شبكة طريق الحرير الإخبارية/
19 نوفمبر 2024/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ بمناسبة احتفال سلطنة عُمان بالعيد الوطني الـ 54، أقام ناصر بن محمد البوسعيدي سفير سلطنة عُمان لدى الصين حفل استقبال مساء يوم 18 نوفمبر الجاري، بحضور شاي جيون المبعوث الصيني الخاص لشؤون الشرق الأوسط، ومسؤولين في الحكومات المحلية وشخصيات من الميادين السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والتعليمية والإعلامية والاجتماعية. كما شارك في الحفل حشد من السفراء والدبلوماسيين والضيوف الصينيين والجالية العمانية في الصين والعرب والأجانب.
وألقى ناصر بن محمد البوسعيدي سفير سلطنة عُمان لدى الصين كلمة بهذه المناسبة استعرض خلالها مسيرة التطور والتقدم التي وصلت إليه سلطنة عمان منذ انطلاق النهضة العمانية في عام 1970، وما حققته من إنجازات في شتى المجالات.
كما أشاد السفير بالعلاقات العُمانية ـ الصينية المرتكزة على إرث حضاري وتاريخي يربو على الفي عام، قائلاً:” إن العلاقات الموثقة بين سلطنة عمان والصين يعود تاريخها لأكثر من 1200 عام، حيث كانت عمان تعد واحدة من الموانئ التاريخية الرئيسية في المحيط الهندي، وبفضل انتعاش حركة التجارة بين سلطنة عمان والمنطقة العربية عموما والصين، وصل البحار العماني أبو عبيدة عبد الله بن القاسم بسفينته إلى مدينة قوانغتشو الصينية، كما تلى ذلك بمئات السنين قيام البحار الصيني تشانغ خه، بالإبحار بأسطوله إلى غرب المحيط الهندي، حيث استطاع الوصول إلى محافظة ظفار 4 مرات، ما مكن عمان من تأدية دور محوري في بناء ورابط تاريخية وثقافية قوية مع العديد من دول العالم، وفي مقدمتها جمهورية الصين الشعبية.”
وحول العلاقات العُمانية ـ الصينية في العصر الجديد، قال السفير:” بفضل الرؤى الحكيمة لقائدي البلدين وحرصهما على الدفع بها نحو مزيد من التقدم والنماء. فعلى مدى السنوات الخمس الماضية وبفضل التناسق بين “رؤية عمان 2040” ومبادرة “الحزام والطريق” جرى تعميق العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات.” مضيفاً، أن “رؤية عُمان 2040″ تمثل خارطة طريق طموحة لتحقيق التنمية المستدامة في سلطنة عُمان وتعزيز التقدم الاقتصادي والاجتماعي. كما تسعى سلطنة عُمان إلى تعزيز موقعها كدولة رائدة في مجال الطاقة النظيفة والهيدروجين، وذلك من خلال مشاريع وبرامج تهدف إلى تحقيق الحياد الصفري الكربوني بحلول عام 2050.
كما نوه السفير الى موقف بلاده تجاه ما يحدث في الشرق الأوسط، حيث قال:” تتبنى سلطنة عُمان سياسة خارجية راسخة قائمة على أسس الحوار والتسامح، وتسعى دائماً إلى تعزيز قيم السلام والوئام بين الدول، ومن هذا المنطلق، فإن بلادي تحث المجتمع الدولي على تكثيف الجهود لوقف التصعيد العسكري في منطقة الشرق الأوسط، وندعو جميع الأطراف إلى الإلتزام بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، واحترام مبادئ السلام والعدالة للجميع.”
وأكد السفير في كلمته موقف سلطنة عُمان الثابت والداعم للشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه التي كفلها له القانون الدولي بتحقيق الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 وفقاً لقرارات مجلس الأمن وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية.”
وحول الحرب التي يشهدها قطاع غزة، قال السفير: “نكرر دعوتنا إلى وقف فوري للحرب في قطاع غزة ورفع الحصار المفروض على السكان الأبرياء، وتوفير ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية.”
كما دعا الى وقف إطلاق النار في لبنان، والعودة إلى مسار تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة عبر الحوار والوسائل السلمية.
وأكد السفير أن سلطنة عمان تؤمن بأن مواجهة التحديات التي يشهدها العالم في ظل الصراعات والحروب لا يمكن أن تكون بالقوة العسكرية، او بفرض العقوبات والتهميش وازدواجية المعايير، بل بالتفاهم والحوار بروح العدالة والتعاون المشترك لتحقيق الأمن الجماعي والاستقرار العالمي.
وفي الختام، أكد السفير على استمرار سلطنة عُمان في الإسهام الفاعل في بناء عالم يسوده السلام والاستقرار، من خلال تعزيز قيم الحوار والتفاهم والتعاون الدولي، والعمل المشترك مع كافة الدول لتحقيق المستقبل المشرق للجميع.