*شبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية/
محمد هارون*
كان يوماً من أيام السبت، حين أجتمعت ثلّة مُتآلفة ومُتحابة من الطلبة الاردنيين الدارسين في جامعات مدينة (ووهان) الصينية ومنطقتها، إلى جانب حضور مُمثِّل سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة الاردنية الهاشمية، ومُمَثلين عن الفضائية الصينية العربيةCGTN ووكالة أنباء شينخوا الرسمية الصينية، بالإضافة الى الأكاديمي مروان سوداح، الذي يشغل منصب رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، الذي يقوم بدور عالمي واسع في تعريف الاردنيين والعرب والعَجم على الصين، منذ أكثر من نصف قرن من الزمان.
يومها في ذلك السبت، حين كان الجميع في المملكة الأردنية الهاشمية يقضون ساعات طويلة في سُبات عميق؛ أو في التسليم لمتطلبات الراحة بعيداً عن أيام اسبوع عمل مضني؛ أُقيم نشاط متميز ومنظم على شكل إجتماع تداولي وتضامني واستطلاعي وتوجيهي لأُمور ووقائع وأحوال وحوليات الصين والعلاقات الأردنية الصينية، وضمنها الطلابية، وبالأخص في مسيرة التضامن المطلق والأصيل مع الصين وقيادتها الحزبية والحكومية الفذة وشعبها الصديق والذكي، في مواجهة فايروس كورونا الذي صار يتقهقر بتصميم الصين وشعبها البطل، ولم يَعد يُشكل خطراً مميتاً، بعدما نالت الصين من جوهره وكبحت تخليقاته واستهدافاته للبشرية برمتها، وليس منطقة الصين الكبرى لوحدها فحسب.
لأول مرة يلتئم اجتماع في العاصمة الأُردنية عمّان، في أروقة (شركة محمد هارون) العريقة للتجارة في حقل الالكترونيات، هدفه ومراميه التضامن مع الصين لإبراز دور الأردن والأردنيين في شد أزر الصينيين ومُحبيهم وأصدقائهم، ليكونوا رجلاً واحداً مشدودة أزره في هذه المواجهة الشاملة التي تعني: أن البشرية يجب ان تضع خلافاتها السياسية جانباً، لأجل تعظيم مشتركاتها فهي الأهم في مواجهة فايروس يَستهدف جميع البشر وكل الدول، فهذا الفايروس وكارثته يَختبر مدى تآخي البشرية في المُلمات والتحديات؛ التي يستخدمها بعض أصحاب الأجندات اللاإنسانية؛ مِمَن هم مهووسون بفبركة شائعات، تلبية لنقائص يُعانون منها، أو للقيام بدور بطولة مشروم ومُفرّغ من معانيه وزخمه وصِدقه، يودّون القيام به على حساب أمن البشرية وقضايا تضامنها الإنساني الذي يتم اليوم اختباره على مستوى العالم أجمع وبضخٍ صيني لتعظيم منسوب الإنسانية والتضامن الإنساني العام والدولي.
من الضروري التأكيد، أن اجتماعنا التضامني مع الصين؛ كطلبة دارسين في جامعاتها وكمواطنين أردنيين، قد رفع شعار (أيها الصين نحن لك ومعك)، وجرى ترتيبه في خضم التضامن الأُردني العام رسمياً وشعبياً مع قيادة الصين والدولة الصينية وشعبها، وعلى رأس المتضامنين الأردنيين جلالة مليكنا عبدالله الثاني المُعظم، الذي سبق وأرسل لفخامة الرئيس الصيني/ السيد شي جينبينغ، رسالة تضامنية.
في (إييوو) الصينية أشتهر في كل أنحاء العالم مواطنون أردنيون تبرعوا من المنحة الشهرية الأكاديمية لكل منهم بما مجموعه 10000 قفاز، و5000 كمامة لمكافحة فيروس كورونا الجديد. وفي هذا الصدد، وبتاريخ الرابع من فبراير/ شباط 2020م، أشارت جريدة (الشعب) الصينية الأوسع انتشار في الصين، إلى أن أربعة أردنيين دلفوا إلى مكتب تابع لإدارة الأمن العام في (ييوو)، بمقاطعة تشجيانغ، مُعلنين على الملأ عن نيتهم غير المسبوقة والشريفة بالتبرع للشعب الصيني الصديق، وأحدهم وإسمه محمود، وكان أحد المتبرعين، قال محمود إنه يعيش في (ييوو) منذ سنوات، وبعد علمه بالوباء، اشترى مع أصدقائه الأردنيين قفازات وكمامات متاحة وضروريات يومية، وقام بتقديمها إلى رجال الشرطة الصينيين العاملين في (مكتب الدخول والخروج التابع لإدارة الأمن العام في ييوو ومحاربي الجبهة الأولى لمقاومة فيروس كورونا الجديد). وأردف محمود قائلاً وهو رابط الجأش وواضح الهدف: “إنهم يعملون كل يوم، ليلاً ونهاراً، للسيطرة على الوباء ولحمايتنا منه.. هم متعبون، ونحن متأثرون بهم”. كما أعرب محمود عن ثقته بالصين في المعركة ضد فيروس كورونا الجديد.
وختمت (الشعب) الصينية بقولها، (يُذكر، أن الأردنيين في ييوو قدّموا أيضاً التبرعات التلقائية بمبلغ 126000 يوان، بحسب الاحصائيات غير الكاملة لجمعية الصليب الأحمر).
يُشار، حسب وسائل الإعلام العربي والصيني، إلى أن مدينة (اييو) تُعتبر إحدى المدن التجارية الرئيسية في الصين، ويَقطنها أكثر من 500 تاجر أُردني.
من ناحية أخرى، لا بد هنا من التنويه هنا إلى الخبر الموسع الذي نشرته (الشعب) الصينية في 18 ديسمبر 2018م، وتناول دور الصين في دعم الأردن طبياً، إذ سبق أن سلّمت سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى الأردن، مركز الملكة علياء لأمراض وجراحة القلب في مدينة الحسين الطبية في عمّان، أجهزة طبية كتبرع.
و في هذا الصدد، قال سفير الصين لدى الأردن سعادة السيد (بان ويفانغ)، خلال حفل تسليم للأجهزة الطبية، بحضور مدير عام الخدمات الطبية الملكية اللواء سعد جابر، إننا نقّدر الخدمة الطبية التي تقدم في مدينة الحسين الطبية للشعب الأردني وسمعتها الكبيرة على مستوى الشرق الأوسط، والتي تضم مراكز وفرقاً علاجية متخصصة في مختلف المجالات.
وأضاف: “نحن نتطلع لمزيد من التعاون مع الخدمات الطبية الملكية في مجالات التدريب والتعليم الطبي وتبادل الخبرات والكفاءات فيما بيننا لنرتقي بهذه الخدمة إلى الأفضل”.
بدوره، قال مدير عام الخدمات الطبية الملكية خلال الحفل إن مدينة الحسين الطبية شهدت نقلات نوعية ومراحل تطوير مختلفة منذ تأسيسها، وإننا ندشن مرحلة جديدة من مراحل التطور والارتقاء بالخدمات الطبية المقدمة لمرضانا.
وأشار جابر إلى أن المرحلة تشهد تعاونا وشراكة مثمرة مع السفارة الصينية بتبرعهم بأجهزة ستساعد كوادرنا على تقديم أفضل رعاية طبية وعلاجية وتشخيصية لمراجعي مركز الملكة علياء لأمراض وجراحة القلب.
ويأتي تبرع السفارة الصينية تأكيدا لاستمرار علاقات التعاون الاستراتيجي بين بكين وعمّان لا سيّما في المجالات الطبية.
ـ في اللقاء التضامني الأردني الصيني، تم تنظّيم اجتماع لممثلي الطالبات والطلبة الأردنيين ، وتحدث خلاله السيد جودت الكساسبة، رئيس لجنة الطلاب الأردنيين في مدينة (ووهان)، حاثاً الطلبة إلى مزيد من التضامن مع الصين والصينيين، ومُعلناً أنهم يعتبرون أنفسهم على أرض الصين وفي ضيافتها، جزءاً من الشعب الصيني المِقدام في العمل كتفاً إلى كتف مع الصينيين لاجتثاث الوباء، ولأجل إظهار حقيقة العمل الصيني العلمي والتقني المتطور وانضباطية الشعب الصيني في عملية مكافحة الوباء، والذي عَرض على العالم أجمع مَثلاً يُحتذى لم يسبق له مثيل في التاريخ المكتوب، بحيث عمل كل الصينيين في مَسربٍ واحد مدروس ومخطّط ، مَكنّهم وقف تقدّم الفايروس، وإرغامه على الانحسارالتدريجي وصولاً الى التخلص منه.
ـ واستطرد السيد الكساسبة في كلمته، أنه وزملائه الطلبة يُعبّرون عن تضامنهم الموصول مع الصين، ووجه رسالة صمود وتضامن مع الصين قيادة وحكومة وشعباً، ورفع شكره لجامعة الصين لعلوم الأرض وجميع جامعات مدينة ووهان “على كل ما تم تقديمه من مساعدات أثناء وجودهم فيها خلال تفشي الفايروس”، وقدّم “رسالة صمود للشعب الصيني والحكومة الصينية، قائلاً: نحن على ثقة عالية أن الصين سوف تتعدى هذه الأزمة في أقرب وقت.. وتمنى الشفاء العاجل لجميع المصابين بالفايروس.
ـ السيد/ الطالب محمد زغول، أدلى بتصرح باللغة الصينية للتلفزيون الصيني أشار فيه إلى الإجراءات الدقيقة والمثمرة للحد من الفايروس والتي اتخذتها الحكومة الصينية بشهادة من المنظمات الصحية الدولية، وإتّساقاً مع معايير اللوائح الصحية الدولية، وتوصيات منظمة الصحة العالمية، ومن الشواهد على ذلك، توظيف عدد ضخم من الفرق الطبية الصينية لمحاربة الفايروس، ومشيداً بالشعب الصيني الذي يتحلى بأخلاقيات التفاني والاحترافية والحس العالي بالمسؤولية، وعَبَّرَ عن تضامنه مع الصين الصديقة، وبيّن أن الواقع الصيني المُعاش يؤكد أن الصين سوف تنتصر على هذا الفايروس.. وأن (ووهان) ستنتصر، وأشار إلى ثقة الكاملة بالصين حكومة وشعباً، متمنياً الشفاء العاجل لجميع مرضى الفايروس، إذ أن الجهود الصينية الخضمة والهادفة ستُثمر قريباً عن نتائج إيجابية جُلّها تجفيف المرض، بعدما شهدت الصين انخفاضاً واضحاً في حالات الإصابة “المؤكدة”.
ورفع السيد الزغول في تصريحه شعار: (الصين ووهان نحن معكم).. ومُعلياً صمود الصين وقوتها الضاربة وحِكمة قيادتها وشعبها المتّحد في المُلّماتِ الجِسامِ.
ـ من جانبها، استعرضت السيدة/ الطالبة هيفاء الدباغ وجودها في (ووهان)، وقالت: “كنت أُقيم في سكن الجامعة، في الوقت الذي انتشر فيه الفايروس، وحينها كان من المسموح به للطلبة الخروج من السكن لشراء الطعام، وفي داخل السكن كانت تتوافر الكمّامات وقوارير المياه، وكان الطاقم التدريسي في الجامعة على تواصل دائم مع الطلبة، ليطمئنوا عليهم”. وأكدت “أن السكن هو جد آمن”، وكشفت أيضاً: “أيضاً كنا نقوم بتنظيف الغرف باستمرار للحفاظ على نظافة مُثلى”.
ووجهت هيفاء الدباغ كلمة صداقة ومحبة للصين والصينيين قائلة: “نحن نؤمن أن الصين ستعود للوقف بسرعة كالمارد، وأكدت من خلال تجربتها العملية في الصين: الصين لا تستسلم.. الصين هي دولتنا الثانية.. ومن الواجب أن نتضامن معها والوقوف إلى جانبها.. أنا معها لأنني درست فيها الماجستير في هانجو، ودرست سنة اللغة في لياوتشانغ، والآن أدرس الدكتوراة في ووهان”؛ وختمت بقولها: “نشتاق فعلاً للصين ونتمنى العودة إليها بأسرع وقت”.
ـ ونوّهت السيدة/ فرح مبارك، وهي طالبة ماجستير في جامعة ووهان، أنها تدرس تخصص العلاقات الدولية، وتخرجت من كلية اللغات الأجنبية/ قسم اللغة الصينية في الجامعة الاردنية، ثم حصلت على منحة من معهد كونفوشيوس لدراسة اللغة الصينية في الصين، لمدة سنة. وأشارت مبارك، إلى أنها “وبعد عودتها إلى الأردن، حصلت على منحة من الحكومة الصينية، وتم قبولها في جامعة ووهان.. وقالت، أنها وأثناء تلقيها علومها في الصين، سمعت عن انتشار فايروس كورونا، وزادت: “حينها كانت الجامعة تهتم بنا وتقدم لنا الكمامات والطعام لكي لا نخرج من السكن، لذلك لم أشعر بالخوف.. لأن الصينيين أولونا اهتمامهم الجيد.. واستطردت: :أتمنى أن تنتصر الصين ضد هذا الفايروس في أقرب وقت ممكن.. وعلى الرغم من أنني الأن في الأردن، ألا أن قلبي ما يزال في ووهان.. لدي ثقة بالحكومة الصينية للتغلب على هذا الوباء والصين هي دولة عظمى، وأن الفايروس ليس بقادر على إضعاف إقتصاد الصين وعلاقاتها الخارجية.. والصين تستطيع التغلب على هذه المحنة، وأن تصبح أقوى من قبل.. نتمنى لجميع المصابين الشفاء العاجل”.
وشهد اللقاء التضامني إجراء لقاءات صحفية مع الطلبة، من جانب الفضائية الصينية العربية/CGTN/، ومُمَثِل وكالة أنباء “شينخوا” في الاردن، وقد تم عرض اللقاء على شاشة فضائية/CA TV/ التي تبث من دولة الإمارات العربية المتحدة.
*أيها الصين: (نحن منكِ ومعكِِ ولك.. عقلٌ واحد.. ولسانٌ واحد.. ويدٌ واحدة).
#محمدهارون: إعلامي أردني، وصديق مُقرّب من #الاتحادالدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء #الصين.
*التدقيق اللغوي والتحرير الصحفي: أ. مروان سوداح. *المراجعة والنشر: عبد القادر خليل
مادة مهمة جدا ليس للتوثيق فحسب،’ إنما أيضا لأجل عرض الفعاليات الأردنية التضامنية مع الصين بمواجهة فايروس كورونا وتأكيدا لوقوف الشعب الأردني إلى جانب الصين والقيادة الصينية في اتخاذها القرارات الصائبة ضد الفايروس ولتجفيفه ومساندة دول العالم للتخلص منه.. وهو بالتالي تخلص من حرب جرثومة دولية تشن ضد دول الممانعة وتلك المتمسكة بالاستقلالية المستهدفة ضرب اقتصاداتها وتفويض أركانها السياسية والاقتصادية ومواقعها النهضوية..
اتمنى للصين العظيمة ان تستعيد عافيتها و قوتها المعهودة، و كلي ثقة بقدرة الصين، شاكرا لك استاذ محمد هارون هذه الكلمات اامعبرة
مقال رائع واتمنى الشفاء العاجل لجميع المصابين
اشكر للاخ الكبير الرئيس مروان سوداح واشكر جميع من قام بهذا التعليق الطيب
شكرا استاذ هارون للطفك
اشكرك يافرح
تأمل من الطلبة الذين ورد ذكرهم في مقالة “تضامناً أردنياً مع صين شي جينبينغ.. (نحن معكم)” بقلم السيد محمد هارون، نشر تعليقاتهم، وعموما نشر تعليقات باسمائهم على المقالات الصينية المنشورة يوميا على الشبكة مع الشكر لجميعهم.. وابلاغنا باقتراحاتهم لتطوير العمل الاعلامي مع الصين..