و في هذا الإطار, استنكرت حركة الوفاق الوطني ب “شدة” التصريحات الرعناء” الصادرة عن عالم البلاط المغربي والتي يتبنى فيها العقيدة التوسعية للمخزن المغربي في محاولة يائسة للنيل من سيادة دول جوار ضاربا عرض الحائط المواثيق والقوانين والمعاهدات الدولية وحسن الجوار”.
كما قام هذا العالم, بضرب, كما قالت الحركة, “مبادئ الأخلاق الاسلامية السمحة التي يفترض أن يتحلى بها من يدعي الانتساب إلى الدين ويقود تنظيم إسلامي كألعوبة في ايدي من يدفع”, قائلا أن “الشعب الجزائري هو من يعرف معنى الجهاد لأنه رفع رايته فوق هذه الربوع المباركة, وطرد المستعمر الفرنسي واسترجع حريته وكرامته فوق أرضه”.
و أشارت الى أن مثل هذه “الأراجيف الخسيسة” لن تزيد الشعب الجزائري إلا “رفضا لمؤامرات التوسع المخزني التي تسوقها الأبواق المأجورة والتي توظف كل الوسائل من جل تحقيق أطماع صهيونية”.
و في سياق ذي صلة, أدانت الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان بشدة “الانحراف غير المقبول” لتصريحات أحمد الريسوني الذي “خرج عن صلاحياته كرئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين”, ملفتة الى أنه من “خلال إعلانه الغريب, فإن الرئيس الحالي للاتحاد الذي من المفروض ان تتمثل أهدافه وغايته في الدعوة إلى العيش معا والقيم الحقيقية للإسلام, لتوحيد علماء المسلمين من بينها الجزائر والصحراء الغربية وموريتانيا, يحاول تحويل المنظمة عن أهدافها من أجل استخدامها لأغراض سياسية”.
و دعت الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان مجلس الإدارة والأمانة العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لتنظيم, في أقرب وقت, جمعية عامة لعزل أحمد الريسوني من منصبه الحالي.
و أما هيئة العلماء المسلمين الموريتانيين فقد وصفت تصريحات رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين, ب “الحديث غير الودي والمريب المستفز”, معتبرة أن هذا النوع من الدعوات “لا علاقة له بوحدة الصف الإسلامي” وأنه “تطاول” على سيادة الدول.
و أكدت الهيئة أنه “ينبغي لقادة الهيئات الإسلامية إذا تجاوزوا اللباقة والدبلوماسية واحترام الحوزات الترابية للدول أن يقفوا عند حدود الشرع وأن لا تلتبس عليهم ساحات الجهاد الشرعي مع غيرها من ساحات أذية المسلمين, فذلك أليق بهم وأيسر تبريرا من الدعوة لجهاد ليس بجهاد طلب ولا جهاد دفع”.
كما أعتبر المجلس الأعلى للأئمة الصحراويين في بيان له تصريحات أحمد الريسوني “مجانبة للحق والصواب وسقطة خطيرة وسابقة نادرة لا تصدر عن جاهل فضلا عن من ينتسب للعلم والعلماء, ان يحث هذا الشخص بالجهاد ضد الصحراء الغربية والجزائر وموريتانيا لإخضاعهم لحكم المغرب ارضاء وتملقا لنظامه الاستعماري التوسعي وتجاهلا للعدو الحقيقي للامة الاسلامية ولشعوبها والذي ارتمى في احضانه النظام المغربي”.
و خاطب المجلس الأعلى للأئمة الصحراويين الريسوني قائلا :”عليك أن ترفض التطبيع أولا مع الكيان الصهيوني كما فعل أحرار المغاربة، ثم تدعو إلى ترك الركوع لمن تسمونه أمير المؤمنين وتركعون لملك الملوك جلا جلاله، ثم إن عليك أن تقول الحق في اهلك قبل أن تقوله لغيرهم”.
و من جهته, كان الامين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد أصدر توضيحا يتبرأ فيه من التصريحات الاستفزازية الاخيرة لرئيسه, المغربي أحمد الريسوني, ضد الجزائر وموريتانيا, معتبرا أن رأيه الخاص “لا يعبر بالضرورة عن رأي الاتحاد”.
و أوضح الاتحاد في منشور له عبر صفحته على الفيسبوك حمل توقيع أمينه العام, علي محيي الدين القره داغي, أن “دستور الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ينص على أن الرأي الذي يسند إلى الاتحاد هو الرأي الذي يتم التوافق والتوقيع عليه من الرئيس والأمين العام بعد المشورة ثم يصدر باسم الاتحاد. وبناء على هذا المبدأ, فإن المقابلات أو المقالات للرئيس أو الأمين العام تعبر عن رأي قائلها فقط ولا تعبر بالضرورة عن رأي الاتحاد”.
و أضاف أنه “من المبادئ الثابتة في الاتحاد أنه يقف دائما مع أمته الإسلامية للنهوض بها وأن دوره دور الناصح الأمين مع جميع الدول والشعوب الإسلامية ولا يريد إلا الخير لأمته والصلح والمصالحة الشاملة وحل جميع نزاعتها ومشاكلها بالحوار البناء والتعاون الصادق”.