عادت أمريكا، هذا الشعار يتردد قبل نحو نصف عام منذ دخول جو بايدن البيت الأبيض كرئيس. هل عادت تلك الولايات المتحدة المكرسة لتحسين العلاقات عبر المحيط الأطلسي؟ ربما، لكن من المؤكد أن الولايات المتحدة التي خلقت من لا شيء وقامت بتسييس الوباء، عادت.
كان أصل فيروس كورونا الجديد خطا فاصلا سياسيا في الانتخابات الأمريكية العام الماضي. فمعظم الناس الذين يعتقدون أن الفيروس هو من مصدر طبيعي ويمتثلون للوائح التباعد الاجتماعي يدعمون جو بايدن، أما أولئك الذين يعتقدون أن الفيروس مصنوع في المختبر ولا يريدون ارتداء الأقنعة فيدعمون ترامب. في الواقع، هذا الخط هو أيضا الخط الفاصل بين العلم ومناهض للذكاء.
الوضع يتغير من حين إلى آخر وكان في الانتخابات العامة، سخر الديمقراطيون من “نظرية المؤامرة” لدونالد ترامب بأن “الفيروس ينبع من مختبر صيني”. لكن اليوم، عادت إدارة بايدن إلى تبني “نظريات المؤامرة”.
في الواقع، يمكن أن نفهم أن تلك الولايات المتحدة التي كانت تلقي باللوم وتوصم الفيروس وتسيسه ها هنا ولم تغادر أبدا.
في مارس من هذا العام، أصدرت منظمة الصحة العالمية تقرير البحث المشترك بين الصين ومنظمة الصحة العالمية حول إمكانية تتبع فيروس كورونا الجديد، حيث أوضح الاستنتاج بأنه من غير المحتمل أبدا أن يكون الفيروس قد تسرب من المختبر. وقد أعد هذا الإستنتاج أكثر من 30 من كبار الخبراء في مختلف المجالات حول العالم ولديه تمثيل على نطاق واسع ومهنية للغاية لا شك فيها.
كما في المقالات التي نشرتها العديد من وسائل الإعلام الغربية السائدة في الأيام الأخيرة، على الرغم من أنها قد لا تكون ودودة مع الصين، لكنها أشارت جميعها إلى حقيقة أن نظرية “التسرب المختبري” الحالية ليس لها من دليل يدعمها.