شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
تدنيس الأرمن للمساجد الأذربيجانية – موقف همجي تجاه التراث الثقافي
بقلم: الصحفية د/بارفانا إبراهيموفا
أستاذ بكلية الصحافة –جامعة باكو الحكومية
قامت أرمينيا في أواخر الثمانينيات بانتهاك القوانين الدولية ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة بشكل صارخ، وذلك من خلال مطالبتها المجحفة بالاستلاء على أراضي أذربيجان، وشنت حربًا غير معلنة. وفي الواقع لم يكن احتلال أراضي أذربيجان والعدوان الأرميني حدثًا ظهر في غضون عدة سنوات، بل كان استمرارًا لسياسة تم التخطيط لها بنفاق لسنوات عديدة وتنفيذها بشكل منهجي ومنظم.
لقد تم احتلال إقليم “قراباغ” الجبلية الأذربيجاني وسبع مناطق محيطة به نتيجة للعدوان العسكري الأرميني في الفترة بين عامي 1988-1993، مما أدى إلى فقدان 20٪ من أراضي أذربيجان وتجاوز عدد اللاجئين والمشردين في أذربيجان مليون شخص. وأصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أربعة قرارات تدعو إلى وحدة أراضي أذربيجان وعدم المساس بحدودها واستقلال أراضيها بدون أي قيود، وتؤكد هذه القرارات حقيقة احتلال منطقة “قراباغ” الجبلية والمناطق المحيطة بها. وعلى الرغم من أن مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي التي تأسست في عام 1992 لحل النزاع، اتخذت موقفًا غير عادل من حل القضية، وعلى الرغم من أن الرؤساء المشاركين بالمجموعة أتيحت لهم فرصة الضغط على الدولة التي احتلت أراضي أذربيجان لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة كعضو في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فإنهم لم يفعلوا ذلك. وقد اتخذت منظمة التعاون الإسلامي منذ الأيام الأولى من الصراع وفي جميع مراحله اللاحقة موقفاً واضحاً وعادلاً بشأن أذربيجان في جميع المحافل الدولية، ودخلت التاريخ باعتبارها صاحبة قرارات تعترف بأرمينيا كدولة معتدية.
نجحت أذربيجان خلال الفترة من حرب “قراباغ” الأولى إلى حرب “قراباغ” الثانية في الحصول على قرارات تدين السياسة العدوانية لأرمينيا في جميع المحافل الدولية رفيعة المستوى والمنظمات الدولية والإقليمية والاجتماعات الثنائية والمتعددة الأطراف، وتطالب بتحرير الأراضي الأذربيجانية المحتلة. وأوجدت قاعدة اساسية مهمة لحل النزاع على أساس مبادئ القانون الدولي. وهذه حقيقة يعرفها العالم بأسره، ولكن ثنائية المعايير في التعامل مع الصراع أدت إلى فشل حل هذا الصراع خلال الثلاثين عاماً الماضية.
دخل نزاع “قراباغ” الجبلية الذي لم يُحل داخل إطار مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي مرحلة جديدة في 27 سبتمبر 2020، حيث أسفر هجوم القوات المسلحة الأرمينية عن شن عمليات عسكرية واسعة النطاق بين الطرفين، وحققت أذربيجان خلال هذه الحرب الوطنية التي استمرت 44 يومًا انتصارًا ليس فقط في المجال العسكري، بل على صعيد الدبلوماسية وحرب المعلومات. إن الحوارات التي أجراها الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف مع وسائل الإعلام العالمية الشهيرة وردوده على الأسئلة المتحيزة الموجهة إليه بالحجج والحقائق التاريخية متحلياً بضبط النفس والصير إنما تدل على أن الحق مع أذربيجان.
قام الجيش الأذربيجاني خلال هذه الحرب بردع أولئك الذين حاولوا محو وتزييف صفحات تاريخ أذربيجان، وذلك من خلال تحرير أراضيها. وأنقذ آثار أذربيجان المادية والثقافية والدينية من المحتلين الأرمن الذين دمروها بوحشية.
لقد استخدم الغزاة الأرمن كل أنواع الخسة لتدمير آثار الثقافة الإسلامية في أراضي أذربيجان، وحوَّلوا الأراضي التي احتلوها على مدار ثلاثين عاماً إلى خرابة ونهبوا ثرواتها الطبيعية، وهي التي كانت في يوم من الأيام مليئة بالحياة ويعيش فيها الأذربيجانيون ويعملون. كما دمروا المعالم التاريخية والثقافية والدينية مثل المساجد والمقابر والأضرحة و شواهد القبور.
ودُمر 67 مسجدًا في “قراباغ” الجبلية والمناطق المحيطة بها. ولعب الأرمن بكرامة الأذربيجانيين من خلال الاحتفاظ بالحيوانات، بما في ذلك الخنازير داخل المساجد منتهكين بذلك قيم الشعب الأذربيجاني الدينية.
شهد الرئيس إلهام علييف والنائبة الأولى للرئيس مهربان علييفا بحزن شديد الدمار الهائل والإذلال الذي لحق بمسجد “أغدام ” ذي المئذنتين على يد الأرمن، وكان هذا المسجد ملجأً وملاذاً للناجين من الإبادة الجماعية في “خوجالي” التي ارتكبها الأرمن عام 1992. وأهدى الرئيس إلهام علييف لهذا المسجد نسخة من “المصحف الشريف” أحضرها من مكة، وذكر الرئيس أن العودة إلى هذه الأراضي جاءت على حساب أرواح ودماء الشعب الأذربيجاني وشهدائه وبسالة أبطاله وقال: “إنني ذو حظ وافر، فقد زرتُ مكة أربع مرات. مرة مع والدي رحمه الله، وثلاث مرات كرئيس. وإنني سعيد لأنني صليت مع أفراد أسرتي داخل الكعبة المشرفة. وما دار في قلبي آنذاك هو نفس الاحاسيس التي تدور بقلب أي إنسان، وأول ما دعوت الله داخل الكعبة هو تحرير أراضينا من الاحتلال”.
إن تدمير المناطق الأذربيجانية المحررة وتدنيس المساجد في شوشا وأغدام وفضولي وجبرئيل وزانجيلان وغيرها من المناطق واستخدامها كإسطبلات لتربية الخنازير يدل على موقف أرمينيا السلبي تجاه القيم الإنسانية، وكذلك يُعد هذا عدم احترام للقيم الدينية لشعب أذربيجان والعالم الإسلامي بأسره. ويجب المحاسبة قانونياً على المستوى الدولي.
زار أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدون بأذربيجان الأراضي المحررة، وشهدوا بأعينهم الفظائع الأرمنية. وأدت هذا الأعمال الهمجية إلى استياء المسلمين في جميع أنحاء العالم، وكذلك منظمة التعاون الإسلامي. وصدر عن الاجتماع السابع والأربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي المنعقد في 27-28 نوفمبر 2020 قرار بشأن “تدمير وإهانة الأضرحة التاريخية والثقافية الإسلامية في الأراضي الأذربيجانية المحتلة نتيجة عدوان جمهورية أرمينيا على جمهورية أذربيجان”. ويُدين هذا القرار بشدة التدمير والنهب والسرقة والاستيلاء غير القانوني للآثار التاريخية والثقافية الإسلامية والأضرحة الموجودة بالأراضي الأذربيجانية المحتلة، فضلاً عن أعمال التخريب تجاه هذه الآثار. كما يُدين أيضاً بشدة إهانة المساجد على يد الأرمن في الأراضي المحررة مؤخراً. ويؤكد القرار على حق أذربيجان في المطالبة بتعويضات عن الأضرار التي لحقت بها، وعلى مسؤولية أرمينيا في دفع هذا التعويض. ويُعد هذا القرار الصادر عن الدول الأعضاء في المنظمة البالغ عددهم 57 دولة مؤشراً على دعم العالم الإسلامي لأذربيجان.
وقام وفد برئاسة الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) في يناير 2021 م بزيارة الأراضي الأذربيجانية المحررة للتعرف على نتائج دمار التراث الثقافي والتاريخي والديني الأذربيجاني، وزاروا المساجد المدمرة، وذكروا أثناء الزيارة أن إهانة وتدمير الآثار الدينية الإسلامية على هذا النحو يتنافى مع الإنسانية.
وبالطبع تتعارض أعمال التخريب التي قامت بها أرمينيا ضد المعالم التاريخية والثقافية والدينية الأذربيجانية مع اتفاقية لاهاي لعام 1954 لحماية الممتلكات الثقافية في حالة نشوب نزاع مسلح.
لقد أطلقت مؤسسة حيدر علييف الخيرية بالفعل مشروعًا لترميم الآثار الدينية والمساجد التي تعد كنزًا وطنيًا للشعب الأذربيجاني في “قراباغ”، وذلك بناءً على تعليمات من رئيسة المؤسسة السيدة مهريبان علييفا. وسيقوم المشروع بترميم وصيانة وإعادة بناء المزارات التي دمرها الاحتلال الأرمني في المنطقة بمساعدة خبراء محليين وأجانب.
واتحد رئيس أذربيجان والدولة الأذربيجانية والجيش والشعب في حرب “قراباغ” الثانية، وسطروا تاريخاً جديداً لأذربيجان. وكما أشار الرئيس إلهام علييف أن هذا حدث من خلال القوة والمثابرة والإرادة والشجاعة والعزيمة والروح الوطنية.
والحمد والشكر لله تعالى، عدنا إلى أراضينا القديمة، وسوف نعيد ازدهار “قراباغ” تحت قيادة القائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس إلهام علييف، وسوف نجعلها تأهل بالسكان مجدداً ويتوافد إليها السياح.
مقالة مهمة جدا.. ومنها يمكن للقارىء غير العارف بامور اذربيجان الاحاطة بالقضايا الرئيسية للصراع الذي تقوده ارمينيا الاستعمارية منذ 150 خلت ضد اذربيجان لاستعمارها بقية اراضيها وتشريد شعبها كما امر الصهاينة ضد العرب وفلسطين..
مقالة لافتة للانتباه.. برغم بعض الاخطاء الواردة فيها باللغة العربية والصياغة الصحفية..