الحزب الاشتراكي المصري/
لم تكن المحاولة الخائبة الفاشلة، التى جرت منذ أيام، بمباركة أمريكية، وعلى يد عصابات من العملاء والمرتزقة، لإسقاط النظام والثورة فى فنزويلا، إلّا ترجمة مباشرة للنوايا الإمبريالية الأمريكية المُعلنة، حول إصرارها العدواني للتدخل فى الشؤون الداخلية للشعب الفنزويلي، ومعاقبة نظامه الثورى على دفاعه عن مصالح شعبه، وتمسكه باستقلالية القرار الفنزويلى، وإصراره على حماية ثروات الوطن، مهما بلغت التكلفة وعظمت التحديات.
وهذا النهج الإمبريالي العدواني الإجرامي ليس بجديد على شعوبنا، فقد خبرناه فى بلادنا مع مؤامرة الصهيونية لاغتصاب فلسطين عام 1948، وخلال العدوان الثلاثى على مصر بعد تأميم قناة السويس عام 1956، وفي حرب 1967، وفى العدوان المتكرر علي الشعبين اللبناني والفلسطينى، وفى العدوان علي العراق واحتلاله وإسقاط نظامه بالقوة الغاشمة.
ورغم كل هذه المعاناة، فلا زالت شعوبنا تقاوم وترفض العدوان وتنتفض فى مواجهة مؤامراته وخططه الاستعمارية.
ويأتي العدوان الفاشل الأخير، المُدبّر ضد الشعب الفنزويلى البوليفارى وقيادته الثورية، والذى تصدى له وأجهضه وعى الشعب ونظامه الصامد، لكى يؤكد مُجدداً علي أن شعوب العالم قادرة ـ بوعيها والتفافها حول قيادتها الوطنية ـ علي هزيمة كل المحاولات الإمبريالية لإعادة عقارب الزمن إلى الخلف، ولإعادة ممارسة سياسات غطرسة القوة وفرض الإرادة الإمبريالية علي الشعوب.
ومما له دلالة لا تخفى علي أحد، أن تتصاعد المحاولات الأمريكية لإسقاط النظام الثورى فى فنزويلا، وتشتد محاولات التضييق الاقتصادى، والحصار المادى والمعنوى، ضد جماهيرها، بينما العالم كله مشغول بمكافحة فيروس “كوفيد ـ 19” القاتل، ليعيد هذا المسلك الإجرامي التأكيد على السقوط الأخلاقى والمعنوى للإمبريالية ونهجها النيوليبرالي وعولمتها الأمريكية المتوحشة، وعلي أن شعوب العالم الثائر، وفى القلب منها الشعب الفنزويلي، لن تقبل أبداً بأن تتحكم فى مصائرها مطامع أمريكا واستراتيجياتها العدوانية.
ومن قلب مصر، نتقدم إلي الشعب الفنزويلي البوليفارى الصامد، وقيادته الواعية، بتهانينا علي النجاح فى كشف المؤامرة الدنيئة، ونعبّر عن ثقتنا الأكيدة فى قدرة فنزويلا الثورة علي الانتصار الكامل، وإجهاض كل المحاولات الإجرامية للتحكم فى مستقبل الشعب الفنزويلي ومصيره، ونؤكد علي دعمنا الكامل لوقفة فنزويلا البوليفارية الثائرة فى مواجهة العدوان والتدخلات الخارجية، ومن أجل حماية ثروات فنزويلا، وحقوقها المشروعة فى التقددُّم والبناء.
القاهرة فى: 5 مايو 2020