CGTN العربية/
لطالما اعتبر السياسيون الأمريكيون أنفسهم “مدافعين عن الديمقراطية”، زاعمين أنهم يحتلون أعلى نقطة في “منارة الديمقراطية” وحريصون على ترويج “الديمقراطية الأمريكية” في أنحاء العالم، وإشعال النيران وتحريض المواجهة العنيفة في كل مكان. تعكس الفوضى في الولايات المتحدة اليوم المحنة في “منارة الديمقراطية” وتنذر بانهيار “المنارة”.
في 6 يناير بالتوقيت المحلي، اجتمع مجلسا الكونغرس الأمريكي لفرز الأصوات الانتخابية للولايات في الانتخابات الرئاسية. وهو ما أثار احتجاجات ومظاهرات واسعة النطاق، مما تسبب في حالات من الفوضى وإراقة الدماء التي صدمت العالم. مات 4 أشخاص للأسف في الصراع، وفي ظل أعمال الشغب، من النادر أن تفرض واشنطن حظر التجول.
علقت وكالة “روسيا اليوم” بأن الولايات المتحدة جربت أخيرا في هذا اليوم ما يسمى بـ”الديمقراطية” في خارجها. لم يعد من الممكن تفسير هذا المشهد في مبنى الكابيتول الأمريكي من خلال “صراع قصير النظر بين الحزبين”. إنه في الواقع “الإفلاس الأخلاقي الكامل للمؤسسة السياسية والإعلامية الأمريكية بأكملها”.
“الديمقراطية الأمريكية” باعتبارها جزء مهما من “القوة الناعمة” للولايات المتحدة، كانت دائما أداة مهمة للولايات المتحدة لإدارة صورتها العالمية و”سلاحا حادا” لتصدير القيم الأمريكية والسعي إلى الهيمنة العالمية. إلا أن هذه الجولة من الانتخابات هي بمثابة فحص بأشعة X، تظهر المحنة في “منارة الديمقراطية”. الولايات المتحدة، التي طالما أعربت عن “مخاوفها” بشأن الظروف الديمقراطية للدول الأخرى، أصبحت الآن موضوعا “مقلقا” بسبب صعوبات داخل أمريكا وخارجها.
يصادف هذا العام الذكرى السنوية العاشرة لاندلاع توابع “الربيع العربي”. بتدخل من الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، أطاحت احتجاجات الشوارع بالعديد من الحكومات في غرب آسيا وشمال إفريقيا. لكن توابع “الربيع العربي” لم تجلب الربيع لدول المنطقة، بل أصبحت مثالا سلبيا آخر لـ”الديمقراطية الأمريكية” التي روجتها الولايات المتحدة عالميا. اكتشفت معظم الشعوب العربية التي عانت من توابع “الربيع العربي” أن ما يسمى بـ”الديمقراطية الأمريكية” لم تخلق حياة جديدة، بل أسفرت عن كوارث ومعاناة بلا نهاية.
أصدرت مجموعة أوراسيا وهي شركة استشارات سياسية مشهورة عالميا، مؤخرا تقريرا تحت عنوان “أهم عشر مخاطر في العالم في عام 2021″، حيث صنفت “أمريكا الممزقة” أولا، قائلة إن “القوة العظمى الممزقة ستكون مشكلة الجميع”. عندما تتهم الولايات المتحدة دولا أخرى بـ”الافتقار إلى الديمقراطية” وتستخدم ذلك كذريعة لفرض عقوبات أو اطاحة النظام أو حتى القيام بضربات عسكرية، ينبغي عليها أن تلقي نظرة فاحصة على وضع نفسها وتتوقف عن إثارة المشاكل للعالم.