اذاعة الصين الدولية أونلاين*
في الوقت الحاضر، ينتشر وباء كورونا الجديد في العديد من الأماكن حول العالم، وأعلنت عشرات البلدان حالة الطوارئ. ويحتاج المجتمع الدولي بشكل عاجل إلى تعزيز التعاون لمواجهة الوباء. ومع ذلك، فإن الحمائية والأنانية لبعض السياسيين الأمريكيين تقوض جهود التعاون الدولي لمكافحة الفيروس.
قبل بضعة أيام ، ذكرت شبكة سي بي إس الأمريكية أنه في إطار ما يسمى بخطة “اشتر المنتجات الأمريكية”، يدفع بيتر نافارو، مدير لجنة التجارة الوطنية بالبيت الأبيض، القادة الأمريكيين لتقديم أوامر إدارية تسهل نقل سلاسل الإمدادات الطبية من دول أخرى إلى الولايات المتحدة لتقليل الاعتماد على الدول الأجنبية.
اقتراح نافارو ليس مفاجئًا. فقبل أن يتولى منصبه الحالي، كان معروفًا بنشر عدة كتب متشددةفيموقفها المعارض والعدائيتجاه الصين. ذكرت مجلة أتلانتيك مونث أنه “بسبب مواقف نافار الشاذة، فإن جميع الخبراء تقريبا في الشؤون الاقتصادية والتجارية والآسيوية في واشنطن ليسوا أصدقاءه”.
السياسيون يحتاجون دائمًا إلى الشعور بالوجود. مستفيدًا من الوباء الحالي، يحاول نافارو، الذي يعتنق العقيدة الحمائية، مواصلة ترويج وجهات نظره الاقتصادية الغريبة لقادة الولايات المتحدة باسم “الأمن القومي”. وهذا لا يخلو من الروح الإنسانية فحسب، بل يكشف أيضًا عن افتقار نافارو إلى المنطق الاقتصادي الأساسي.
تتشكل سلسلة الامداد العالمية على أساس ما تتميز بها الدو المختلفة من الموارد والمزايا النسبيةونتيجةلاختيار المؤسسات وقواعد الأسواق لمدة طويلة وإذا أجبرت الولايات المتحدة على إعادة سلسلة صناعات المواد الطبية إليها من خلال وسائل إدارية وسياسية سيؤديذلك إلى خسائر لكل منمصالح المؤسسات و الفعالية الانتاجية. ومن الواضح أنّ حل بيتر نافارو خطأ كبير.وقد أعرب الكثير من الخبراء الاقتصاديين والماليين الأمريكيين عن قلقهم إزاء هذه التحركات مؤكدين أنّ خطة “اشترالسلع الأمريكية” قد تضر بتدفقالأدوية والامدادات الطبيةبين الدولوينبغي تعزيز التعاون وليس محاصرة المواد المهمة في حديقة ذات سياج كبير.ومن سوء الحظأنّ محاولة أمريكية أخرى قد تزيد هذا القلق. فقد أفادت صحيفة نيويورك تايمزأنّ الحكومة الأمريكية تحاول إقناع الشركة الألمانية التي تعمل حاليا على تطوير لقاح فيروس كورونا المستجد بنقل بحوثها المعنية إلى الولايات المتحدة حيث أوردت إحدى وسائل الإعلام الألمانيةأنّ الحكومة الأمريكية مستعدة لشراء حق حصري لهذا اللقاح بمليار دولار أمريكي لأنّ الزعيم الأمريكي يأمل في أنّ يخدم هذا اللقاح فقط الولايات المتحدة.
جاء في نبأ آخر لصحيفة واشنطن بوست أنوزير الداخلية الألماني ورست لورينز زيهوفر طلب منه تأكيد نية الحكومة الأمريكية هذهوقال إنه علم من الأعضاء الحكوميين الآخرين أن الأمر حقيقي، وانتقدتوسائل الإعلام الألمانية قائلة إن الخطة الأمريكية أظهرت الملامح القبيحة لواشنطن تجاه العالم.
وذكر موقع صحيفة جارديان البريطانيةعلى الانترنت أن بعض القادة المشاركين في قمة الفيديو لمجموعة الـ20 أخبروا الزعيم الأمريكي أنه لا بد للشركات الطبية منتنسيق جهودهالبحوث لقاح فيروس كورونا المستجد بدلا من تقديم المنتجات لدولة واحدة، وقال رئيسالمجلس الأوروبيتشارلس ميتشيل: عبرنا عن رغبتنا السياسية الشديدة ونرى أن التعاونفي بحوث اللقاح والعلاج مهم جدا.
إن الوقاية من تفشي الوباء والسيطرة عليه كمرآةتعكسمسؤوليات الدول المختلفة. عقدت الصين واليابان وكوريا الجنوبية يوم الجمعة (20 مارس) اجتماع فيديو لوزراء الخارجية لبحثفيروس كورونا الجديد، في إطارالتضامن والتعاون الدولي للتغلب على الصعوبات الحالية.لكن ما فعلهبعض السياسيين في بعض الدول الكبرىيتعارض تماما مع التعاون الدولي والروح الإنسانية.
نأمل في أن يكون لدى بعض السياسيين الأمريكيين المزيد من الاحترام والخوف من القوانين الموضوعية والضمير الأخلاقي، وإلا فإن شعار “جعل الولايات المتحدة عظيمة مرة أخرى” سيصبح مجردأضحوكة عاملية!