن حماية حقوق الشعب بشكل أكبر، وعدم فقدان إدارة المجتمع الشعبي الصيني في مجالات الإنصاف والعدالة للعالم الخارجي. وخلاف ذلك، فإن ثقة الصين الاجتماعية سوف تسوء، لذا فإن الانفتاح على العالم الخارجي ليس مجرد فتح الباب، بل هي عملية مستمرة في التحسين والتحدي.
ثانيا، انفتاح الصين على العالم الخارجي يجب أن يكون مفيدًا للطرفين، وتحتاج الصين إلى التعزيز المستمر لشعور الدول الأجنبية بالمكاسب من التفاعلات مع الصين، وهذا هو المفتاح. ولتحقيق ذلك، يجب على الصين أن تطبق تدريجياً المعاملة الوطنية للشركات الأجنبية، ويجب أن تستمر في تقليص القائمة السلبية التي تعكس مستوى انفتاح الصين على الاستثمار الأجنبي، ويجب أن تستمر زيادة شفافية الإدارة. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يستمر حجم السوق الصيني في التوسع بالفعل، بما يتماشى مع توقعات العالم للصين.
يجب أن نكون واضحين أن الإصلاح والانفتاح هو سياسة وطنية طويلة الأجل للصين، والتي لا يمكن أن تهتز تحت أي ظرف من الظروف، ولا يمكن أن تكون شعارًا، ويجب أن تحافظ على محتوى حقيقي للغاية في كل فترة. وكلما واجهنا تحديات أكبر، كلما كان التزام الصين بهذه السياسة الوطنية أكثر واقعية.
إن التصدي لاحتواء الولايات المتحدة، بحاجة الى مواصلة الصين في توسيع الانفتاح على العالم الخارجي، بالرغم من الصعوبات غير المسبوقة التي قد تواجهها في ظل استمرار البيئة في التعقيد. وأن الرد على الولايات المتحدة بالمثل وبنفس الوسيلة يجعل الصين تشعر بمشاعر نفسية أفضل، ومع ذلك، يجب الانتباه إلى استراتيجية محاربة الولايات المتحدة، ليس الانفتاح على الدول الأخرى في العالم فحسب، وإنما عدم التخلي على الانفتاح على الولايات المتحدة أيضا. وهذه هي الصعوبة الحقيقية في هذا الصراع.
إن الصين كبيرة لدرجة أنه لا يمكن لأحد أن يمنعها طالما مستمرة في تحقيق نجاحات في إطار الانفتاح. ومن هذا المعنى، فإن مستقبل الصين في يدها بالفعل، والنصر سيكون حليفها في النهاية