Monday 25th November 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

تساؤلات جراء وفاة الأمريكيين بسبب الوباء

منذ 4 سنوات في 29/مايو/2020

CGTN العربية/

تعدت حصيلة الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا الجديد داخل الولايات المتحدة حاجز المائة ألف شخص في الـ27 من الشهر الجاري. وجاء هذا بعد 4 أشهر فقط من الإعلان الرسمي عن أول إصابة في البلاد.

“كانت المأساة الأولى هي أن هؤلاء الضحايا لم يكن محكوما عليهم بالموت.” بهذه اللهجة الحزينة، دعت شبكة سي إن إن الأمريكية إلى التفكير والمساءلة.

مائة ألف وفاة وزيادة

“أسرع قاتل في التاريخ الأمريكي.” هكذا تصف صحيفة “يو إس إيه توداي” الكارثة التي تسبب بها فيروس كورونا الجديد للأمريكيين.

وقد أظهرت الإحصائيات الخاصة بانتشار فيروس كورونا والصادرة عن جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، أنه حتى الساعة الخامسة مساء الـ27 من مايو بالتوقيت المحلي، تجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة 1.69 مليون شخص وفيما تجاوز إجمالي الوفيات مائة ألف شخص. لقد تجاوزت حصيلة الوفيات الناجمة عن كوفيد-19 في الولايات المتحدة إجمالي عدد القتلى من الأمريكيين في حرب فيتنام وحرب أفغانستان وحرب العراق بكثير.

قال عشيش جحا (Ashish K Jha)، مدير معهد الصحة العالمية بجامعة هارفارد في الولايات المتحدة، إن التقييم الشامل لمختلف النماذج يظهر أنه من الآن وحتى نهاية الصيف، قد يكون هناك ما بين 70 ألف إلى 100 ألف حالة وفاة إضافية.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز “إنهم ليسوا مجرد أرقام”

من المذنب؟ 

أشار الخبراء ووسائل الإعلام إلى أن سوء استجابة الحكومة الفيدرالية الأمريكية هو السبب الرئيسي وراء الارتفاع السريع والمستمر للإصابات والوفيات بفيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة. وعلى وجه الخصوص، قللت الحكومة الفيدرالية من الخطر واستجابت ببطء في المرحلة الأولية من تفشي الوباء، مما أدى إلى تأخير خطير في مكافحة الوباء.

وذكر مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست مؤخرا أنه لم يكن حتميا على جميع الوفيات بالفيروس الموت، لكن المسؤولية تتمثل في أن البيت الأبيض “تجاهل التهديد حتى فات الأوان” و”فشل في الاستجابة بشكل كاف”.

 هذا وأبلغت الولايات المتحدة رسميا عن أول حالة إصابة في أواخر يناير، ولكن لم يصدر البيت الأبيض إلا عند منتصف مارس مبادئ توجيهية لمكافحة الوباء مثل الحفاظ على المسافة الاجتماعية وتعزيز النظافة الشخصية. وخلال أكثر من شهر بين هاتين الخطوتين، استخدمت حكومة الولايات المتحدة مرارا أقوالا مثل “الوباء تحت السيطرة” و”سيختفي مثل المعجزة” لـ “خداع” الجمهور.

وأظهرت دراسة أجرتها جامعة كولومبيا مؤخرا، أنه لو تمكنت حكومة الولايات المتحدة من اتخاذ إجراءات التباعد الاجتماعي بأسبوع مقدما، لكان عدد الوفيات بالفيروس قد انخفض بنحو 36 ألف شخص؛ وإذا تم تنفيذ إجراءات الإغلاق على المستوى الوطني بأسبوعين مقدما، لكان بالإمكان تجنب حوالي 83 في المائة من الوفيات.

وأشارت صحيفة نيويورك تايمز ووسائل إعلام أخرى في تقرير التحقيق الخاص بمراجعة الوباء في الولايات المتحدة إلى أنه حتى بعد الكشف عن تهديد الوباء، واصل البيت الأبيض إهمال الأمر والتأخر في الاستجابة، وكانت سلسلة من قرارات مكافحة الوباء متأخرة للغاية.

عيوب طويلة الأمد

كشف تفشي الوباء عن أوجه قصور طويلة الأمد في السياسة والمجتمع الأمريكي، وأجبر المزيد من الأمريكيين على إعادة تقييم حكومتهم.

وفي وقت تفشي وباء كورونا الجديد على نطاق واسع داخل الولايات المتحدة، كان هناك حوالي 30 مليون أمريكي ليس لديهم أي تأمين طبي نهائيا، وكان عدد أكبر من الناس يعانون من النقص في شراء التأمين. ومع الارتفاع الحاد لمعدل البطالة، تدهور الوضع بسرعة لأن نصف الأمريكيين لديهم تأمين صحي مرتبط بالوظائف. في نيويورك وأثناء ذروة الوباء، كان عدد المصابين بالفيروس في حيين الأكثر فقرا وهو حي ذا برونكس وحي كوينز، ضعف عدد المصابين في مانهاتن، والتي لديها أعلى كثافة سكانية. وفي ولاية ميشيغان، يمثل الأمريكيون من أصل أفريقي والذين يشكلون 14% فقط من السكان المحليين، 40% من إجمالي المصابين. توفي أكثر من 20 ألف شخص في دور رعاية المسنين في جميع أنحاء البلاد بسبب فيروس كورونا الجديد ولا يزال العدد في تزايد …

وفي الوقت نفسه، ما يجري في الساحة السياسية الأمريكية هو: الحرب الكلامية بين ساسة الحزبين من أجل الانتخابات العامة، نقاشات لا متناهية في الكونجرس بشأن برامج المساعدة الاقتصادية، والمواجهة بين البيت الأبيض والولايات المتعددة بسبب التناقضات في سياسات الوقاية من الوباء، وتجاهل الساسة الخبراء والعلماء الطبيين …

قال مقال نشره موقع “واشنطن بوست” إن هذه كانت النتيجة النهائية لوجود عيوب هيكلية طويلة الأمد وسنوات من ضعف الاستثمار والخطاب السياسي الذي قوض ثقة الجمهور.

التنصل من المسؤولية 

في الوقت الحاضر، تتزايد أصوات مساءلة الحكومة الأمريكية على خلفية الخسائر البشرية الناجمة عن الوباء. 

طرح جريج جونكالفيس، الأستاذ المساعد في علم الأوبئة في جامعة ييل في الولايات المتحدة، سؤالا على وسائل التواصل الاجتماعي قائلا: كان “الإهمال والإخفاء والفشل في اتخاذ الإجراءات” للساسة الأمريكيين خلال مكافحة الوباء “عن قصد”، “ألا يجب أن يحاسبهم القانون؟”

إلا أن بعض الساسة الأمريكيين منهمكون في لعبة “التفاخر” و”إلقاء اللوم على الآخرين”.

أفاد تقرير نشره موقع “بوليتكو” الأمريكي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال يوم 19 الشهر الجاري إنه يعتقد أن تسجيل الولايات المتحدة أكبر عدد من الإصابات بفيروس كورونا الجديد في العالم بمثابة “وسام شرف”، لأن عدد الحالات المتزايد يعكس قدرات الولايات المتحدة على اختبارات كشف الفيروس.

وذكر مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز مؤخرا أن العدو الجديد هو الفيروس، إلا أن إدارة ترامب تستهدف دولا أجنبية. البحث عن “الشيطان” في الخارج لا يحمي الأمريكيين من الوباء، “نحن واقفون على حافة الخطأ”.

يعتقد ماكس بوت، وهو باحث بارز في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، أنه من الأفضل للولايات المتحدة ألا تلعب لعبة “إلقاء اللوم” فيما يتعلق بالوباء، وإلا ستبدأ دول أخرى في المطالبة بالتعويض عن وباء إنفلونزا عام 1918.

وقال لي تشنغ، مدير مركز جون إل ثورنتون الصيني في معهد بروكينغز، لمراسل وكالة أنباء (شينخوا) إن ما وراء العدد الكبير من الوفيات هو عشرات آلاف من العائلات الحزينة، ولا يزال هذا العدد في ارتفاع، مما يجلب تحديات إنسانية ضخمة. في المعركة ضد الوباء يجب على الدول أن تتعامل مع بعضها البعض بالتعاطف، وأن تعزز المزيد من التعاون الدولي بروح الإنسانية، “على الولايات المتحدة البحث عن مخرج جديد باعتبارها الدولة المسجلة لأعلى عدد من الإصابات بالفيروس في العالم”.

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *