شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية
محمد هارون*
لاحظنا في الآونة الاخيرة عبر السوشيال ميديا وبعض الصفحات الاخبارية، بدء وتطوّر هجمة شرسة ضد الصين، وإدّعاءات متلاحقة تسيل منها بما يُسمى زوراً بتطهير عرقي للمسلمين، وبأن الصين تمنع المسلمين من الصلاة والصوم، تضطهدهم وتعرقل تأديتهم لشعائرهم الدينية.. وغيرها من القصص التي أصبحت مادة مملة ومكشوفة ومفضوحة للعامة في مختلف البلدان.
ما نلاحظه ونأسف له، أنه وفي حين تتعرض بلداننا وشعوبنا العربية والاسلامية لحملة شاملة وشعواء من طرف العدو الصهيوني والأنظمة الداعمة له ولاستعباد كل فلسطين، توجه قوى ما في هذه البلدان نيرانها نحو الصين الصديقة، مهاجمة وطاعنة فيها، في محاولة لحرف الصين عن دعم الحقوق الفلسطينية والعربية عامةً، ولتصفية القوى الدولية الحليفة لشعوبنا وقضايانا، بدلاً عن أن تقوم هذه القوى بتعرية الاعداء التاريخيين المحتلين لفلسطين، ودعوة الصين إلى مزيد من إبداء التضامن مع قضايانا ولاجهاض “صفقة القرن“!
الحملة الظالمة على الصين وإدعاءات الذيليين لاعداء امتنا بأنها تضطهد المسلمين لا وجود لها في الواقع. فبركات منع المسلمين من تأدية شعائرهم وعباداتهم لا وجود لها، وعلى من يشرع بانتقاد الصين في هذا المجال عليه اولا ان يزور الصين ليرى واقع الامور فيها، لتكون شهادته موضوعية. بالطبع، الفبركات “تلعب” دورها القذر في حملة الاكاذيب، بخاصة لمَن لم يزر الصين بعد. هذه حملات شعواء.. كاذبة وتجري مقابل “بدل نقدي!”.. أي بدل خدمات لعلاقات بين طرفين: الجهة الدافعة.. والجهة المُنفذة..! والباقي يُدركه القارىء الفذ..!
في حقيقة الأمور وواقعها، فإن ما يجري ضد الصين هو حرب إقتصادية يسعون من خلالها إلى إضعاف التنين الصيني لصالح دولة بعينها تهدد العالم بأساطيلها ونقودها، لفصل الصين عن العلم والعلوم والصناعة، وجعلها تتراجع في عملية الاختراعات والتطور، التي دائما يسابق التنين الصيني الزمن فيها، سيما بتخليق الصين لتكنولوجيا متقدمة وتحضر حاسم. كنا جميعاً، أنا وأبناء جلدتي من المسلمين الصينيين، نؤدي شعائرنا الدينية على أكمل وجه.. وجميع المساجد التي أبهرني في الصين، وعديدها آلاف مؤلفة، تم بناؤها على نفقة الحكومة الصينية، بفخامة وتجهيزات عصرية جداً منها ما هو غير متوافر في مساجد الدول العربية والاسلامية!
للصين كل الشكر والتقدير لعنايتها بالمسلمين، وندعو الله لأن يبعد البلاد والسوء وغير الأسوياء عنها.. ..عندما كنت في الصين مؤخراً، ومَكثت طويلاً في إحدى المقاطعات، شعرت بهجوم شرس ضد الصين عبر الفيسبوك والموقع الاجتماعية.. أنذاك كنت أُريد إثبات الحقيقة بالصور على صفحات الفيسبوك.. إلا أنني كنت مُستهدِفاً بهجمات ظالمة، وتم شتمي من البعض، لكي لا أثبت للعالم كذبهم باستخدامهم منشورات مزيفة. وكنا نريد اثبات الحقيقة بالصور أيضا كان.. لكن كان يتم مسح تعليقاتي!! شهادتي على الصين التي تنصف المسلمين هي شهادة واقعية ويومية وموضوعية، لانني متواجد في مساجد الصين، في رمضان وخلال كل شهور السنة.. ولهذا فإنني منذهل لرؤيتي في الآونة الاخيرة عرب ومسلمين وجاليات عربية تحارب الصين باخبار كاذبة ومزورة، هي مدفوعة الثمن ضد الصين، بهدف ابعادها عن العالم وتحييدها دولياً.
الكثير من الفيديوهات المنشورة في مختلف الصفحات هو مجرد تلفيقات ضد الصين، وغالبية هذه الفيديوهات لا تنطق باللغة الصينية، وهي ملاحظة جديرة بأن يتم البحث فيها، لكن عدم الخوض فيها هو ببساطة خطر على أصحابها، لأن من ينشرها بالصينية سيُتضح أمره للمسلمين الصينيين، بأنه تلفيقي، وبالتالي سيُوضع موضع العدو وخصم المسلمين الى يوم الدين. في بعض الادعاءات ضد الصين، أن الصين تنشر الكاميرات في شينجيانغ لمراقبة المسلمين “فقط!”.. ولكن للملاحظة مردودة على أصحابها، لأن كل الدول الكبرى المهتمة بأمن مواطنيها، تنشر الكاميرات في مختلف أرجائها، وفي الصين فإن جميع شوارعها ومعابدها وكنائسها ومساجدها، إضافة الى وسائل النقل العام في كل المناطق بدون استثناء، مُصوّرة بكاميرات تحفظ لكل ذي حق حقه في الأمن والآمان سكانها وسياحها.
وفي الأخير ليس ختاماً، نعلم أن الصين هي أكثر بلد كثافة سكانية في العالم.. ولكن الأعلام الفاشل والمُباع هو الذي يُسلط الأضواء السلبية ولافتعال نعرات طائفية ولخلق الفتن بين أبناء شعب الصين الذي ينتمي لأكثر من 56 قومية، وعدد كبير من الأديان السماوية وغير السماوية..
#محمد_هارون: إعلامي أردني
*(التدقيق اللغوي والتحرير الصحفي: أ. مروان سوداح).
*(المراجعة والنشر: عبد القادر خليل).
من أجمل المقالات كونها واقعية. وحررت بطريقة حرفية