/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/
على شاطئ بحر بوهاي، توجد محطة “ذكية خالية من الانبعاثات الكربونية” بميناء تيانجين، تتحرك ما يقرب من 100 روبوتات نقل مدعومة بالذكاء الاصطناعي ذهابا وإيابا، وتحقق أرقام قياسية جديدة في حجم مناولة البضائع باستمرار مسترشدة بنظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية بيدو.
أما في القناة الواقعة في اتجاه المجرى السفلي لنهر اليانغتسي على عمق 12.5 متراً في مدينة نانجينغ، فيمكن للسفن التي تدخل سياجاً جغرافياً إلكترونياً أن تتلقى بسرعة معلومات الخدمة في الوقت الفعلي بفضل نظام التعريف الآلي، ما أدى إلى تحسين سلامة الملاحة بشكل كبير.
وفي المياه الساحلية قبالة تشانجيانغ بمقاطعة قوانغدونغ، أبحرت السفينة غير المأهولة “وينجيانغ” آلاف الأميال من الأنهار الداخلية إلى البحر لإجراء اختبارات وتطبيقات المسح البحري. وبتجهيزها بأنظمة اتصال منخفضة الاستتار وأنظمة تحديد المواقع عالية الدقة، لم تتنقل السفينة بشكل مستقل فحسب، بل نقلت أيضًا البيانات في الوقت الفعلي، مما وسع سيناريوهات التطبيق للسفن غير المأهولة.
ومع التشغيل الآلي بالكامل لمحطات الشحن، والارتفاع السريع في إدارة الممرات المائية الرقمية، والملاحة المستقلة للسفن الذكية، أصبحت “الحكمة” سمة مهمة للتنمية عالية الجودة للشحن البحري في الصين.
إن الموانئ الذكية تتطور بسرعة في مختلف أنحاء الصين. واليوم تحتل الصين مكانة رائدة على مستوى العالم في محطات الحاويات الآلية العاملة والقيد الإنشاء. وقد أتقنت البلاد التقنيات الرئيسية لسلسة التصميم والبناء بأكملها بالإضافة إلى تصنيع المعدات وتكامل الأنظمة والإدارة التشغيلية. كما تحتل الصين مركزاً متقدماً على المستوى الدولي من حيث حجم التطبيق الإجمالي والمستوى التكنولوجي. وفي الوقت نفسه، تتسارع وتيرة أتمتة محطات الشحن السائب الجاف. فقد نجح ميناء تشينهوانغداو وميناء هوانغهوا وميناء تشينغداو وميناء نينغبو تشوشان وميناء تشانغجياجانغ في تحقيق الأتمتة الكاملة لمناولة الشحن السائب الجاف، والتحول نحو العمليات الذكية غير المأهولة.
وتستمر الممرات المائية الذكية في التوسع. حيث تغطي الخرائط الملاحية الإلكترونية الآن أكثر من 5700 كيلومتر من الممرات المائية على مستوى البلاد، مع تغطية كاملة للقناة الرئيسية لنهر اليانغتسي. كما يتزايد تطبيق منصات الاستخلاص الإلكتروني عن البضائع للحاويات المستوردة والسلع السائبة عن طريق البحر.
لقد تم تحقيق اختراقات كبيرة في تطوير السفن الذكية. حيث نجحت الصين في تطوير تقنيات رئيسية للملاحة الذكية، بما في ذلك قدرة السفن على الاستشعار واتخاذ القرارات، مع بعض المؤشرات الرائدة عالميًا. وقد أدت هذه التطورات إلى سلسلة من الإنجازات، بما في ذلك سفينة تشيفاي المجهزة بمجموعة كاملة من أنظمة الملاحة الذكية، وأكثر من 10 سفن ذاتية القيادة، وأكثر من 1000 سفينة تطبق التقنيات الذكية. وقد جلبت هذه التطورات فوائد اقتصادية واجتماعية كبيرة.
وقال مسؤول بوزارة النقل الصينية: “حاليًا، تعمل جولة جديدة من الثورة التكنولوجية والتحول الصناعي على إعادة تشكيل صناعة الشحن العالمية، وخلق قوى دافعة جديدة ومزايا تنافسية.” وأوضح أنه من المهم الحفاظ على نهج منسق لتعزيز الترقيات النظامية، وتسريع التنمية الشاملة في الموانئ الذكية، والممرات المائية الذكية، والسفن الذكية، وخدمات الشحن الذكية، من أجل تعزيز القدرات الرقمية والذكية بشكل مستمر عبر جميع العناصر وسلسلة صناعة الشحن بأكملها.
لا تعد صناعة النقل البحري داعما مهما للدورة الاقتصادية فحسب، بل هي أيضا نافذة لمراقبة العمليات الاقتصادية. إن التطور السريع للشحن الذكي لا يوضح القوة المتزايدة لصناعة الشحن في الصين فحسب، بل يعكس أيضًا الحيوية المتدفقة عبر الصين. فمنذ بداية هذا العام، استمرت الإنتاجية في العديد من الموانئ في الصين في النمو.
من يناير إلى يونيو، تعامل ميناء نينغبو تشوشان مع 708 ملايين طن من البضائع، بزيادة 4.2 في المائة على أساس سنوي، وعالج أكثر من 519.16 مليون وحدة مكافئة بزيادة 8.4 في المائة عن العام الماضي. وخلال نفس الفترة، حقق ميناء هوانغهوا، مركز الصادرات الأساسي لاستراتيجية “نقل الفحم من الغرب إلى الشرق ونقل الفحم من الشمال إلى الجنوب” في الصين، إنتاجية شحن بلغت 179 مليون طن، بزيادة 12.04 في المائة على أساس سنوي.
وقال نفس المسؤول: “في العام الماضي، اقترب حجم الشحن البحري الدولي للصين مما يقرب من ثلث الشحن البحري العالمي، ما عزز دور البلاد باعتبارها الركيزة الأساسية في الشحن الدولي.” كما أضاف قائلا بأنه منذ بداية هذا العام، استمر النقل المائي في التطور بوتيرة سريعة نسبيًا. وقد سجلت كل من محور الخوانق الثلاثة على نهر اليانغتسي، ومحور تشانغتشو على نهر شيجيانغ، وقناة بكين-هانغتشو الكبرى أرقامًا قياسية جديدة لمرور السفن بها، كما تحسنت القدرة والكفاءة في نقل المواد الرئيسية والحاويات الدولية بشكل أكبر. وفي الوقت نفسه، تسارعت وتيرة عدد من المشاريع الكبرى. فقد بدأ مشروع محطة الحاويات في منطقة العمليات الشمالية لمنطقة ميناء شياويانغشان في شنغهاي في البناء على البر والبحر، كما بدأ العمل على طول الطريق الكامل لمشروع قناة بينغلو. ومن شأن هذا النمو في كل من حجم وجودة صناعة الشحن أن يوفر دعما قويا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.