إذاعة الصين الدولية أونلاين/- … زار الرئيس الصيني شي جين بينغ، رفقة الرئيس التنفيذي لمنطقة ماكاو الإدارية الخاصة، تسوي ساي أون صباح الخميس(19 ديسمبر)، مجمع منصة خدمات التعاون التجاري بين الصين والبلدان الناطقة بالبرتغالية في جولة تفقدية.
وسيوفر هذا المجمع الذي تم إنشاؤه حديثًا خدمات وتسهيلات للتعاون الودي بين الصين والدول الناطقة بالبرتغالية، وهو نموذج مصغر لاتجاه اقتصاد ماكاو إلى التنوع المعتدل بدلا من الاعتماد على صناعة القمار.
ومنذ عودة ماكاو إلى الوطن الأم، وخاصة بعد افتتاح صناعة القمار بماكاو في عام 2002، حقق الاقتصاد تقدماً كبيراً، ومع ذلك، وفي الوقت نفسه، بدأت مخاطر الهيكل الاقتصادي الواحد تظهر أيضًا.
وعلى سبيل المثال، في عام 2014، انخفض إجمالي إيرادات صناعة القمار في ماكاو للمرة الأولى منذ أكثر من عقد، وفي ذلك العام، تقلص الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.4٪ عن عام 2013، ويرجع ذلك أساسًا إلى انخفاض صادرات خدمات القمار بنسبة بلغت 7.9٪، وهو ما يدل على أن الاعتماد الكبير على تصدير خدمات القمار يشكل خطرا على اقتصاد ماكاو، وأن التنويع المعتدل هو الحل الطويل الأجل.
بعد سنوات عديد من الجهود قد تشكل الهيكل التعددي المناسب لاقتصاد ماكاو بشكل أساسي، وحسب تقرير أصدرته حكومة منطقة ماكاو الإدار مؤخرا فإن اجمالي القيمة الإضافية لصناعات المؤتمرات والمعارض والمالية والطب التقليدي الصيني والثقافة ارتفع بنسبة 36.5 بالمئة في عام 2018 بالمقارنة مع عام 2015 مما ضخ حيوية جديدة للتنمية الاقتصادية في ماكاو.
وقد وجدت ماكاو طريقا تنمويا يتفق مع ظروفها الخاصة، إن مساحة ماكاو محدودة والكثافة السكانية مرتفعة لكنها تمتلك منشآت وخدمات متكاملة مثل الفنادق والمأكولات والترفيه والعروض الفنية والمجمعات الاستهلاكية، ما قدم ظروفا لماكاو لبناء المركز السياحي العالمي وتطوير السياحة، وفي نفس الوقت تعتمد ماكاو على منتدى التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول الناطقة بالبرتغالية وتسعى لبناء منصة خدمات التعاون التجاري بين الصين والدول الناطقة بالبرتغالية، ليتوسع فضاء التنمية الاقتصادية باستمرار.
فيما يتعلق باختيار الصناعات المناسبة،
تركز حكومة منطقة ماكاو على تشجيع الصناعات مثل المؤتمرات والمعارض والإبداع الثقافي والطب الصيني التقليدي والخدمات المالية المتميزة.
ووفقًا لتقرير أصدرته الرابطة الدولية للمؤتمرات في مايو من هذا العام، فقد احتلت ماكاو المرتبة ال71 في المدن العالمية والمرتبة ال17 في مدن آسيا والمحيط الهادئ في عام 2018. وهذا لا ينفصل عن صناعة الفنادق المتقدمة والبنية التحتية الحديثة في ماكاو.
في الوقت نفسه، تواصل ماكاو استغلال ميزاتها التكنولوجية في تنويع الاقتصاد. وتوجد الآن أربعة مختبرات وطنية رئيسية في ماكاو تعمل على تشجيع الأبحاث في مجالات الإلكترونيات الدقيقة، وجودة الطب الصيني التقليدي، وإنترنت الأشياء في المدن الذكية، وعلوم القمر والكواكب.
إن الأهم هو أنّ ماكاو تشارك وتندمج في الوضع العام لتنمية البلاد وتعتبر ذلك طريقة مهمة لتنويع التنمية الاقتصادية. وتتمتع ماكاو بتاريخ التبادل الثقافي بين الصين والغرب منذ أكثر من 400 سنة وتشارك بشكل إيجابي في بناء “الحزام والطريق” وتلعب دور نقطة الارتباط.
وقد اختار “منهج تخطيط التنمية لمنطقة خليج قوانغدونغ – هونغ كونغ – ماكاو الكبرى ” الصادر هذا العام ماكاو كإحدى المدن الرئيسية الأربعة في منطقة الخليج الكبرى وأوضح اتجاه التطور في ماكاو وهي:
بناء مركز عالمي للسياحة والترفيه، ومنصة خدمات للتعاون التجاري بين الصين والدول الناطقة باللغة البرتغالية، وقاعدة التبادل والتعاون بين الثقافة الصينية والثقافات الأخرى. وكل هذا سيعطي لماكاو فرص نادرة لمواصلة توسيع فضاء التنمية المتنوعة لاقتصادها.
وقد أثبتت الحقائق أنّ طريقة التنمية المتنوعة والمستدامة لاقتصاد ماكاو فعالة وزادت الصلابة الاقتصادية وقوة دافعة للتنمية. واليوم تعمل الصين على زيادة تعميق الإصلاح وتوسيع الانفتاح وتشارك ماكاو بشكل أكثر نشاطا في الوضع العام للتنمية في البلاد وتبادر إلى الاندماج فيه وتعمل على اعداد نقاط نمو جديدة وتحسين الهيكل الاقتصادي، الأمر الذي سيدفع بلا شك تحقيق نتائج جديدة في التنمية الاقتصادية المستدامة والمتنوعة.