عندما قالت منظمة الصحة العالمية وبعض الدول إنها تريد التحقيق في أصول كوفيد – 19 في الصين، وافقت الحكومة الصينية وتعاونت في ذلك. ولكن بعد شهور من التحقيق، يبدو أن النتائج قد خيبت أمل البعض.
أوضح التقرير أن “الانتقال من خلال مضيف وسيط يعتبر مسارًا محتملا للغاية”، و” تم اعتبار التسرب من خلال حادث مختبر مسارًا غير محتمل للغاية.”
في مواجهة هذه النتائج المخيبة للآمال، لا يزال البعض يستغل نظرية التسرب من المختبر.
لقد لوحظ أن العالم الأمريكي رالف باريك هو أحد الموقعين على رسالة مفتوحة تطالب بالتحقيق الثاني في الموضوع. وهو من كان يعمل في أبحاث فيروس كورونا لسنوات في جامعة نورث كارولاينا في تشابل هيل، واخترع تكنولوجيا لهندسة الفيروس. كما ألمح علنًا إلى وجود صلة بين المختبرات الصينية وكوفيد – 19 في إحدى المقابلات وادعى كذلك أن الحكومة الصينية يجب أن تسمح للخبراء بالذهاب إلى ووهان.
لكنه بعد التحقيق الذي فضح وفند نظرية التسرب من المختبر، ظل غير مقتنع بالنتائج. فلماذا هناك أشخاص مثل رالف باريك من المهووسين بنظرية المؤامرة هذه؟
وجد البعض أن ذلك قد يكون له علاقة بحوادث السلامة المتكررة في المختبرات التابعة لجامعته.
وفقًا لتقاريرها السنوية، قامت جامعة نورث كارولاينا في تشابل هيل بالتحقيق في 42 حالة انسكاب للمواد في المعمل وحوادث أخرى تتعلق بالسلامة في عام 2017، بعضها يتضمن “مواد يحتمل أن تكون معدية”. في عام 2018، لم ينخفض هذا الرقم بل ارتفع إلى 43 حالة.
كشفت وسائل الإعلام المحلية عن مزيد من التفاصيل. فبين عامي 2015 و2020، كانت هناك ستة حوادث تتعلق بسلامة المختبرات، شملت “أنواعًا مختلفة من فيروسات كورونا التي تم صنعها في المختبر”.
في أغسطس عام 2015، هرب فأر تجارب من قفصه، وقال مسؤولو المعاهد الوطنية للصحة إن ذلك الفأر كان مصابا بنوع من “فيروسات كورونا المرتبطة بالسارس”.
في فبراير عام 2016، تعرضت إحدى الباحثات لعضة فأر مختبر مصاب بعدوى مماثلة. وبعد أن تم تقييم حالتها في العيادة، لم يُنصح بعزلها ولكن سُمح لها بالعيش والعمل بشكل طبيعي مع ارتداء كمامة.
في أبريل عام 2017، أسقط أحد الباحثين صفيحة تحتوي على عينات من رئة فأر مصاب بفيروس كورونا، مما أدى إلى انسكاب كميات صغيرة من المواد الفيروسية. لكن في النهاية، لم يُطلب من العمال الموجودين في مكان الحادث عزل أنفسهم أو الإبلاغ عن درجات الحرارة بشكل منتظم، بحجة أن “التسرب كان صغيرا وأن معدات السلامة الخاصة بالباحثين كانت سليمة”، وفقا لوسائل إعلام محلية.
فعندما يكون كل ما يرونه لسنوات هو هذا المستوى من إدارة السلامة في المختبرات، قد يتمسك البعض مثل رالف باريك بنظريات المؤامرة مثل التسريبات المختبرية، متجاهلين نتائج منظمة الصحة العالمية التي نفت ذلك بوضوح.
في الواقع، لم يتعرض مختبر ووهان الصيني للفيروسات أبدًا لحادث تسرب لمسببات الأمراض والعدوى البشرية.
قال يوان تشي مينغ مدير مختبر ووهان الوطني للسلامة الحيوية والباحث في معهد ووهان لدراسة الفيروسات: “باعتباره المختبر الذي يتمتع بأعلى مستوى من السلامة الحيوية والحماية، لم يتعرض مختبر “P4″ للفيروسات في ووهان لأي حادث تسرب لمسببات الأمراض أو العدوى البشرية منذ أن تم تشغيله رسميًا في عام 2018”.