وفقا لأحدث البيانات الصادرة عن جامعة جونز هوبكنز، في يوم الـ 30 من يوليو بالتوقيت المحلي، كان هناك 190 ألف حالة مؤكدة جديدة لوباء “كوفيد-19” في الولايات المتحدة في يوم واحد. هذه هي المرة الثانية التي تسجل فيها الولايات المتحدة 100 ألف حالة جديدة في يوم واحد في الشهر الماضي. تسبب ارتفاع عدد الحالات وتفاقم الوباء في قلق العديد من الأمريكيين الذين يتطلعون إلى إعادة حياتهم إلى المسار الطبيعي.
في يوم الـ 31 من يوليو، نشرت شبكة “سي إن إن” تقريرا بعنوان “فقد بعض الأمريكيين الذين تم تطعيمهم صبرهم مع أولئك الذين يرفضون التطعيم في ظل عودة ارتفاع حالات الإصابة بكوفيد-19 وتنفيذ الأمر الإجباري على ارتداء الكمامات”. وذكر المقال أن الشعب الأمريكي أعرب عن الانزعاج والاستياء والإحباط لعودة ارتفاع بيانات الوباء.
ذكرت شبكة “سي إن إن” أن عدد الحالات الجديدة في يوم واحد عبر الولايات المتحدة في يوليو ارتفع بنسبة 400% مقارنة بشهر يونيو. تكتظ المستشفيات بالمرضى المصابين بـ”كوفيد-19″ مرة أخرى، ومعظمهم لم يتم تطعيمهم باللقاحات. وأشار كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي إلى أن ما يقرب من 100 مليون أمريكي لم يتم تطعيم اللقاحات المضاد لفيروس كورونا الجديد، ويرتبط الارتفاع في عدد الحالات المؤكدة بالفئة غير المحصنة في الآونة الأخيرة.
في الولايات المتحدة، حيث تنتشر الشائعات وتكون مكافحة الوباء مسيسة إلى حد كبير، يصعب إجراء أعمال التطعيم. من أجل الترويج لأخذ اللقاحات، قامت الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات بكل الوسائل والحيل. ذكرت شبكة “سي إن إن” أنه في ولاية ألاباما التي لديها أقل معدل تطعيم، ألقى الحاكم باللوم على عدم كفاية التطعيم، وذلك ما أدى إلى عودة تفشي الوباء: “حان الوقت لإلقاء اللوم على الأشخاص الذين لم يتم تطعيمهم!” في يوم الـ29 من يوليو بالتوقيت المحلي، دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن الحكومات المحلية إلى تقديم مكافآت نقدية للأشخاص الذين تم تطعيمهم لزيادة معدل التطعيم. حتى أن الحكومة الفيدرالية الأمريكية جندت “مشاهير الإنترنت”، ووفقا للتقرير الصادر عن صحيفة “نيويورك تايمز”، فإن البيت الأبيض على اتصال مع مشاهير التيك توك، على أمل استخدام تأثيرهم لحث الناس على الحصول على التطعيم في أسرع وقت ممكن.
ومع ذلك، مع انتشار المعلومات الخاطئة والشائعات على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، لا يزال هناك الكثير من الأمريكيين الذين لا يؤمنون بالحكومة والعلم ويرفضون التطعيم. يمتلئ المجتمع الذي تعيش فيه جيني، فتاة من كاليفورنيا، بـ”مشاعر مناهضة للتلقيح”: “لقد أصبح ارتداء الكمامات عارا، ناهيك عن الجرأة على القول بأنها تلقت التطعيم”.
بسبب انتشار “نظريات المؤامرة”، أصبحت ولاية ميسوري المنطقة الأكثر تضررا في الولايات المتحدة، واحدة من الولايات التي لديها أقل معدل التطعيم في البلاد. ويرفض العديد من السكان هناك التطعيم، لدرجة معاداة الأشخاص الذين تم تطعيمهم. وقال جون المحقق الوبائي في ولاية فرجينيا الأمريكية: “لقد اخترت الحرية، لكن على حساب حريتي. هذه ليست حرية حقيقية”.