إذاعة الصين الدولية أونلاين/
في اللحظة الحرجة التي لا يزال فيها عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد(كوفيد-19) في الولايات المتحدة والعالم مرتفعا، وبدلا من تكريس الجهود لمحاربة الوباء، يصر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو على مهاجمة الصين، حيث اتهم المبادرات الصينية لمساعدة أفريقيا بأنها “وعود فارغة”، في إشارة إلى مخرجات القمة الاستثنائية للتضامن الصيني الأفريقي في مكافحة الوباء.
إن الشعوب الأفريقية يعرفون منذ زمن طويل من هو الصديق الحقيقي للقارة السمراء ومن هو الذي يعتاد على إعطاء وعود فارغة للدول الأفريقية.
سارعت الصين إلى مد أيدي العون إلى الدول الإفريقية المتضررة بعد ظهور فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في القارة السمراء، حيث تبرعت بكميات كبيرة من المواد الطبية والوقائية لـ50 دولة إفريقية والاتحاد الإفريقي، وأرسلت فرقاً من الخبراء المختصين إلى 11 دولة إفريقية، وأجرت أكثر من 30 جلسة تبادل بين الخبراء الصينيين ونظرائهم الأفارقة عن بعد، وأقامت ما يقارب 400 دورة للتدريبات المعنية، إضافة إلى قيام 46 فريقاً طبياً صينيا مقيماً في الدول الإفريقية بأعمال مكافحة كوفيد-19 بصورة نشطة.
وخلال القمة الصينية-الإفريقية الاستثنائية للتعاون في مكافحة كوفيد-19 التي انعقدت مؤخراً، أكد الرئيس شي جين بينغ على أهمية بناء مستقبل صحي مشترك صيني-إفريقي ومجتمع صيني – إفريقي أوثق للمصير المشترك، حيث أعلن شي عن سلسلة من المبادرات الصينية التي تحتوي على التعهد بأن تكون البلدان الإفريقية من أوائل المستفيدين من اللقاح الصيني ضد كوفيد-19 بعد إتمام تطويره، وإلغاء الديون المستحقة حتى نهاية عام 2020 عن الدول الإفريقية المعنية في إطار منتدى التعاون الصيني-الإفريقي.
ومع ذلك، في قاموس السياسيين الوقحين مثل بومبيو، لا توجد كلمات مثل صداقة، ومسؤولية، ما يوجد فيه مجرد كلمات مليئة بألوان الحرب الباردة وتفكير الهيمنة مثل تحيزات أيديولوجية، ومصالح جيوسياسية وما إلى ذلك. تجاهل هذا الشخص الحقائق، وخلط الحق بالباطل، وأدلى بتصريحات غير مسؤولة حول التعاون الصيني الأفريقي، ولم يدخر أي جهد لتعكير صفو العلاقات الصينية الأفريقية وتقويض الصداقة الصينية الأفريقية، لكنه لم يهتم بمكافحة بلاده للوباء. هذا أمر مؤسف في حق الشعب الأمريكي.
في الواقع ، لقد رأى المجتمع الدولي، بما في ذلك الشعوب الأفريقية ، منذ فترة طويلة أن أولئك الذين كتبوا شيكات فارغة، وقاموا بالتسلط والتمييز العنصري كانوا سياسيين أمريكيين بالضبط مثل بومبيو. لم يعتبرهؤلاء الأشخاص إفريقيا شريكًا متساوًا أبدًا ولم يهتموا أبدًا برفاهية الشعوب الأفريقية، بل استخدموا إفريقيا كأداة للحفاظ على الهيمنة الأمريكية.
منذ اندلاع جائحة كورونا تحدث بومبيو الكذاب مرات عديدة عن تقديم مساعدات للمجتمع الدولي لمكافحة الوباء، ولكن كشفت وكالة آي بي الأمريكية أن أكثر من 20 منظمة دولية بعثت رسائل للحكومة الأمريكية قالت فيها إن المساعدات الإنسانية الأمريكية التي وصلت بالفعل إلى الجبهة الأمامية لمكافحة الوباء قليلة جدا حتى أنها تكاد تنعدم.
إن الجانبين الإفريقي والصيني صديقان ومن زملاء المعركة أيضا ولا يوجد أي شيئ يستطيع تغيير أو تدمير العلاقات الودية بينهما، والنصيحة الوحيدة لبومبيو هو أن يركز قوته على كيفية مواجهة الوباء في الولايات المتحدة ويفكر في كيفية مساعدة الدول الإفريقية على أرض الواقع.