صحيفة الدستور الأردنية/
الأكاديمي مروان سوداح*
تألقت فنزويلا مؤخراً باحتفالات محلية حاشدة، رافقتها أخرى عالمية في عشرات البلدان، نُظّمت إحياءً لذكرى إعادة شعب البلاد زعيمه إلى السلطة، وتضامناً مع كاراكاس لتخلُّصِها من بسطار الأجنبي، حين شلَّ القائد تشافيز احتكارات الأغيار الاقتصادية ومُجمّعاته العسكرية، وأفشل مخططاته «الإحتوائية».
عودة تشافيز لجماهيره بقوى شعبه صار يعني هزيمة الأُوليغارشية والتدخل الأجنبي والشركات الاحتكارية، التي جهدت للسيطرة على القرار السياسي والامكانات الاقتصادية الضخمة للبلاد، برغم عدم قانونية أنشطتها وأفعالها. الثاني عشر والثالث عشر من نيسان/أبريل لعام ألفين واثنين، سيبقى شاهداً تاريخياً على بشاعة تحالف المرتبطين بالأجنبي وارتكابهم جرائم ضد الإنسانية، ومحاولاتهم الإجرامية سَحل شعب دولة بأكمله للسيطرة على نفطِهِ ومعادِن مائه وترابه.
الذكرى الـ18 لاحباط انقلاب 2002م، وعودة تشافيز لموقعه الرئاسي بإرادة الشعب الذي حرّر زعيمه وأعاده لمنصبه الدستوري، أكد إرادة الفنزويليين برفض كل شكل من أشكال دكتاتورية الشركات الكُبرى، في بلد يتمتع في أمريكا الجنوبية بموقع إستراتيجي، ويُعدُ مِفتاحاً مِثالياً للقارة. أنذاك تكتلت الأُمة للمرة الثانية، بعد حقبة المُحرّر والمُفكّر التاريخي سيمون بوليفار، متضامنة كرجل واحد لإبعاد شبح الانقلابات المدعومة أمريكياً ضد الحكومة الدستورية، التي ترأسها أنذاك القائد التاريخي للثورة البوليفارية، هوغو تشافيز.
تلكم الأحداث التي شهدتها فنزويلا أكدت قوة وإرادة الشعب المتحد في بناء مجتمع المصير الواحد لفنزويلا، وتطلعه الفاعل لإيجاد مجتمع المصير الواحد لأمريكا الجنوبية والبشرية جمعاء ضمن معادلة (الربح المشترك)، ودفاعه الشامل عن قائده الشعبي. وكشف تطور الأحداث عن قوّة عظيمة كامنة في صدور وعقول الفنزويليين لرد أي عدوان وحشي على وطنهم وخياراتهم السياسية ومصيرهم الجَمعي.
تخوض فنزويلا اليوم، رئيساً ودولةً وشعباً متحداً، معركة الحياة والاشتراكية البوليفارية؛ ومن أجل استقلالها التام عن الأجنبي؛ ولتحييد عملائه الداخليين الذين باعوا نفط البلاد ومنشآتها البترولية الوطنية في أمريكا الشمالية للشركات الاحتكارية بالمجان، برغم أنها أملاك حكومية لوطنهم. تقول المراجع الغربية المُتاحة، أن واشنطن «جمّدت أصول شركة النفط الفنزويلية الرسمية في الولايات المتحدة، كما جمّدت أصول فرعها الأميركي «سيتغو»، وأسندت إدارتهما إلى المؤتمِر بها المدعو خوان غوايدو، الذي يقود جماعة صغيرة متهالكة ومفضوحة من عملاء «يتميزون» بإهداء (العم سام) وطنهم مسقط رؤوسهم، مقابل تنصيب واشنطن غوايدو رئيساً، برغم أن الداعمين له لفيف هامشي. عِلماً، أن «سيتغو» تمتلك مصافي وأنابيب، وتشارك في محطات نفطية على الأرض الأميركية، وتحوز آلاف محطات الوقود في الولايات المتحدة رخصة رفع شعار «سيتغو» التي سُرقت من فنزويلا في وضح النهار وأمام سمع وبصر العالم كله.
مؤخراً طلبت الخارجية الفنزويلية مني إبداء رأيي في أحداثها وإعادة الشعب قائده تشافيز للحُكم، وعرض التلفاز الرسمي ووسائل التواصل الاجتماعي الرسمية هناك حديثي. وبودي التأكيد هنا أن وطني الأردن والدول العربية والإسلامية وفنزويلا يرتبطون بعرى قوية من الصداقة والتعاون والتضامن، ويَعترف الأردن وتلكم الدول بالسلطات الشرعية لفنزويلا ومُمثِلها الرئيس نيكولاس مادورو، بعكس سفارات غير شرعية استحدثتها واشنطن لاتباعها في فلسطين المحتلة وواشنطن وبوليفيا وغيرها.
خلال حديثي مع السفير الفنزويلي، الأخ عمر فيالما اوسونا، وصف العلاقات بين عمّان وكاراكاس بالممتازة، وبيّن عُمق الاحترام الذي يَكنّه القائدان جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس نيكولاس مادورو لبعضهما البعض، وأكد تمسّك العاصمتين بالأُطر القانونية والشرعية للعلاقات بين الدول، وبتقدّم تعاونهما ومن خلال جُملَة إتفاقيات ثنائية في السياحة والثقافة والصناعة والاقتصاد؛ ونوّه إلى زيارة وزير السياحة الفنزويلي للأُردن واستقباله رسمياً في المملكة، وللحديث بقية.
*رئيس مجلس الإعلام والتضامن العربي مع شعب جمهورية فنزويلا البوليفارية.
سشششكرا استاذ خليل لاعادة نشر مقالتي من زاويتي تشبيك في جريدة الدستور الأردنية اليومية إلى صدر شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية.. مع خالص الود وعميق تقديري.. لتعلم الشعوب حقيقة ما يجري في فنزويلا وكشف الستار عن أعداء الأمم ممن يرتضون بيع أنفسهم بثلاثين من الفضة فيكون مصيرهم العتمة البرانية..